
مدرستي الحلوة الحلقة 2
|
طرن.....طرن ....طرن ... ثلاث رنات قوية اقشعر بدني لها وكأنها سهام تخترق جسدي كانت بمثابة إعلان لأنتهاء المهلة المحددة ومع تلك الإشارة انطفأ المؤقت وتسارعت دقات قلبي وكل تفكيري كانت مرتبط بكيفية الخروج من هذه الحجرة وتساءلت هل إجابتي كانت مقنعة أم لا ؟ ماذا إذا لم يقتنع بكلامي ؟ وماذا وماذا وماذا ...... ثواني قليلة قطع صوت مفاجئ تخميناتي وشرودي والتفتت بسرعة إلى مصدر الصوت قبل أن أتفاجأ بتحرك جزء من حائط الحجرة يميني وبالتالي فقد كانت بمثابة مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لي لأنني كنت أنتظر أن تفتح الباب التي دخلت منها ولكنني تفاجأت بتواجد باب أخرى سرية تفتح أمام ناظري وبالتالي وبعد نهاية الصوت ظهرت باب من حديد ويوجد بها مفتاح يسمح لك بالخروج من تلك الحجرة ... غريب.... احساسين في نفس الوقت يتلاعباني بأفكاري , هل أتقدم نحو تلك الباب الجديدة أم أعود أدراجي متجها للباب التي دخلت منها بحثا عن مخرج من هذه الحكاية المخيفة .؟ حاولت أن أختار بين الإثنين فلم يدم تفكيري سوى دقيقة واحدة حتى قررت عدم النظر للوراء وبالتالي اخترت الإتجاه نحو الباب الجديدة وهكذا تحركت بخطوات متسارعة وما أن فتحت الباب حتى ظهر لي ممر صغير ولكن باتجاهين : الإتجاه الأول وهو إلى اليمين ومكتوب عليه " المرحلة المقبلة " الإتجاه الثاني إلى اليسار ومكتوب عليه " الخروج " وقفت متأملا الحالة التي أنا فيها , فهل يجب أن أختار النهاية وأعود أدراجي وأخرج من متاهة هذه المدرسة أم ببساطة أختار إكمال المهمة وبالتالي الولوج للمرحلة الثانية ؟... اتخدت القرار سريعا واخترت العودة بأدراجي من أين ما بدأت وبالتالي اخترت حل الإستسلام واتجهت يسارا ... الخطوة الأولى ثم الثانية ...الثالثة ...الرابعة ... فجأة بدأت خطواتي تبطئ شيئا فشيئا وكأنني أحس بتأنيب الضمير الذي ما فتئ يتعجب لروحي الإنهزامية السريعة وفجأة توقفت وقلت : - ليس الأن يا أسامة ؟ لا تراجع ولا استسلام وبالتالي قلبت الإتجاه وسرت بحثا عن ما تخبئه لي المرحلة الثانية من مدرستي الحلوة .... تقدمت ولدي خليط من الإحساس , خوف وثقة في نفس الوقت , خوف لأني لا أعرف ماذا ينتظرني في تلك المرحلة من مهام وثقة لانني أحسست بأني اتخذت القرار المناسب ومع كل خطوة صرت أبحث عن ما تخبئه لي هذه الأمتار من مفاجآت ولكني ومع بضع أمتار مقطوعة أحسست برائحة غريبة تتلاعب بحاسة الشم لدي وكلما تقدمت كلما صارت أكثر قوة ومع مرور الوقت بدأت أشعر بظلمة ما فتئت تكبر شيئا فشيئا إلى أن عم الظلام الكامل .......فقدت الوعي . فتحت عيني ووجدت نفسي في غرفة مغايرة لما كانت في المرحلة الأولى , هذه الغرفة على الأقل منظمة نوعا ما عن الأخرى وأمامي وجدت شاشة سوداء قديمة نوعا ما ولا أعرف ما الغرض من تواجدها هنا . بينما كنت أتجول بعيني في الغرفة انعكس ضوء قوي على الشاشة وبالتالي أضاءت الشاشة وكأني في قاعات السينما وظهر عليها جملة مفادها : الـ4-4-2 من الأكثر الخطط التقليدية في كرة القدم ...اشرحها ؟ ظهر العداد مجددا ولكنه كان أقل من سابقه وبالتالي عرفت أنني سأعاني من تقليص المهلة المحددة للإجابة مع كل مرحلة .
