
والصلام والسلام على خاتم النبيئين محمد عليه
اطيب التحيات و ازكى السلام
نعود اليكم احبائي عشاق مسابقة المنتدى الذهبي
حيث النقاش الادبي الراقي والهادف..
و الشوق يغمرنا ..
عبر موضوعي الثاني ممثلا للمنتدى المغربي في هذه المسابقة الكبرى
راجيا ان اكون قد وفقت في إثارة موضوع يلامس قضايا الشان الكروي
بالوطن العربي ..
فباسم الله مجراها ومرساها ولنطرح موضوعي التالي :
// العشق " المعتقل " ..ورمزية الانتماء ..//
المستديرة ...الساحرة ..
هذه الجلدة التي نكتوى بها عبر البسيطة التي فعلت فينا مفعولا لا يقاوم ..
العشق المجنون للعبة ابطالها لاعبون بمستطيل اخضر..
مفعول قوي ،اخذ العشاق اخذ الثمالة ..
مشهد لسحر الظاهرة ميسي.. واندفاع النفاثة رونالدو ..
وهلم من مجرات كروية سلبت عقل الصغير كما الكبير وفرضت على شعوب
القارات الخمس المتابعة للفن الراقي و الجميل ..
حين تصوب مشاعرنا نحو كرة الضفة الشمالية ، وتنجذب انظارنا
والعيون متجهة نحو العشق المكمول ..
عشق جارف بلا حدود ..لا يعترف بالجغرافيا والحدود ..

حكاية من نسج الواقع ...
ارويها لكم احبائي بمضض.. عن مفعول هذه الكرة ..
الجلدة اللعينة ..

كالعادة جلست بمكاني المفضل بمقهى الحي "فضاء المخلصين "
او الحارة.. على حد تعبير الإخوة بأهل الشام وارض الكنانة ..
ماسكا جريدتي المفضلة " الحقيقة ..الآن "..لعلي أتابع احد أركانها
واعرف حقيقة مغامرات معالي الوزير.. وحلقاته العجيبة..
في ملف التبذير المالي وهدره ..والشطط في استعمال السلطة والنفوذذ ..
ركن – على فكرة - جلب العديد من الفضوليين ،وحققت الجريدة بفضله سبقا ربحيا غير مسبوق !!
حتى أن السيد رئيس التحرير ،لم يجد عناء بتعيين
طاقم صحفي محترف ومتنقل لتغطية محاكمة معالي الوزير داخل دهاليز المحكمة
بصيغ الحصر..
live ..
جلست أحدق في منظر المكان.. واستشعرت فجاة حركية غير عادية !
دفعني فضولي إلى أن استفسر النادل :
- هلا أخبرتي بالأمر ؟
- نعم سيدي، بعد قليل لقاء البارصا ضد الريال !
اسمح لي، موعد العشاق قد اقترب !
عذرا أخي ماذا تشرب ؟
- فنجان قهوة سوداء بدون سكر !!!؟.

ابتدأ المشهد!!.
بد خول وجوه شابة فرادى وجماعات ..

"احتفالية " الصراع على الكراسي ، تسبق المشاهدة !
كراسي متلاشية بفعل معارك ومشاداة بالامس بين الجماهير الغريمية ..
فخرجت للفضاء الجانبي لعلي اجد راحتي هناك ؟.
عدد قليل من الزبائن من يتابع هنا برامج تلفزية
أو متابعة المباراة ذاتها للبارصا ضد الريال
عدت من جديد لمتابعة فصول المحاكمة لمعالي الوزير عبر القراءة طبعا..
الركن هذه المرة حمل الجديد .. طوي الملف وحكمت المحكمة
بعدم المتابعة لعدم الاختصاص ؟وعدم ورود أدلة وحجج دامغة؟؟ ..
واي أدمغة تريد المحكمة ؟الادلة واضحة وضوح الشمس ؟
ابتدأت مباراة البارصا،والمكان غاص بعشاقه المتيمون بسحر
الظارهة ميسي ، ميسي هنا .. ميسي يراوغ ..
ميسي الفنان ..ميسي العبقري .. ميسي المخلوق العجيب..
يراوغ ..يخترق .. يسدد ..هدف !! ، ميسي ، ميسي ..المعجزة !!

