السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سبحـان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد .
في إطـار مسـابقة القلـم الذهبي ، أطـرح لكـم موضوعي هذا ممثلا منتدى كووورة مغربية ، متمنيا التوفيق باذن الله
وتألق اقلامنا بشكل يجعل من هذه البطولة مسـرح الاحلام باذن الله
فاهلا بكم في اول مواضيعي تحت عنوان
الإحــتراف : البنيـة التحتية - المقومـات الاساسية - الإعــلام
دخل العالم العربي احترافه المنشود اخيرا وسط كومة استفسارات جعلني اعني بكلامي هذا هل دخلناه حقا ؟؟؟او ان الاحتراف كان واجهـة فقط
لتضليل الحقيقة و بياضا على سواد و تغطية الشمـس بالغربال او انه كان من عمل قاعدي مبني على المنطق و الجهود ؟ اسئلة تتفرع من اجزاء
تتجزء هي الاخرى من قطعـة غيار واحدة " الإحتــــراف ". وربما ساخص كلامي عن هذا الموضوع الشائك بكل تاكيد عـن دول المغرب ، تونس ،
مصر و الجزائر وبعض الدول الخليجية . لما نتحدث عن الاحتراف ، فاننا سوف نضرب المثال مباشرة بالاحتراف الاوروبي ، بداية بالسيولة المادية ،
ففي المغرب ،تم عقد جموع عامة هددت بسقوط بعض الفرق الى القسم الثاني بسبب عدم توفرها على السيولة و السقف المادي المحدد
والمسطر حسب معـايير محددة ارسلتها الفيفا هي الاخرى ، لكــن ... هل كان هذا الجمع العام او هذه الجموعات العامة بريئـة من الشبهات ؟
سمعنا بعد خروجنا من الجمع العام معاناة العديد من اللاعبين في صرف مستحقاتهم حتى ان البعض اختار اللجوء الى ممارسة تجـارة في
الهواء الطلق تحت اشعة الشمس الحـارة بعد مباريات فريقه ، والاخرون احتاجوا الى مسـاعدة خصمهم لتغطية مصاريف رجوعهم الى المدينة
الام ، فهل كانت الجموع العـامة بريئة من هذه الشبهات التي تنطـوي تحت ذريعة الرشوة التي لا يمكـن رصدها والتي تجري في انفاق مظلمة لا
يمكن لاعيننا بالتاكيد ان ترصدها ، ولا يمكن لاعين اخرى ان ترصدها مادامت الرشوة لازالت سائدة، وعقلية الاحتكار المادي لازالت تترنح فينا بعد
دخول الثقافة الغربية الينا فتشبعنا بالعقلية المـادية بدل التشبع بالعقلية الاسلامية الروحية . بعيدا عن الجموعات العامة والسيولات المادية ،
فاننا ان تحدثنا عن الاحتراف فسوف نتحدث مبـاشرة عن البنيات التحتية ، ودعوني اشيد بدول الخليج ، التي استطاعت توفير بنيات تحتية اقل ما
يقال عنها تاريخية ، وربما هذا بسبب غنى هذه الدول وتمكنها من تمويل بطولاتها المحلية والتسويق لها على احسن حال . و اخص بالذكر قطر
، التي ابدعت في توفير بنيات تحتية و ابرز مقومات الراحة للاعبيها ، ففي ظل هذه الظروف ،يمكننا ان نتحدث عن مطالبة الفرق بتقديم المرجو
منها داخليا و خارجيا في تمثلياتها القارية . اما عندما نتحدث عن دول شمال إفريقيا و مصر ، فاننا سوف ندخل في دوامة قد لا تنتهي أبدأ مع مصر التي
ارى ان ملاعبها التي تحوز على المواصفات الدولية التي تستحق مايسمى بالاحتراف تعد على اطراف الاصابع شانها شان الجزائر وتونس ،
المغرب حاول التحسين من بيناته التحتية عبر بناء ملاعب جديدة [ ملعب مراكش وطنجة الكبير ] الحاصلين على اشادة دولية من طرف وفد الفيفا
، وقد استطاع الحصول على حق تنظيم كاس العالم للاندية في نسخة قادمة بحول الله . بدون الحديث عن الملاعب المبنية سابقا ، مثل ملعب
