شـطحات المـسؤوليـن العــرب ....... !!!!!

كثيرون هم الأبطال في البلاد العربية لكن دعوني أحدثكم اليـوم عن بـطولة المـسؤول العـربي ..
فكما يقال حيلة العـاجز دموعه وهذا حقا ما يجيده المسؤول العربي ، الذي ينفرد و يتميز عن باقي
المسؤولين في دول العالم كونه مسؤول كروي في المقام الأول ولكن في نفس الوقت يمكنه أن ينتحل
صفة ممثل كوميدي ، ولنا الحظ نحن معشر العرب أن نمتلك مسؤولين متعددي الأوصاف، وخاصة إذا ما
تعلق الأمر اهتمامهم بفن الكوميديا ، وحتى تستمع مع المسؤول العربي ماعليك سوى مشاهدة تصريح
أحدهم بعد الإخفاقات شيء غريب حقا!! وأمور يندى لها الجبين تجعلك تقول آه ثم آااااااه و تتأسف لزماننا
هذا ولمسؤولينا ، بعد أن تضحك كثيرا وكثيرا على ما تم قوله ، فأن تشاهد فريقك أو منتخبك في بطولة
مهمة وهو يتخبط وينهزم شر هزيمة من خصمه، وبعد ذلك يأتي الوصي والمسؤول الذي حملناه الأمانة
يصرح ويقول الحظ !!!!!!! تتعجب لصاحبنا الذي حقا ينسيك في الإخفاق ويجعل محور اهتمامك مصيبته ، إلا
أنه وللأسف لا توجد مصيبة أعظم من الجـهل . وفي الحقيقة التعلل بالحظ هو أسلم وأرحم لك كمشجع لأن
الإبداع العربي تجاوز كل الحدود و الأسقف ،فهناك من المسؤولين من خبروا مصطلحي الجهل والغباء
مجددا !! كيف لا ومازال بعضهم يتعلل بالسـحر وآخرون بالعين .. وقد تجد بعضهم إتخذوا الغباوة صفة
تميزهم، وهذا هو الظاهر من خلال تصريحاتهم الغبية كالتعلل بالفندق ونوعية الكرة المستعملة .. الخ من
الأمور التافهة .
فعلا تصريحات غبية وتنم عن مستوى لا يليق بالمكانة التي يشغلها صاحبنا خاصة ونحن في عصر السرعة
، فمع تطور الأمور ووعي الجمهور أصبحت تصريحات كهذه مستفزة وتدعو للفتنة، وليس غريبا أن تسبب
الشقاء لصاحبها الجاني ، الذي من خلال تصريحات كتلك ؟؟ هو يقلل ويعتدي على القوى والقدرات العقلية
والفكرية للجمهور العربي ..لو لم تكن هذه التصريحات تؤكد بالملموس حماقة أصحابها لكنت أول من يطالب
بمحاكمة هؤلاء ، رغم أن بعضهم يدعي الحماقة والجهل خدمة لمصالحه .لكن هذا الصنف من المسؤولين
يتمتع بأساليب ديماغوجية فعالة ، فرغم أن نوعية تصريحات الصنف الثاني لا تخرج عن إطارها الهاوي
والتافهة ومضمونها الفارغ ، لكن الطريقة والكيفية التي تم فيها الإلقاء ، تبرز ذكاء ومكر هذا الصنف ، حيث
في اغلب الأحيان تكون تصريحاتهم على شاكلة "منتخبنا تنقصه الخبرة والتجربة " أو "أننا نمر من مرحلة
انتقالية تستجوب الصبر" ،رغم أنك تعلم حقا أن السبب ليس متعلقا بما تم التصريح به ، وبأن الخروج كان
بسبب أخطاء معروفة ومقصودة لكنه مبرر خالٍ من الكوميديا على الأقل ، إلا أنه وبشكل عام فأمور كهذه
تجعلني أتأسف على حال كرة القدم وأستبشر بأن المستقبل سيكون أكثر غموضا وسوادا مادامت
المناصب الحساسة في البلاد العربية تمنح لهؤلاء من يدعون المعرفة !! وحالهم كمن هم يمتلكون حظا في
السحاب ورؤوسا في التراب ، و ما يزيد من أسفي ومن الغبن الموجود في قلبي هو أن الصورة التي
يتخذها العالم عن العرب في مجال كرة القدم تكون من خلال هؤلاء ، بينما واقعنا مختلف ،فالأطر العربية
الشابة المثقفة والمتمكنة والموهوبة لا تعد ولا تحصى ، فبلاد العرب ولادة منذ الأزل لكن صوت هؤلاء لا
يساوي شيئا لأن موقعهم لا يسمح لهم بذلك ،وللأسف كتب لنا أن يمثلنا من هم سفراء أغبياء أول
شطحاتهم نطحة .