يا الله !!..
دوخونا بهذه المصطلحات ؟
المكان الذي اركن فيه لا يتواجد فيه إلا قلة قليلة من الزبائن ،
لكن وعلى قلتها تتابع مباراة المنتخب الوطني ضد منتخب افريقي
اية مصادفة غريبة الاطوار ؟؟؟
اي جفاء هنا بهذا الفضاء الملحق ؟
وكأن اللقاء خارج التغطية؟ عديم الأهمية ؟
المنتخب الوطني الذي يمثل امة.. شعب... بأكمله؟؟..
ما هذه اللامبالاة والبرودة ؟ ما الذي يجري ؟
ماطبيعة هذا العشق الذي لم يترك حيزا غاليا
لمشاهدة المنتخب ؟؟
ما حقيقة هذا الشعور و الوجدان ؟؟
اي شعور هذا الذي يضع الانتماء وحب الوطن في كفة ،والعشق للآخر
في كفة ثانية ؟ المنتخب هو إذن رمز ..وهوية بلد..
وقضية ..و انتماء.. لا يمكن ابتخاسه هكذا وبهذا الجفاء القاتل ..
فقط من اجل سواد عيون المستر ميسي.. ورونالدو المتعجرف ..
ودافيد فيا..والافيس الذي احتقرنا بإشارة اصابعه العنصرية ..
نذوب في كرة الضفة الشمالية مهما كلفنا العشق؟،
حينها تناثرت أسئلة في مخيلتي واستفزتني لطرح سؤال الهوية :
ما هي حدود أو سقف اختزال العاطفة و الشعور الوطني ؟

لست ادري اي جيل هذا الذي قلب الموازين راسا على عقب !!
فإن كان هذا العشق الجارف قد أحال مسألة العشق للوطن مجرد شعور زائل..
ومتجاوز.. فالمسالة أعمق من كرة ..
من الجلدة المنفوخة بهواء ..!!
اختلس بين الفينة و الأخرى خلسة المشاهدة لأتابع ما يجري هناك ،
فالمشهد مغاير تماما.. صراخ وقلوب مصوبة نحو الشاشة
بشكل غريب وكأن المنظر يوحي بانتظار حدث عظيم ؟؟
كالإعلان عن منطوق حكم في حق معالي الوزير !!..
او زف خبر عن استقالة رموز فساد جامعة الفهري ؟؟
أو الكشف عن راتب مدرب الأسود سابقا ؟؟..
لكن أتراها أصوات تتراشق هنا ..وهناك ..
وكلمات " تخدش واجب الاحترام و الأدب "
وانكسار قنينات مشروبات على موائد جلسة العشاق و القهقهة وصخيب الضجيج
المدوي .. فرحا بهدف ..ميسي الفنان ..القزم العملاق !!.
ولعمري رايت هذا الانحياز في الانتماء.. شعور جارف يبعد
يقلص من حيز الانتماء والولاء للوطن كرمز ..كسيادة ..
هو " بمقاس " في نظر هؤلاء العشاق..
بل عشق معــتقـــل ، اعتقله الغرب وذبحه..
فحوله الى مجرد "ذوبان زبدي " في الإعجاز الغربي..
وتلكم الطامة الكبرى ؟

اي شعور يراود شباب عاشق للميسي.. واي شعور يقابله حب الوطن ..
كرمزية.. كهويته.. ككيان ..كثقافة.. وكوجدان عفوي ؟
لست ادري اهو جيل جديد من العشاق ؟
عدت لأتابع أطوار لقاء "المنتخب الوطني" و هجوم الشماخ
ودفاع لمياغريى عن الانتماء.. و الهوية ..و البلد ..
المباراة طبعا رتيبة من جانب "الأسود ".. ورتابتها كانت مصدر
ازعاج ..وقلق.. لكن على الاقل هناك متابعة و انتماء.. !!
فجأة .. حدث خلل في الصورة فانقطع الارسال ؟
وكل الحناجر تحولت للقاء البارصا ضد الريال .. يا الله !!..
انقطاع بسبق الإصرار و التصرد هنا !!..
ونقل خرافي في لقاء البارصا هناك !!؟؟..
انتظرنا عودة الصورة لمتابعة اللقاء ..لكن دون جدوى ؟؟
عاد النادل بوجهه حاد ، علامة التحسر على محياه ، ليطفئ الشاشة قائلا :
- عذرا ،هناك خلل تقني في الللقاء
لو سمحتم سنقتصر المشاهدة
على لقاء البارصا ..
حينها نهضت ..ووضعت دراهمي على المائدة، عن واجب شرب فنجان قهوتي السوداء
بدون سكر ..
وامسكت جرديتي المفضلة " الحقيقة ..الآن "
وخرجت على التو.. دون استئذان ..
دون ان التفت ورائي ..لعلي ..ابحث ..عن جريدة جديدة..
لمتابعة فصول جديدة ..
من ملفات فساد.. لمسؤول جديد.. واشفق على حال العشاق ؟؟

// دمتم بود احبائي //
مع تحيات اعضاء المنتخب المغربي والطاقم الاشرافي
اخوكم احمد
لاعب المنتخب المغربي
 |