يمكن تقسيم تطور الانتماء الكروي الى حقبتين حقبة أولى تداخل الانتماء فيها مع الأيديولوجية و
القومية فكان الحب الجارف للمنتخب اكثر من النادي و حقبة ارتبطت بالاقتصاد و المصالح فكانت
الغلبة للنوادي على حسب المنتخبات.
الحقبة الأولى:
الانتماء و الولاء في كرة القدم تغير مفهومهما مع تطور الكرة ودخول عالم الاحتراف او ولوج الكرة
الى عالم الاقتصاد حيت بات المال عصب الحياة فيها وبدونه لا يمكن ضمان استمراريتها، في
سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كان الولاء للأندية اقل بكثير منه الى المنتخب لعدة أسباب كثيرة
أولها الظرفية و الخلفيات الثقافية السائدة آنذاك حيث تجد أنه كان العالم ينقسم الى قسمين حسب
الانتماء الأيديولوجي فتجد المشجع الروسي مرتبط بالمنتخب القومي السوفياتي اكثر من ناديه
المنتمي اليه لان في ذلك الوقت المنتخب هو رسالة قوة و تعريف بالذات لللآخرين ورمز للهيبة و
التميز القومي و السياسي لهاذا تجد مقابلة بين امريكا و ايران مثلا يتابعها الملايير من الناس
ويستقون اخبارها ويهتمون بها ليس بسبب قوة المنتخبين ولاكن بسبب الحساسية السياسية و
العداوة التاريخية و التي يرغب الناس في مشاهدة
ترجمة لها على ساحة الملاعب الخضراء بعدما يئسوا من رؤية حرب حقيقية على ارض الواقع ;
وضعية كهاته جعلت من المنتخب ذلك الرغاء الذي يلتصق به كل أفراد المجتمع حتى بلغ درجة
القدسية فاصبح قاب قوسين او ادنى من تجريدة عسكرية للدفاع عن الوطن
حيث أصبحت رؤية الناس اليه كفريق للعبة مجردة رقما قاصرا وغير مقبول زاد الطين بلة كثرة
الحروب والانقسامات اختلط المذهب والأيديولوجية والرياضة كلهم تحت مضلة السياسة من يريد
توحيد الشعب ونبد الخلافات فليلفت الأنظار الى مقابلة مع غريم او عدو لدود او جار حقود لتصبح قيم
الإخاء في الإسلام والدم واللغة لا مكان لهم بعالم المستديرة النتائج كانت كارثية انداك حرب أهلية
للهوليغانس ببريطانيا تنامي ظاهرة الإلتراس العنصرية في إيطاليا شجارات قاتلة هلك ممتلكات ولربما
تطورت الأمور حتى وصلت الى السياسيين وأصحاب الشأن.
.............................................................................................
الحقبة الثانية
تحول عالم الكرة من السياسة الى المال:
مع الأسف سوق بيع الاعبين واعارتهم وشراءهم يشبه ما كان يحدث في سوق النخاسة في زمان
الجاهلية فالفرق مع الأسف أصبحت تستعبد لاعبيها وتسلبهم كثيرا من القيم والمبادئ حتى أصبح
الصوم وأداء الصلاة شيء من الصعب تقبله لأنه وبكل بساطة يتعارض مع مصالح الفريق المالك او
الذي يدفع الراتب ليصبح الاعب مجرد جلاد او عبد في مسارح الملاعب تحت رحمة إمبراطوريات المال
المسيطرة ومن هنا يجب ان تفهموا مواقف كثير من المحترفين الذين لم يلبوا الدعوة لمنتخبات بلدانهم
فالقضية ليست قضية وطنية بل قضية قوت ووجود وتحكم ونفود على رقابهم منعهم من دالك ولا كن
في قرارات انفسهم فهم يتمنون تمثيل شعوبهم لدى يمكن ان تنطبق عليهم مقول مكره اخاك لا بطلا.
دخول عالم الكرة أثر على الجماهير التي باتت مرتبطة بالنوادي أكثر من المنتخبات والسبب ان
البطولات القارية باتت متقزمة ومحدودة تتم في فترات متباعدة بينما المشجع يعايش البطولات المحلية
والقارية للأندية في كل يوم وفي كل أسبوع فزاد الإدمان على النوادي حتى تم تناسي المنتخبات التي
أصبحت مجرد شيء فخري ورمزي كالأعياد التي تكون مرة في السنة النادي أصبح الرفيق اليومي
والانيس الذي لا يفارق المشجع بينما المنتخب لا يأتي الا مرة هادفا بعد ردح من الزمن الشي الذي لا
يشبع ولا يشفي غليل ذلك المنتمي، وهنا السر في الصراع بين الاتحادات و خصوصا الاتحاد الاوروبي
و الفيفا لان الاتحاد الأوربي طور من مسابقاته حتى باتت تهدد وجود المسبقات التي تنظمها الفيفا
فاخد معه الجماهير و القلوب و جن الأموال معادلة القت بثقلها على بقية العالم فالعصبة الافريقية
للأبطال باتت اهم من الكان من جميع النواحي فماديا لها اعتمادات كبيرة و من ربحها يشارك في كاس
العالم للأندية لتصبح حلم كل الجماهير و الاعبين لهاذا لما تجد ذلك المشجع العسكري او الرجاوي او
الودادي غاضبا من استقطاب مدربه او لاعبه فانك ستدرك على الفور خلفية هذا السلوك الجديد لتفه ان
الامر لا يتعلق بالوطنية بل بطبيعة المنافسة و مدى تشويقها و قيمتها المادية و مستوى الصراع فيها
وعدد أيام خلقها للفرجة.