بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير البرية:
في وقت أضحت معايير النجاح مبنية علي أسس علمية، عملية ، وأكاديمية، أصبحت نسبة الفشل أقل بكثير مما كان عليه سابقا. ومن بين عوامل النجاح هناك الإستقرار والإستمرارية ، وكلها نقاط لا نجد لها أثر في تسييرنا وحتى ثقافتنا مما أدى للإرتجالية وبعض التذبذبات في المردود والعطاء العام لرياضتنا ككل..موضوعي يدور حول قضية لطالما نعيشها في عدة قطاعات وميادين ولكن بصفتنا نحن هنا ناطقين بلسان الرياضة لابد لنا إلا أن نعالجها من زاوية رياضية وبتحديد أكثر ، السياسة والرياضة . فما العلاقة وما الثأثير؟.
سؤال في ظاهره بساطة ولكن يحمل في باطنه خبايا تشكل نواة وعمق بعض المشاكل التي تتخبط فيها رياضيا، فعندما نتحدث عن الجانب السياسي فالمقصود بطبيعة الحال ، وزارة الشبيبة والرياضة ، فكما هو معلوم كل حزب عند تربعه على هذه الوزارة الأكيد أنه يحمل برامج ومخططات وعدة مستجدات ، والأكيد عند الشروع في العمل الحكومي الوزاري يتم وضع لبنات الأساس للمشاريع والأهداف المسطرة ، حتى هذه النقطة كل الأمور تسير وفق منحى منطقي ، ولكن عند نهاية ولاية حزب معين وبعد الإنتخابات التشريعية يتم تعين حزب آخر على رأس هذه الوزارة بمشاريع جديدة ، أفكار أخرى، وتسيير مغاير تماما ، مما يعرقل مخطط النجاح ويجعل الإرتجالية عنوانا للتسير في بلادنا ، وهناك إن شئنا تسميتها "بمشاريع ضحية تعاقب الحكومات " على سبيل امثال ملعب الدار البيضاء الكبير الذي في عهد حكومة منصف بلخياط تم وضع كل الترتيبات ، وكل الجزئيات تم الإتفاق عليها من مزانية والأرض وحتى المهندس، الشركة... ولكن عند تعيين الحكومة الجديدة لم نسمع شيئ وإن كان هذا مثال فهناك أمثلة لا حصر لها ، مما يشل حركة الإصلاح والتقدم في مجال الرياضة .
ومما لاشك فيه هو إن أردنا الدفع بعجلة الإصلاح للأمام ما على سياساتنا إلا أن تكون لها أهداف مشتركة موحدة ذات منهج واحد في القضايا والشؤون العامة ، ومشاريع على المدى البعيد تكون هي عنوان كل حكومة تم تنصيبها ، وأيضا مرحبا بأفكار كل حكومة لها إضافات لا تتنافي مع الإستراتيجية العامة للدولة في الرياضة ، هكذا ستستفيد الدولة من تعاقب الحكومات ولن يتضرر أي قطاع بأي تغيير .
مجمل القول ، لابد بأن نجعل الإستقرار والإستمرارية عنوانا للمرحلة القادمة ، والإستراتيجيات لابد لها إلا أن تكون على المدى البعيد , ويجب نبذ الإرتجالية ، واللامسؤولية ، وٱستحضار الوطنية والضمير المهني، لتكون سياستنا دعما لرياضتنا. وشكرا لمن تابع...
والسلام عليكم ورحمة الله...