الـ4-4-2 تكتيكيا  الـ4-4-2 الكلاسيكية , كل المدربين وفي أول مبارياتهم يستخدمونها لكي يثبتون انفسهم , نادرا ما كنت أرى مدرب ما يخرج عن هذا النهج التكتيكي في بداياته التدريبية والشئ الجميل هو أنها تعتبرة خطة متكاملة وقابلة لتحقيق النجاح بأي كتيبة من اللاعبين مهما كانت مستوياتهم الفنية وبالتالي سوف أمر بكم للشرح التكتيكي لخطة 4-4-2 . كخلاصة الخطة تعتمد على رباعي ثابت في الدفاع ظهيرين وقلبي دفاع ولاعبين بالوسط وجناحين ومهاجمين والإختلاف دائما ما يظهر بين هذا المدرب وذاك في كيفية توظيف خط الدفاع ولهذا نرى تنويع من فريق لأخر او منتخب لأخر ولكني سوف أحاول ان ألخص لكم الأمر واضع بين ايديكم عصارة ما يمكن ان نستخلصه من خلطة تكتيك الـ4-4-2 الكلاسيكية - خط الدفاع : خط الدفاع يعتمد على قلبي دفاع يلعبان اكثر قرب من المرمى بحيث يقلصان المساحة بينهما وبين الحارس حتى لا يسمحان للمهاجمين باستغلال الفراغ بينهما وبين الحارس ويزيدون من فعالية التمريرات من وراء الظهر , نجاح المدافعين يكمن في التوقيت المناسب للتدخلات وايضا تكميل الأدوار فيما بينهم وذلك حسب ما يملك المدرب من مدافعين بخصوص مهاراتهم الفنية والبدنية . فلو كانا قلبي الدفاع الاثنين مهاريين ويجيدان التعامل مع الكرة في اصعب الحالات فإن المدرب يعطي الحرية لهما في التحرك اما بقرب حارس المرمى او التقدم للأمام والرفع من البلوك الدفاعي بالإعتماد على التسلل وسرعة رد الفعل ,المهارة الفنية للمدافعين ضرورية حتى ينجح اسلوب البلوك الدفاعي المتقدم لأنه سيزيد من ضغط المهاجمين على المدافعين وسيدفعهم للتحكم بالكرة في اضيق المساحات والإعتماد على سرعة البديهة بالتمرير او تشتيت الكرات , هذا من جهة ومن جهة أخرى فكلما تقدما للأمام وكانا متناسقين فهما بذلك يقللان من خطورة المهاجمين وخاصة اذا ما كان الفريق الخصم يعتمد على الكرات الطويلة للأمام . أما اذا كانا قلبي دفاع كلاسيكيين يعتمدان على الأكثر على القوة البدنية واللياقة العالية فإن التعليمات تكون صارمة بخصوص عدم ترك المساحات من ورائهما للمهاجمين لإستغلالها خاصة وانهم لاعبين كلاسكيين وبالتالي فإن اعتماداتهم بالأساس تكون على الدقة في توقيت التدخلات وأي خطا او تفاوت في ذلك التوقيت سيكون بمعنيين مختلفين : إما ان يمر المهاجم من قلبي الدفاع ويستغل تلك الثغرة ويشكل خطورة على المرمى وإما ان يرتكب قلب الدفاع خطأ وبالتالي ممكن ان يجعله خارج المباراة نظرا لأنه اخر مدافع في ذلك التدخل . وكلتا الحالتين تشكلان خطورة على المرمى وتدخل ضمن الحواجز التي يمنع تجاوزها في التدريبات من المدربين وهنالك تعليمات صارمة بخصوصها وبالتالي فإن المدرب يركز بالأساس على التركيز العالي في الحالات الدفاعية من قلبي الدفاع والتركيز يشمل الكرة والخصم في ان واحد , فحركية الكرة بالإضافة الى حاملها تعتبران من أساسيات استخلاص الكرات لأنه اهم عامل فعال لإستخلاص الكرات هو التركيز والسرعة في رد الفعل من المدافع فلا مجال للتراجع او التأخر في إتخاذ القرارات . المدرب الذي يملك قلبي دفاع يعتبران بطيئين حركيا وكلاسيكيان ممكن كما قلت ان يوظفهما في مكان اقرب من خط المرمى او ان يؤخر عن الأخر وهذا التأخير في التمركز يعتبره المدربون بمثابة قلم أحمر مصحح لأخطاء قلب الدفاع الأول وبالتالي فإن الاكثر خبرة هو من يلعب كقلب دفاع متأخر لكي يعمل على دعم الدفاع في خط متأخر قليلا عن قلب الدفاع الأول ولكن هذا التأخير ممكن ان يقود الى تكسير مصيدة التسلل وهذا ما يمكن ان يستنتجه الكثيرين منكم ولهذا السبب قلت ان قلب الدفاع الذي