السلام عليكم
بداية نترحم جميعنا على اللاعب الدولي المغربي السابق ابراهيم زهار "طاطوم" سائلين المولى عز وجل أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ،وأن يجعله إن شاء الله من أهل جنة الرضوان ...
منذ سنتين، دخلت بطولتنا المغربية ما تم الإتفاق على تسميته ب"الإحتراف" ، وسُعدنا جدا في بداية الأمر ،وبدأنا الحديث عن نهضة كروية مغربية غير مسبوقة ،وبدأت أحلام كبرى تداعب رؤوسنا أثناء الليل وحتى في واضحة النهار ، وبات الجميع في كل المدن المغربية التي ساعفها الحظ بتواجد أندية قسم الصفوة فيها ، تُراجع الملاعب والمركبات ،لترى تدشين اللبنات الأولى للملاعب ومراكز التدريب ،وكذا مدارس الفئات الصغرى وووو...
كانت البداية مثيرة ،لما شاهدنا الملعب الكبير لمراكش ، والملعب الضخم لطنجة ، والعمل الدؤوب في الملعب الحديث لأكادير، والإنتظار المشوق لمركب الدار البيضاء الضخم ، وقلنا مع أنفسنا أن التراجع لم يعد مصطلحا مغربيا على الإطلاق ... واستمر الوضع التصاعدي ،في بزوغ عقود احترافية بين الأندية واللاعبين ويمالغ لم نكن نتصور في الماضي القريب أننا سنسمعها في بطولتنا ...
وانطلق قطار الإحتراف من المحطة ، وهاهو ذا يتوقف في المحطة الثانية ، ونزل بعض الركاب ،وصعد آخرون ، فتوجهنا لنسأل النازلين عن الخدمات التي يتوفر عليها القطار ،وعن الراحة التي أحسوا بها وعن الرحلة ومصاعبها وعن وعن وعن ... سمعنا بعض الكلام هنا وهناك ، واختلفت الرؤى والمعطيات ، وكان هناك رأي ورأي آخر مضاد . فجمعنا كل ما سمعنا ودخلنا بوتنا لنستجمع كل الكلام لنستخلص منه ما سنرويه الآن ...
الإحتراف المغربي ،كبقية الأنظمة الكروية العالم ثالثية التي شملها هكذا نمط كروي ،بتوصية ،بل بأمر من الفيفا ،التي ما عادت تسمج بنظام الهواية في كل أقطار الكون ،وبالتالي فنظامنا كان وليد أمر وليس وليد رغبة ،والفرق شاسع جدا بين الأمرين، وهو ما يجعل الإرتباك والتخبط هو السمة الغالبة على ما دخلناه دون استعداد حقيقي من احتراف أراه شخصيا مشوها ويحتاج تدخلا جراحيا مستعجلا وغير قابل للتأجيل ... أيعقل يا سادة يا كرام ،أننا في ظل ما يسمى بالإحتراف ،مازلنا نرى أندية في قسم الصفوة تبحث لها عن ملاعب بمواصفات معينة كي تجري فيها المقابلات ؟ أيعقل أن ترى نادي بمكتبين مسيرين ونحن نعيش الإحتراف؟ أمن المعقول في شيء أن ترى أنديتنا المحترفة ورغم العقود ورغم الإلتزامات لا تؤدي للاعبيها كافة المستحقات ؟ أهناك احتراف عندنا وليس لغالبية أنديتنا الكبيرة مدارس للفئات العمري ؟ أهذا احتراف ونحن ننتظر الجمع العام للجامعة منذ ثلاث سنوات ؟
أما الطامة الكبرى فهي :
هل منكم واحدا فقط يعرف اسمأء مدربي كل أنديتنا الوطنية ؟ فأنا عن نفسي لا أكاد أحفظ واحدا مع نادي ما حتى أراه بعد أسبوع أو اثنين جالس على دكة احتياط ناد آخر؟ هل من الإحتراف في شيء أن لا تكون هناك عقود ملزمة وطويلة الأمد نسبيا بين الأندية والمدربين ؟ أكتب الله على هكذا رجال مقهورين أن يظلوا يحملون حقائبهم فوق الأكتاف في انتظار ترحيل وشيك ؟ بل هل من المنطق والأخلاق في شيء أن ترى مدربا وطنيا يشرف على نادي ما وفي ذات الوقت يفةض نادي آخر يشرف عليه زميله ؟
أسئلة كثيرة ومحيرة تدور في كل الأذهان عن احترافنا المشوه ، فهل من ردود على هكذا حيرة؟