السلام عليكم و رحمة الله الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات  أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وبعد . .      قلعة الظـلام الغامضة   حكايتي اليوم هي عن قلعة الظلام الغامضة, قلعة تقع في منطقة المتعارف تسميتها بجبال الرعب, اكتسبت هذا الاسم لأن المنطقة بقيت و لفترة طويلة من الزمن مجهولة للعالم الخارجي تقتصر زيارتها على الهاربين من العدالة, و بعض الباحثين عن المغامرة, خاصة و إنها منطقة نائية بعيدة كل البعد عن التجمعات السكانية...   تشتهر جبال الرعب بكهوفها القديمة الغنية بالذهب, و بقلعتها الغامضة ذات الأبواب الموصدة, يطلق على القلعة اسم قلعة الظلام الغامضة, تسمية ترجع لبعض الأحداث التي عجز العارفون بالمنطقة تفسيرها تفسيرا منطقيا يستسيغه العقل, فالقلعة يخيم عليه جو محزن و مرعب في نفس الوقت, يزيد من رعب المنطقة,  فمباشرة بعد غروب الشمس تنطلق أصوات غريبة لا تتوقف إلا بعد شروق شمس اليوم الموالي...   حاول الجميع البقاء بعيدا عن المنطقة ككل ليس فقط بعيدا عن هذه القلعة, لكن أحداث التي تدور في القلعة كان تؤثر على القرى و التجمعات السكنية المتفرقة رغم بعد المسافة , فقد ازدادت نشاط القلعة و سكانه الغامضين, حيث انتشرت حوادث الاختطاف و الاختفاء بين ساكنة القرى, و تزايدت القصص و الإشاعات التي تحاول تفسير هذه الحوادث, إلى أن عاد لأحدى القرى شابة كان قد تعرضت لاختطاف لتروي قصة يصعب تصديقها, فهي تؤكد تعرضها لاختفاء من مخلوقات غريبة لها سمات بشرية, و القلعة هي مسكنهم الذي يحميهم من أشعة الشمس القاتلة بالنسبة لهم, و جواب عن سؤال احد القرويين عن سبب اختطافها, كان جوابها أكثر رعبا, فساكنة القلعة يستمدون قوتهم من شربهم لدماء البشرية...     لازالت القصة طويلة لكن سوف أتوقف عند هذا الحد, لان الجزء الأول من القصة يعكس كثيرا ما يقع في إحدى القلاع الرياضية, و التي يتشابه واقعها مع أحداث الحكاية...   فالقلعة الرياضية ليس إلا الجامعة الملكية للكرة القدم, و التي تقع بعيد كل البعد عن المتتبع الرياضي, بعد لا يقاس بأمتار, فالجامعة هي قلعة محصنة لا نعرف عنها إلا ما يسمح به ساكنتها لنا بمعرفته, أو بعض القصص و الإشاعات الصحفية التي تسرد لنا دورها و مهامها في التسيير شؤون الكرة الوطنية...   قلعة بعيدة كل البعد عنا, لكن أحداثها تؤثر في جميع المغاربة, فساكنتها بدورها يختطفون أحلامنا البريئة و يستغلونها في حفاظهم على بقاءهم في كراسي حكم القلعة, و يمتصون دماءنا باستهتارهم بالمال العام, و حبهم للمصالح الخاصة و الضيقة...   فالقلعة الرياضية اعتمدت على الغموض, و قلصت تواصلها مع العالم الخارجي, لدرجة أن الإتحاد الرياضي الوحيد في العالم الذي لا يضم ناطق رسميا باسمه...   تبرم صفقات, تعيين أطر و مدربين, تدفع مستحقات و منح رياضية و إدارية, لكن دون تقديم معلومات فجل قراراتها تكون مرفقة بعبارة سري للغاية...   قلعة أنشأت لنهوض بالكرة المغربية, و بعد أكثر من 56 سنة أصبحت سفينة الكرة المغربية متداعية و على حافة الغرق, كيف لا و السفينة لم يتم إصلاح أعطابها نتيجة تأثيرات العواصف الإفريقية و الدولية, فبعد كل إخفاق كان الترقيع هو السياسة الوحيد لسكان القلعة لانقاد رؤؤسهم من الغضب الجماهيري, فكان لزاما عليهم كسب الوقت و بما أن الترقيع أسرع من الإصلاح فقد كان اختيارهم الأوحد, و ها نحن اليوم على مشارف عاصفة افريقية جديدة فالسفينة المغربية في مرافئ جنوب إفريقيا, هنا يطرح ساكنة القلعة سؤالهم لربان السفينة, حول إمكانية تحمل و مجارات العواصف و الدفع بالسفينة لبر الأمان, فهي الفرصة الأخيرة لساكنة القلعة , فالمتتبع الرياضي المغربي لن يتحمل أي إخفاق جديد...   أخفاق جديد هو رديف غرق السفينة, ربما قد يكون الحل الوحيد لإعادة النظر في تسييرنا لشؤون الكرة, و السعي لتغييره, فالجميع يؤمن بأن النجاح هو نتيجة عمل مخطط له, و ليس نتيجة عمل عشوائي يلعب فيه القدر الدور الأبرز و الأوحد, أو ربما ينجح سكان القلعة في إيجاد مخرج جديد و يؤجلون بقاؤهم إلى بعض الوقت... الى هنا ينتهي الموضوع تقبلو تحيات كتاب "كلام الليل"... أخوك بــدر والسلام عليكم