يتأخر قليلا يجب ان يكون الأكثر خبرة والأكثر استجابة في الحالات الصعبة وهكذا فإن ذلك التأخر لن يضر الفريق في شئ وسرعة البديهة لديه قادرة على التوافق مع قلب الدفاع الأخر وحتى الظهيرين في حالة ما تم إعتماد مصيدة التسلل . خط الوسط : في الوسط هنالك اعتماد على ثنائي في وسط الدائرة , الثنائي دائما ما يكون مكمل لبعضهم البعض ولهذا نجد مصطلحات تكتيكية مثل المحور والإرتكاز الدفاعي ولو أن كرة القدم العصرية أصبحت تعرف ديناميكية في تبادل الأدوار إلا أنه واجب أن نشرح الفرق بين الإثنين الإرتكاز الدفاعي هو اللاعب الذي يتواجد في وسط الملعب أكثر قرب من قلبي الدفاع وهو المركز الذي نجده في كل التكتيكات في كرة القدم أي أنه يعتبر نواه التكتيكات في كرة القدم وبخصوص الدور الذي يقدمه فهو يلعب بمبدأ أساسي وهام وهو أن يستخلص أكبر عدد من الكرات في وسط الملعب أو أي منطقة أبعد من منطقة الجزاء لفريقه هذا من جهة ومن جهة أخرى فهو أيضا يكون مطالب بتغطية الثغرات التي يتركها الظهيرين في حالة صعودهما للهجوم وأيضا يشكل زيادة عددية في الحالة الدفاعية في المنطقة التي تشكل نقطة ضعف فريقه أو تعاني من هجمات مركزة . أما المحور فهو يقوم بدور ازدواجي وبالتالي فهو يساعد الارتكاز الدفاعي في مهمة استخلاص الكرات في الوسط ولكنه يبقى هذا بالنسبة له نصف دور تكتيكي أما النصف الثاني فهو الذي يتمثل في المساهمة في البناءات الهجومية وبالتالي فهو يملك الحرية في التحركات الهجومية حسب الحالات الهجومية لفريقه . كرة القدم العصرية لم تعد تعرف ارتكاز أو محور طالما أن المركزين قريبين فأصبحنا نعيش مرونة تكتيكية تسمح للاعبين بشغر نفس المركزين وبالتالي يكون عصارة الارتكاز والمحور في لاعب واحد مثلما نجد في ألونسو ريال مدريد وبوسكيت برشلونة وأيضا بيرلو جوفنتوس ... أما ثنائي الأطراف فهنالك تنوع في تكتيكات المدربين في نفس التكتيك الـ4-4-2 وإن كانت نفس الخطة إلا أن النهج التكتيكي يختلف من مدرب لأخر , فهنالك بعض المدربين من يفضلون اللعب بأجنحة وهمية وبالتالي فإن رباعي خط الوسط يكون مكون من لاعبي الوسط وهكذا فهو يلعب على ورقة احتكار الكرة اي الاستحواذ وأيضا الإختراق من العمق وهكذا فإن الفريق يستغني عن فكرة اللعب بأجنحة ولكن الحركية تكون مطلوبة من المهاجمين في ظل عدم تركيز اللاعبين على الوسط والخروج من روتين الهجمات المتكررة . وهنالك بعض المدربين يلعبون على الأجنحة وبالتالي فإن هجوماتهم تكون خليط بين العمق والأطراف وهكذا فهم يلعبون على الأطراف والوسط وهذا التنويع دائما ما يساهم في خلخلة تركيز الخصوم واخراجهم عن تركيزهم . خط الهجوم : في خط الهجوم هنالك ثنائي متواجد في هذا التكتيك , هذا الثنائي يكون على الغالب مهاجم تقني ومهاجم صندوق , المهاجم التقني دائما ما يكون أكثر حركية داخل وخارج منطقة الجزاء وبالتالي فهو يلعب على ةتر الحركية التي تسمح له بإخراج المدافعين من منطقتهم وهكذا فهو يفتح المساحة للقادمين من الخلف داخل منطقة الجزاء وأيضا يعطي الحرية أكثر للمهاجم الأخر الذي قلنا عنه مهاجم الصندوق في التحرك والتمركز بأريحية داخل منطقة الجزاء وهذا المهاجم دائما ما يكون مطالب باستغلال الفرص داخل منطقة الجزاء والفعالية الكبيرة في تحويل أقل الفرص إلى أهداف..... . . .
إنطفأ ضوء الشاشة وأوتوماتيكيا عرفت أنني استنفدت المهلة المحددة لي في هذه المرحلة وسمعت صوت أقدام شيئا فشيئا أصبح أكثر وضوح من ذي قبل ... هل بالفعل هو صوت أقدام أم أنها هلوسة التعب ؟ صوت أقدام ... لو صحيح فمن القادم .؟ او القادمون ؟ ...
.....يتبع |