
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وبعد . .
اخواني اعضاء ومشرفي منتدى كووورة مغربية ،،

وكل عام وأنتم بخير .
عيد, بأي عود عدت ياعيد = بما مضى أم بأمر فيك تجديد .
لم يكن فحل الشعر العربي المتنبي متشائما في هذا المدخل الرائع لواحته الشعرية بقدر ما كان حكيما , وكان يشك في كون الأيام قد يتغير حالها , كما يتناوب الشك مع أول أيام سنة -2013 على نفسية الشارع الرياضي المغربي , ونحن في الامتار الأخيرة من العيد الكروي الافريقي ,الذي تحتضنه بلاد بافانا بافانا . فعندما نطق المتنبي بهذا البيت الشعري مند أكثر من ألف عام لم يكن يعلم أنه سيظل على مر التاريخ عنوانا لكل آهة, ومرجعا لمن ضاقة علي السبل ,.
.

أكيد أن هذا البيت حضرني والمنتخب الوطني يتأهب لدخول تجربة جديدة من الكاس الافريقية .هذه الكأس التي استعصت على النخبة الوطنية مند حوالي أربعة عقود خلت , والتي كانت فيها المشاركة المغربية عبارة عن نسخ كاربونية لمشاركة مقزمة تخرج فيها الكرة المغربية بصورة مشوهة من الباب الخلفي, وبخفي حنين ,مند 1976 عندما أمضى اللاعب بابا على ختم بكسر الخاء , الكأس الافريقية بهدف أهدانا كأسا بقيت يتيمة الى غاية اليوم ,رغم الأسماء اللامعة والرنانة التي تعاقبت على تشكيلة المنتخب الوطني , وهو ما يبقى لغزا في عالم الكرة ,حيث كانت المشاركة المغربية ذات الوجهين بلاعبين محترفين مند 1986ونتائج لم تتغير .

ومع اقتراب كأس افريقيا يتم طرح نفس السؤال الذي تكرر مع كل انطلاقة دون طائل . ماذا ننتظر من الحضور في الكان ؟ مع الأسف لا يمكننا أن نحدد سقفا معينا يمكن الوصول اليه في ظل وجود سياسة كروية أعلنت افلاسها على يد جينيرالات سواء أكانوا بزي عسكري أو مدني , عكس منتخبات بعينها تلج البطولة وهي تعرف أن مستواها يؤهلها مثلا الى بلوغ نصف النهاية أو النهاية . في حين هناك منتخبات تجعل الفوز بالكأس هدفا وسقفا لها , على غرار غانا والكوت ديفوار ونيجبريا والكاميرون ومصر التي تمنحها الشرعية التاريخية سقفا عال من الطموح , كدول لها وزنها الكروي على مستوى القارة السمراء, بينما يكتفي المغرب بتحقيق التأهل الى النهائيات شأنه شأن دول مغمورة كالموزمبيق والبنين على سبيل المثال .

.
ومند التسعينات من القرن الماضي لم تكن الحصيلة التقنية وحدها ما ينقص الأسود في مشاركاتهم الافريقية, اذ أن أغلب الدورات التي سجلت حضورا مغربيا مند الفترة المشارة اليها مرت على ايقاع المشاكل داخل مجموعة اللاعبين في ما بينهم , أو بين اللاعبين والمدرب, والتي كانت في كثير من الأحيان سببا رئيسيا للاخفاق في وقت يكون فيه الرهان على تحقيق انجاز ما ... لكن الذي لم يشر اليه أحد ولم ينتبه اليه الكثير في هذه الحصيلة الهزيلة للكرة المغربية افريقيا هو الانحدار المؤسساتي والفكر السطحي للمسئولين الرياضيين , الذين اتجهوا شمالا وأهملوا الجنوب, ولم يضعوا كأس افريقيا ضمن أولوياتهم لا من الناحية التقنية ولا من الناحية التنظيمية , مقابل افتتان غير مفهوم بكأس العالم على مستوى المشاركة والتنظيم .
( وبقينا لا تيتي لا حب الملوك)

فاذا كان المغرب أول بلد اسلامي وافريقي بلغ الدور الثاني في نهائيات كأس العالم على رأس مجموعة تضم انكلترا وبولونيا والبرتغال التي تعد من أعتد المنتخبات العالمية , فانه في المقابل كانت مشاركاته محتشمة افريقيا ولم يحقق شيئا يذكر. واذا كان المغرب تجرأ وطالب بالحاح تنظيم كأس العالم مند 1994 وعلى مرور الدورات وكان قاب قوسين من تنظيمها بفارق صوتين عن جنوب افريقيا , فانه في المقابل لم يكلف نفسه عناء طلب تنظيم كأس افريقيا مند 1988 على ما أذكر , والتي كان من السهل تنظيمها والفوز بها , عكس مصر مثلا التي اهتمت أكثر بالقارة السمراء وحصدت الألقاب .
على كل حال,فاننا تعودنا على الاخفاقات االافريقية حتى ترسخت في أفكارنا , وأصبح المغاربة يستقبلونها بالمزاج الذي يستقبلون به الوصلات الاشهارية التلفزية لكثرتها . أضحينا ننتظر في الظل ونلوح من بعيد ,ونحن نتفرج على أمم تغير جلدها كل عام , ونحدق في منتخبات مغمورة تمردت علينا حتى تملكنا الخوف والرعب من منازلتها .

وأتساءل اليوم , هل استحضار جميع هذه الانتكاسات ’ تجعل المسئولين ينظرون الى الأمور من زاوية مختلفة ليعرفوا على الأقل , لماذا هي كرتنا صديقة حميمة لجميع معاني الاخفاق ؟. ألم تصل السلطات العليا في البلاد بعد هذه الانكسارات المتعاقبة الى قناعة بان الجسم الكروي في بلادنا يئن جراء التهاب ورم خبيث يستوجب الاستئصال عوض العلاج الكيميائي, الذي يرتكز على تغيير المدربين واستبدال اللاعبين وتعيين المستشارين , مما أدخل الكرة الوطنية في الموت السريري لعشرات السنين ؟ أم أننا سنبقى نستقبل كل عيد كروي افريقي على ايقاع المتنبي .
عيد بأي حال عدت ياعيد= بما مضى أم بأمر فيك تجديد

أتمنى أن يكون المدرب رشيد الطاوسي قد استعان بالصور الاكلينيكية , ويكون استثناءا لفك طلاسيم هذه الكأس التي طال انتظارها ,وأن يجد الحلقة المفرغة التي كانت سببا في هذه العقود العجاف التي عاشتها الكرة الوطنية .

مداز