السلام عليكم ايهـا المنتدياتيون
هنـاك مشـاهد تصيب القلب بالفزع
وكم يكون المشهد مفزع وصعب وشـاق
عند رؤية سفينة تغرق تغمرهـا المياه ويبتلعها البحر
المحيط شاهق جـائع مظلم ولا مكـان للنجدة
المشـاعر تصاب بالصدمة والعين بالدمعة

ضحايا كثر وعددهم لا يحصى الكل اليوم غريق ولا فرق بين الغرقاء
سواء كنت ذلك الشاب التعيس الذي يحب ان يمشي جنب الحـائط
ذلك اليائس الكئيب الذي افنى العمر ينتظر انطلاقة رحلته حياته
ذلك المسكين الذي يقبع في الطوابق السفلية من السفينة
انه الوقود الذي كـانت تسحقه لتقـاوم التيار وتلطم الأمواج
،مقامه كـان في الحقيقة تحت المـاء حتى قبل ان تغمره المياه
لقد اختـار مكانه في تلك الزاوية بعنـاية تامة فهو لا يهمه شيئ لنفسه
لقد وهب صوته وعقله ،وقلبه اهداه لمعشوقته اغنية يرددهـا عند الصباح وفي كل امسية
حجرته بلا نوافذ ليس في طابقه اي فسحة غير ان يسمع لخطب نقاري الخشب
وليس عنده احب من ان يعيش لحظة وصول السفينة للمـارفئ المتهالكة
حتى يكون له الفخر في الأنتمـاء لأفضل السفن الفاشلة فيطلق العنـان للأفراح
لكنه اليوم يعـاين بنفسه كيف تكسر الأمواج كبرياء معشوقته الخالدة
سيرحل في صمت رهيب ولا احد كـان يعلم بوجوده على السفينة
وقد لا يحصى مع الضحـايا فهو كـان وقودا يحترق لينعم المحظوظون بالدفئ طيلة رحلتهم السياحية
وكـان يعرف تماما انه حتى وان كتب له عمر طويل وصل مركبه بنجاح لليابسة
وحط على ذلك المرفئ البهيج تحت انظـار وأضواء وتصفيقات الجميع فلن يبلغه شيئ
ولن يدري احد بوصوله وبلوغه المرفئ بنجـاح فهو مجهول في كل الأحول
لهذا فضل ان يغرق في بحر النسيان لعله يتذكر شيئ اهم من حياته على السفينة

سكـان الوسط في السفينة الضخمة كـانو من المقاتلين الأفداد
هم من كشرو على سواعدهم من أجل الأنقــاذ حـاولو قدر الأمكـان
منهم من تعود على ركوب البحـار ومنهم من صغرته ضغوط الحياة
انهم رمز الفشل والنجـاح في الأن ذاته فهم احد صناع النجـاح
وهم الصنـاع الوحيدون للفشل فلا احد يشـاركهم شماتته
هم من يرسمون البسمة على محيا الشباب وهم من يمتعون الناس
قدرهم ان يلهثو ويتفننو في أسعـاد النـاس واحياننا يحمون
ويطيلون عمر هذا وذاك وبدونهم لا يمكن ان تبلغ السفينة الأهداف
انهم يتحملون قسـاوة النـاس ايضا سبهم ونعتهم باقبح الصفات
انهم دقاقية مميزين احياننا ومشلولين معوقين احيان اخرى
هذه المرة
استسلمو لعـوامل المنـاخ وقسـاوة البحـار وسوء تذبير الربـان
حـاولو عكس التيـار واطلاق قوارب النجـاة بلا نجـاة

تلك القوارب التي امتطـاهـا سكـان الطـابق العلوي
ليتحدو مصير كل الغرقاء فهم يصلون لبر الأمـان في كل الأحوال
انهم يخططون للمسـار وهم من يحددون المينـاء
وهم اول من يهرعون من المراكب الغرقاء
انهم ابـاء النجــاح وأيتام الفشل انهم مصححو المسـار
هم من سيحصي الغرقاء ويحكو عن رحلة السفينة الغرقاء
هم من سيبنون سفينة جديدة ويأتون بسكـان جدد
لينطلقو مجددا في المحيط الفسيح بحثا عن مرفئ غير موجود
بالوعود يتم استدراج الوقود و بخطـب الوطنية يجذبون الفذائيين
سنتطلق الرحلة من جديد
امـا السفينة فبنفس الربان و الوقود
لعلهـا تدرك الوصول

السفينة هي رياضتنـا المغربية الغريقة في بحر الفسـاد ومستنقع اللأندحـار
الاول هو ذلك المتتبع المسكين ذلك المشجع المتعصب الذي يحب انـاشيد الوطن وشعـارات النصر
هو الذي يفضل ان يخطط لمستقبل رياضييه فضلا عن التخطيط لمستقبله
الثـاني هو ذلك اللاعب الذي كـان ظالمـا او مظلوم هو من يحـاول اسعـادنـا او يابى إلا ان ينكس رؤوسنا
ويزيدنـا تعـاسة على بؤسنـا
الثالث هو ذلك المسؤول او المسير الذي ينجو من الغرق في اخر المسرحية
مهمـا كـانت النتيجة فهو يستمر في الأمتصاص ثم الأمتصاص ثم الامتصاص
فمن يـا ترى من هؤلاء تسبب في غريق السفينة
ذلك المشجع في الطابق السفلي الذي قتلته الأنتظارات وتعود عن الأنكـسارات
هل يكون هو من أحدث ثقبا في السفينة فغمرتهـا الميــاه
هل يكون هو الذي لم يحترق اكثر من اللازم ليكون وقود صالحـا تستمر به الحياة
هل وقوده كـان هو من تسبب في توقف محركات الفسينة عن العمـل
ام ان السبب هو ذلك اللاعب الذي لم يقدم كل مـا عنده وفضل ان يتلاعب بمشاعرنا لياصدر الفرحة من محيانا
هل يكون هو من تقـاعس في عملية الأنقـاذ وتخـادل في مواجهة الأعصـار فاستسلم سريعـا للأمواج
هل خذلنـا ذلك اللاعب المقدام الذي انشدنـا فيه القصـائد والأمداح
ام ان السبب هو ذلك المسير الذي يقود السفينة بلا أهداف
هو من أخطئ المسـار وانشغل في قطف الثمـار والأستمتاع
هو من لم يراقب خزان الوقود هل يكفي للإبحـار
هو من يشد عزائم الجيوش هل هي مستعدة للقتـال
هم من اغرق السفينة لبنـاء اخرى جديدة

لكن السؤال الأبرزا هو كيف نبني سفينة جديدة تقوى على الأبحـار إلى بر الأمـان
كيف نشكل رياضة ترفع الأعلام في كل البطولات تعيد لنـا هيبة الضائعة
تنسينـا الفشل الدائم في السنوات الأخيرة
كيف نستيعد مفتاح النجـاح من جديد