بسم الله الرحمـان الرحيم أعضـاء وزوار كووورة مغربية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثرثرة..! يقول علمـائنا في الفقه والشريعة ان أول مؤسسة بنـاهـا الله تعـالى بعد خلق ادم وقبل تأسيس المسجد هي مؤسسة الأسرة، وهذا يدل على اهمية الأسرة في أستمرار البشرية وتطورهـا وايضا حمايتهـا من اي اخطـار تعترضهــا،ولعل اساس قيام اي اسرة يكون هو الحب والعطف التفاهم والتجـانس ونكران الذات، هذه هي الاشياء التي تجعل الأسر قـائمة وهذه الاخيرة هي التي تجعل المجتمع نظيف راقي خالي من اي علل او سقم، والا لمـا كـانت اول مؤسسة ينشأهـا الله تعـالى بعد خلقه لسيدنـا ادم عليه السلام. تلك الراوبط الأسرية المتينة التي تعتبر سرا من اسرار استمرار البشرية نجدهـا غـائبة للأسف عن محيط منتخبنـا الوطني والذي دائمـا ما نسمع عن الأجواء داخل معسكراته التي تسبق اي بطولة رسمية تكون بالف خير وعلى خير مـا يرام قبل ان نتفاجئ عند اصدام قطـارهم بعقبة الفشل كما جرت العادة بتصريحـات مضـادة تفضح كل المستور في تلك الكواليس التي نكتشف انهـا كانت متسخة واجوائهـا يشوبهـا الكثير الفتور والسلبيات والمغضبات،بل واشياء تخدش الحياء احياننا، هكذا سيكون لزامـا علينا  طرح اسئلة كثيرة حول عقليتنـا كمغاربة ومزاجيتنا المتقلبة التي يبدو انهـا لا تسمح لنـا بالأنصـهار فيمـا بيننا ولا تمسح لنا بتقبل بعضنـا البعض حتى وان تعلق الأمر بأسابيع او ايام معدودة فانه حتمـا الأنشقاقات والتصدعـات ستظهر بجلاء في تجمعاتنـا. وعلى غير العـادة فأن أستعدادت كأس أفريقيا 2013 ظهرت فيهـا انشقاقات حتى قبل ان تنطلق فما يكاد يمر يوم حتى نسمع اخبار سامة كسموم اصلال فتاكة عن لاعبين اعتذرو او رفضو او تخلو وانسحبو لتغمرنـا الدهشة ويستولي علينـا العجب وليحتل قلوبنـا القلق، اخبـار توغر قلوب المشجعين على هؤلاء اللاعبين ولا تزيدهم إلا احتقارا في عيونهم، لكن الخطأ الذي نسقط فيه دائمـا هو ربطنـا الخـاطئ بين الوطنية والمنتخب، فالوطن لا يمكن ان يختزل في منتخب كرة القدم وانسحاب اي لاعب من المنتخب لا يعني بالضرورة انه لا يحب وطنه او انه غير وطني كمـا يتصور البعض لكن الحقيقة ان مشكل هؤلاء ليس مع المغرب كبلد انمـا مع جـامعة الكرة او اشخـاص داخل الجامعة او حتى مشروع الجامعة وهم رفضوا دعوة الجامعة وليس دعوة المغرب..تماما كم يرفض أحدهم الألتحاق بعمله ذات مرة احتجاجا على شيئ مـا ففي النهـاية هؤلاء بشر مثلنا، وكثيرا مـا يقاطع الجمهور مباريات المنتخب بسبب الجامعة او يطلق صافرات استهجتان في وجه اللاعبين بسبب ضعف الأداء..فهل ذلك يعني ان الجمهور ليس وطني ولا يحب بلده؟!، صحيح ان الحدث جلل وعظيم وكأس أفريقيا تجعل اعصـابنـا مشدودة كمغاربة في كل بقاع العـالم..، لكن رغم ذلك فأننا لا نملك حق الطعن في وطنية اي واحد من اللاعبين الذين رفضو الألتحـاق بالمنتخب لأسباب تخصهم وشخصيا لا تهمني ولا ارغب في التوقف عندهـا او حتى في ذكر أسمـاء من اعتذرو لأن الذي يهمنـا هي الثمار امـا الأوراق التي تسقط في الخريف العاصف فهي إلى مصيرهـا الذي اختارته لنفسهـا والبركة بمن سيحضر، ولا يحقي لي طعن اي شخص في وطنتيه وحبه لبلده بسبب رفضه الدعوة او اعتذاره عنلألتحـاق بالمنتخب فذلك شيئ يخصه، والربـان هو صاحب الكلمة الأولى والاخيرة والمسؤول الأول والأخير عن كل كبيرة وصغيرة في المنتخب وبالتالي لا يهمنـا مـا يصرح به هؤلاء المعتذرون او المنسحبون وهم احرار في قراراتهم ولا يجب ان نتوقف عندها كثيرا. من جهة دعونـا ننظر للأمر بإيجابية اكبر فهؤلاء اراحو كثيرا المنتخب الوطني والناخب الوطني الذي سيختار اليوم لائحة 23 لاعب وهو مرتاح ويعرف جيدا اللاعبين القـادرين والمتشوقين للذهاب إلى جنوب أفريقيا من اجل البدل والعطاء، من اللاعبين الذين لا يمتلكون ذرة حماس من اجل اهدار قطرة عرق في سبيل القميص الوطني خلال النهـائيات القـادمة، شخصيا ارى هؤلاء اللاعبين تعـاملوا بكل احترافية و واقعية مهمـا كانت الأسباب وطريقة الأعلان عن الأعتذار إلا انهم خيرا فعلو فالأفضل ان يعلنو هذا قبل ''الكـان'' او الذهـاب إلى هنـاك من اجل السياحة وربمـا اشياء اخرى...، لهذا سأحيي هؤلاء اللاعبين وسأنسى خبرهم لأن مـا سيهمنـا هو التوفيق لمنتخبنـا واللاعبين الذين سيحضرون للدفـاع على قميص المنتخب في النهـائيات القادمة..،وكم اتمنى الا نعطي لقرارات هؤلاء اهمية كبيرة وحجم اكثر ممـا تستحقه لأنهـا أشياء تخصهم وأستمرار تداول اخبـارهم لا يزيدهم إلا افتخـارا بقرارهم ولا يزيد بيت المنتخب ألا تصدعـا وانشقاقا. ولاني اعرف انكم 'معصبين' قلقين مشدوهين والعجب قد سيطر على ملامحكم منتظرين جديد الأخبار بأندهـاش، فأنني ادعوكم لنسـيان كل مـا كتبت اعلاه، وادعوكم لتذكر اهم المحطـات خلال 2012 حيث عشنـا اخفـاقات وكذلك بعض الأفراح ولعل ابرز فرحة كـانت هي تتويج "المـاص" بكأس "السوبر" الأفريقي للمرة الثـانية في تاريخ الأندية المغربية مكسرا بذلك عقدة ملعب رادس الذي أستعصى علينـا فيه خطف اي لقب فيمـا سبق، وبالطبع الأخفـاقات كثيرة ولأنني سأتكلم عن نفسي واترك لكم المجـال للحديث عن انفسكم فأن اسوء لحظات رياضية عشتهـا هذه السنة كانت الأقصاء المدل للمنتخب الوطني في الغابون بالاضافة للأقصـاء الغير متوقع للمنتخب الأولمبي في لندن...، ما رأيكم ان يكون هذا الموضوع مكـان للثرثرة وحكاية قصصكم مع المحطات الكروية خلال السنة التي تشـارف على الأنتهـاء.