
السلام عليكم

سأظل في كل وقت وحين أناقش أمر الجامعة الوطنية لكرة القدم ، ولن أتراجع نهائيا عن الدفاع عن حقنا قي رؤية مؤسساتنا الكروية وقد دخلت مجال الشفافية والوضوح ، والتناوب الديموقراطي على كراسي المسؤولية ، لكوننا لن نبارح مكاننا المتدني كرويا مادام الحال يسير على نفس الحال ... فكل العالم تغير، والكثير جدا من أمورنا تغيرت ، ولكننا كرويا مازلنا نعاني من الجمود المستفز، وكأن الشأن الكروي المغربي تمت صناعته في القطب الشمالي حيث لا حياة غير حياة السكون الموحش والمخيف ،والشمس هناك ليس لها مجال ولا مكان ، والصقيع يجعل الأرض والحياة والنبات في يبس كامل مستمر إلى أن يشاء الله أمرا كان مفعولا ...

تأسست الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أو الإتحاد المغربي لكرة القدم في عام 1955م وانضمت إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم في 1960م وإنضمت إلى الاتحاد الأفريقي لكرة
القدم في 1960م. وقد تعاقب على رئاستها السادة التالية أسماؤهم : وإذ أعرض هذه الأسماء فذاك فقط من أجل التنوير ومعرفة من مسك شأننا الكروي طيلة العقود الماضية، ولا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أنكر عطاءات بعضهم والتي ستظل خالدة وموشومة في تاريخنا الكروي ، ولكن ما أود إثارته ههنا هو كوننا بتنا اليوم في أمس الحاجة ، لأن نرى رئيسا لجهازنا الكروي قابل للمناقشة والمساءلة والمحاسبة ، حتى لا نظل كما كنا دوما حاصرين المسؤوليات عن النكسات في اللاعبين والمدربين وبقية المتدخلين دون الجرأة على مس رأس النظام الكروي أي رئيس الجامعة ، الذي هو المسؤول الأول والأخير عن الإختيارات والمناهج والطريق الطويل لرحلة الشتاء والصيف لمنتخباتنا وأنديتنا وبطولتنا ، وبالتالي فسؤال المرحلة اليوم كما كان بالأمس القريب هو : متى يكون لنا جهاز كروي منتخب وفق ما تأمر به الفيفا ، ووفق ما تعيشه كل الدول المتقدمة كرويا والرائدة عالميا في هذا المجال الحيوي ،والذي لا يختلف إثنان في كونه محل إجماع الجميع في ارتباط شباب الدول به ارتباطا يكاد يكون موازيا لتعلقنا بالحياة الفانية
إذن فجامعتنا "مفرقتنا" ترأسها منذ النشأة السادة:
1956 - 1957 : أحمد اليازيدي (لجنة مؤقتة) . 1957 - 1962 : عمر بوستة. 1962 - 1966 : إدريس السلاوي. 1966 - 1969 : مجيد بنجلون. 1969 - 1970 : المعطي جوريو. 1970 - 1971 : بدر الدين السنوسي. 1971 - 1974 : أرسلان الجديدي. 1974 - 1978 : عثمان السليماني. 1978 - 1979 : الكونوليل المهدي بلمجدوب . 1979 - 1985 : فضول بنزروال. 1986 - 1992 : الكولونيل ادريس باموس. 1992 - 1994 : الكولونيل ماجور حسين الزموري. 1994 - 1999 : الجنرال دوكو دارمي حسني بن سليمان (لجنة مؤقتة). 1999 - 2009 : الجنرال دوكو دارمي حسني بن سليمان. 2009 : علي الفاسي الفهري .

في ستينيات وسبعينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي كان مفهوما إلى حد ما أن يتم تعيين رؤساء الجامعات على اعتبار أنها مؤسسات عمومية يلزم التعامل معها بكثير من الحزم لتسير وفق ما نتمناه جميعا ، ولكن وارتباطا بالسياسة فبعد انهيار المعسكر الشرقي باتت الكثير من الأمور ملزَمة على ارتداء رداء التغيير وفق ما تتطلبه المرحلة ، وأصبحنا نشاهد في دول كثيرة مثل روسيا وأوربا الشرقية ومن كان يدور في فلكهم ، انتخابات نزيهة لأجهزتها الكروية ، مما عاد بالنفع العميم على كرة القدم هناك ، ودخل الإحتراف لتلك الدول من الباب الواسع وأصبحت منتخباتها من القوى الكروية المشهود لها بالتفوق وبالمنافسة الشديدة مع الدول التقليدية كالإنجليز والإسبان والطليان والأمان...

وفي هذا المقام لا بد أن أشيد بالتجربتين العربيتين في تونس ومصر التي تعيش نظاما تداوليا مميزا على كراسي المسؤولية الرياضية ، بينما مازالت العديد من دول العرب تعيش نفس النمط المغربي المصر على التعيين بدل انتخاب رئيس الجامعة ، وهنا وكما تعلمون فرئيس الجامعة الحالي علي الفهري ومنذ توليه دفة المسؤولية خلفا لحسني بن سليمان ذات يوم من سنة 2009 وهو رئيس دون عقد جمع عام واحد للجامعة رغم ما مررنا منه من نكسات قاتلة ، ظلت جامعتنا تتبرأ من كل مسؤولية ،فتُلصقها تارة في اللاعبين ومرات أكثر في المدربين ، ولعلكم جميعا تدركون أن أندية الهواة تسير من داخل الجامعة بدل جهاز خاص بها والذي تمت تصفيته من طرف الجامعة دون إيجاد بديل له ، كما لا يفوتني هنا الحديث عن الفضيحة الكبرى التي ظهرت منذ أسابيع حين تم الكشف عن العديد من التلاعبات في سن اللاعبين ، ولم أرى استقالة ولا اعتذارا من الجامعة!!! وهذا فقط غيض من فيض فيما يخص خطايا جامعتنا "مفرقتنا"
أما حان الأوان لظهور المحاسبة المرتبطة بالمسؤولية لبيت جامعتنا الموصد الأبواب؟

لا يمكن لأي كان أن يتطلع لرقي منظومتنا الكروية في ظل هكذا جهاز عصي على الحوار والنقاش والكلام ... نحن لا نريد ملائكة تسير شأننا الكروي لكونه أمرا مستحيلا ، ولكننا نريد بشرا حتى ولو كانوا من الشياطين لنصفق لهم حين يتقنون عملهم ، وكذلك نُخرجهم من الباب الضيق حينما لا يكونون على قدر المسؤولية...
بلادنا لا تعوزها الكفاءات ولا الأطر العالية التكوين ، ولكن ما ينقصها هو الثقة في رجالات وشباب اليوم المليئين بالحيوية والمتحفزين لإعطاء كرتنا ما تستحقه من وهج وألق وعنفوان ...

مع كل الود والتقدير لكم أيها الأفاضل |