بسم الله والصلاة والسلام على محمد خير البرية:
لم أجد تقديما لموضوع يتكلم عن واقع يجهل هو نفسه أسباب تدهوره فكيف لي كناطق بلسانه أن أعنون تفاصيل هذه المعاناة المتزايدة يوما بعض يوم, إما بفعل فاعل أو بتجاهل وحتى بتعتيم الأوضاع في بعض الأحيان...فكلما هممنا بسرد حدث أو بملاحظة بسيطة إلا ولقينا من هم يعشقون النقذ من أجل النقذ ليوقفوا سيل مداد أقلامنا بتذرع بكلمة سئمناها ألا وهي "نحن المغاربة نعشق النقذ" ونسوا أنفسهم أنهم إعتادوا الفشل وإعتادوا على نفس الواقع الروتيني , لاهم يحلمون بالتجديد ولا هم يحلمون بمغرب يضاهي الدول تقدما في كل المجالات.... فعذرا فسوف أتكلم بدون قيود , وإن لم أجد آذان صاغية , سأحدث نفسي بما كتبت واردد ما كتبت إيمانا ويقينا أن الواقع لن ولن يتغير إلا بالكشف والإلحاح والدفع أحيانا بكل من الآليات للتحرك والإسهام في دوران عجلات التقدم والإزدهار نحو غد مشرق....
مما لاشك فيه هو أن الرياضة مقننة وموحدة الأساليب على المستوى العالمي, وكما وحدوا التقنين فلماذا نشعب الأهداف والمستويات ؟ . فعندما نتمعن السؤال ندرك تماما أننا كمغاربة دائما ما نتدرع بالإمكانيات المادية والمالية , وهناك من يتذرع بأن ليست للرياضة أولوية على حساب قضايا أكثر أهمية .... ومع العلم أن كثير من الدول من أولوياتهم الرياضة وهم من رواد الدول في مجالات عدة , فنذت الأسباب إذن وكشف المستور . فما هو المستور ؟ المستور هو الواقع المرير هو الأحياء التي لطالما كانت منجما للنجوم حتى أضحت أمكنة لممارسة سلوكيات أثرث على مجتمعنا من مخدرات وغيرها, أليس من العيب أن نبنى ونصمم لأحياء بدون فضاآت لممارسة الرياضة , ألا يعي هذا المسؤول أن الرياضة ضرورية الممارسة لكل فرد من كل الفئات العمرية , نهيك على أن الأحياء أنجبت نجوما سابقين كطاطوم والعربي بن بارك وغيرهم .. فلماذا لم يحافضوا على هذا المنجم بمفهومه التقليدي في شكل عصري بملاعب أحياء قريبة من كل من له ميول رياضي ...
وإن كانت ملاعب الأحياء مشكلة فالرياضة المدرسية معضلة كبيرة , أين نحن من الرياضة والألعاب المدرسية المؤطرة بأساتذة الرياضة والتربية البدنية والتي أنجبت لنا نوال المتوكل وغيرها .. أبهذا المستوى نريد تحطيما للأرقام القياسية , أم بهذا الإهمال نريد أن ننافس الدول الأخرى , فالحل ليس بإنشاء مركز أو أكاديمية واحدة في المملكة ونقول نحن قد قطعنا أشواطا في التنمية , بل نكون قد ساهمنا في تأخير عجلة التقدم بمراحل بتعتيم هذه المشاكل والإهمال التي تعيشها الرياضة المدرسية..
نعود لكرة القدم من زاوية أخرى لا تقل أهمية عن نظيراتها السالفة الذكر , ألا وهي زاوية "الهواة", وهناك تسميات كثيرة ألحقوها بهذا الدوري المظلوم كدوري المظاليم وغيرها وإن تعددت الأسامي ولكن يبقى له دور فعال في الكرة الوطنية بتطعيم الأندية في قسميها الأول والثاني بأعداد مهمة , فكان جزاؤه الإهمال إلى إشعار غير معلوم , فإلى متى هذا الإهمال وإلى متى هذا الإقصاء.. واين العمل الشمولي فكيف للاعب بالهواة ترعرع بملاعب الحمري وإن حالفه الحظ للعب في القسم الثاني يكمل مشواره بملاعب لاهي عشبية ولاهي بدون عشب ترى خليطا من العشب والحمري وإن تطور مستواه تراه بملاعب تارتا ذات عشب إصطناعي وتارتا أخرى بعشب طبيعي .. ومع العلم أن كل أرضية لها خصوصية في اللعب .. وفي الأخير وبكل بساطة ندعوا ونتهم اللاعب بالهاوي وووو.. فنحن من حكم عليه بالهواية وفكرنا التسييري من حكم عليه بالهواية...
صفوة القول , أن للفشل أسباب كما هي للنجاح , فالتخطيط الجيد والمحكم لطالما أعطى نتائج مبهرة والتكاسل والتواكل والتهاون لابد له من أن يودي بنا لدركات المنازل.. وإن كان هذا موضوعا يحمل تجريحا أو تنقيصا لأية جهة فالمعذرة لأن المقصود هو النقذ البناء النابع من الأعماق والهادف لغد مشرق بنجاحات تنسينا إخفاقات الماضي... وشكا لمن تابع.
والسلام عليكم ورحمة الله...