رسـالة مفــتوحة
ما يجب أن يعلمه السيد المسؤول أن الماضي قد ولى ، وأن تلك الأساليب والشطحات القديمة لم تعد تنفع
، وأن الكل الآن أصبح يعلم الصغيرة والكبيرة ولا يوجد أمر خافي يخفى ، وأنه في الوقت الذي تقوم به يا
عزيزي يا مسؤول بإهدار وقتك في تجهيز الخطاب أو التصريح الكوميدي الذي ستفيدنا به ، حاول البحث عن
الحلول المجدية لمعاجلة المشكلة ، التي تسعى للتهرب منها وأولى الخطوات هي تحمل المسؤولية
الكاملة ،ومن تم بعد ذلك المرور إلى الخطوات الموالية ،حيث فتح ملف بحث شامل في الأسباب
والمسببات المباشرة للإخفاق ، فكرة القدم لم تعد كما كانت من قبل وأصبحت علما مدروسا ودقيقا . وحتى
يمكننا مواكبة العالم في تطوير كرتنا العربية يجب أن تجتهد يا سيدي ،يا مسؤول وأن تكد وتعمل ليل نهار ،
فلقد ولى زمن الصدف لم يعد هناك نجاح من فراغ ،فقد أصبح لزاما وضروريا أن تشتغل ليل نهار بغرض
الوصول للنتائج المطلوبة ، فكما قلت أول الغيث قطرة وأول الخطوات هي المحاسبة، والبحث عن الأسباب
التي جعلتنا نتأخر عن باقي الركب سواء في الوقت الحالي أو فيما مضى ، فهذه الدراسة الذاتية هي أولى
خطوات النجاح بعد ذلك نحن ملزمين بوضع خطط واستراتيجيات واضحة و مختلفة ، منها ما هو على
مستوى الأمد البعيد ومنها ما هو يخص مستقبلنا القريب ، ومن خلال هذه الخطط نسعى إلى تفعيل بعض
الخطوات الثانوية التي سوف تدفع بنا إلى المضي قدما نحو الأمام وتطوير مستوى كرة القدم في البلاد
العربية ، التي تعيش في عالم مليء بالمتناقضات وعلامات الاستفهام . إلا أنه وبالرغم من ذلك فمفتاح
التطور والتقدم بيدك يا أيها المسؤول ، مهما كان منصبك فوصفك كمسؤول لم يأت من فراغ بل يعني حقا
أنك تسهر على مسؤوليات جسام توازي في أهميتها باقي المسؤوليات ، فمهما كانت قيمتها فهي تهمنا
وقد تكون سببا مباشرا أو غير مباشر في التقدم إلى الأمام ، كما يمكن أن تكون سببا وراء تقوقعنا وتخلفنا
عن باقي الركب .. أتمنى حقا أن يتشبع المسؤول العربي بثقافة المسؤولين الأجانب ، وأن لا تقتصر
المحاسبة بعد الإخفاق على الآخرين وأن يحاسب نفسه وإن اقتضى الأمر أن يستقيل إذا ما وجد أن له يدا
في الإخفاق الذي جرى ، فأصلا المسؤولية أمانة ونحن مسلمين متخلقين ،فالمفروض أن يكون المسؤول
العربي بسلوكياته قدوة لغيره من الأجانب لا العكس ، لكن للأسف يبدو أن تفشي ظاهرة الفساد في
بلداننا العربية أمر غير مقتصر على كرة القدم ، مما يدعونا لنستنتج أن شطحات هؤلاء المسؤولين داخل
الوسط الكروي ، ما هي إلا نتيجة متوقعة لسياسة الدول العربية والتي أعطت لأغلبهم حصانة مما جعلهم
يستغلون تلك المكانة المحصنة من أجل تحرير رغباتهم الفاسدة ، وقد تكون المفارقة الأبرز في مقارنتنا بين
المسؤول الأجنبي والعربي كون الأجانب أيامهم معدودة على كراسي التسيير ، وقد يكون هذا سببا في
رقي أدائهم ، بينما المسؤول العربي يعمر كثيرا وهو سبب كافٍ لإبراز تصرفات بعض المسؤولين . هذا من
جهة فقط ، بينما هناك أسباب أخرى لا تعد ولا تحصى ومن أبرزها منح الفرصة لمن لا علاقة لهم مع مجال
التسيير والتدبير و هو ما يجعل مصيبتنا مصائب ..
في الحقيقة أن أطالب أو يطالب غيري بتصحيح الوضع وإلزام المسيرين على كذا أو كذا هو أمر تافه ، مادام
الفساد متفشي وينخر في مجالات أخرى أهم من الرياضة ، وأكثر حيوية وتخص حياة المواطن بالدرجة
الأولى . لكن لما لا تكون البداية من خلال كرة القدم ؟، لما لا يصبح المسؤول الكروي قدوة لغيره من
المسؤولين العرب في باقي المجالات ؟ نعم ما المانع من ذلك ؟؟ في الحقيقة أمنيتي الوحيدة في الوقت
الحاضر هي أن يرقى المسؤول بمستواه قليلا ، وبالأخص في تصريحاته ، وهو يناقش أو يخص بحديثه أحد
الإخفاقات لقد مللنا من تلك الشطحات المحبطة ، وتلك التصريحات التافهة المملة يجب أن تنتهي اليوم
وليس غدا .. فقبل كل شيء الاعتراف بالخطإ فضيلة وكما أسفلت الذكر الاعتراف وتحمل المسؤولية هو من
يقودنا إلى الأمام ، بذل الهروب والتنكر لحمل المسؤولية و تبقى هذه أمنيتي المتواضعة والتي أشك في
أن تتحقق يوما ، مادام المسؤول العربي بذلك الفكر المتخلف والجاهل ... و لم أجد لكم أفضل من هذه
الكلمات الحكيمة لأنهي موضوعي حيث قال حكيم في القدم "لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت
من يداويها" ولكم فيها أكثر من معنى ودلالة.