محمد الخامس بالدار والبيضاء ، والمركب الرياضي لفاس ..الخ .. لكن .. ؟ للاسف حتى المغرب و بتحركاته في مجال بناء الملاعب وتوفير ظروف
الممارسة الممتازة للفرق الوطنية لازالت هنالك علامات استفهام تطرح حول بعض الوعود حول بعض الملاعب التي لم نر شيئا منها سوى نسيم
مر بسرعة البرق . الملعب الكبير للدار البيضاء الذي سمعنا عن ميزانيته المهولة و اكماله في 2015 لازال حبرا على ورق رغم ان الايام تمضي
بسرعة وان لم نتحرك الان فمتى سوف نتحرك ؟ ان تخصص ميزانية ضخمة لمشـروع ولا تجد تطبيقه فهنا يمكننا الحديث عن الفساد الكروي من
جديد و محاولة تحويل كرة القدم الى تجارة ربحية . ملعب اكادير الجديد سمعنا عن ميزانيته هو الاخر فظنناه بمواصفات دولية عالمية لكن من
الصور الاخيرة لا يظهر في الملعب انه ذلك الملعب القادر حقا على مقارعـة ملاعب اوروبية اخرى بنيت بتلك الميزانية ، فهل العالم العربي لم
يتخلص بعد من العقلية المادية ؟ فلماذا نحاول تبيين قدرتنا على احتضان " الاحتراف " ونحن لا نملك ذرة جدية في تسييره كما يجب داخل
بطولاتنا المحلية ؟ سـؤال يطرح نفسه ويجعلني اقول هل مقومات الاحتراف الاساسية تطبق في البلدان العربية على احسن وجه ؟ ام اننا
نحاول تحسين صورتنا الخارجية فقط اما نواتنا الداخلية فلازالت فاسدة ؟
تحدثت سابقا عن مشـاكل البنيات التحتية في العالم العربي ، لكن دعونا الان نتحدث عن المقومات الاساسية للاحتراف كذلك ، نخص بالذكر :
رئاسة الاندية - البرمجة - التحكيم . بداية برئاسة الاندية فهذا صراحة موضوع شائك شانه شان الفساد الكروي او دعونا نقل انه يندرج في نفس
الخانة معه ، للاسف البلدان العربية لازالت لا تعرف الا طريقة دفع الاموال في الجمـوع العامة للمنخرطين للحصول على اصواتهم و تزييف
الحقيقة وارادة القـائمين عن الامر و هـم الجمهور . فكم سمعنا عن قيام ثورات باندية من بلدان عربية مختلفة لاقالة رؤساء الفرق في اتهامات
صراحة بالفساد الكروي و عدم تحقيق المطالب المرجـوة لكن في الجموع العامة يحصل الرئيس على ولاية جديدة كان بنوده المتعارف عليها
صارت كتابا منزلا لا يمكن مخالفته ، فهنا نفتح باب سؤال لماذا ؟ لماذا نتحدث عن الاحتراف و مصالح جيوبنا اهم من مصالح فريقنا ؟ لماذا نتحدث
عن الاحتراف وضعف فرقنا يرجع الى تسييرها الهاوي الراجع الى الماديات التي صارت كالاوكسيجين بالنسبة لنا ... ؟ اما البرمجة ، فتلك حكاية
اخرى كلامها لن ينتهي ، ولو انني بدات اشك ان البرمجة صارت تشن بعض الهجمات على فرق من دوريات مختلفة و ان البرمجة هي الاخرى لا
تسلم من الفساد الكروي ، فطالما راينا فرقا تعاني من البرمجـة الهاوية وهـي برمجة مبارياتها تباعا إما في وضـح النهـار و إما وسط ظـلام الليل
الحالك و رئيس البرمجة نفسه يعلم ان ضعف الانارة مشكل اخر عليه ان يراعيه . كم سمعنا عن فرق اضطرت ان تلعب 3 مباريات اسبوعيا بسبب
ارتباطاتها الخارجية لكنها تعامل من طرف لجان البرمجة كانها فرق خارجية عليها محاربتها و محاربة مخزونها البدني الذي سوف يمثل البلد قاريا ..
ولاشك ان استهداف بعض الاندية ومحاولة ارضاخها الى الاستسلام من اجل مصلحة فريق آخر دفع المبلغ الاكبر صـارت من المسلمات التي لا
يمكن نكرانها ، فلماذا نتحدث عن الاحتراف و برمجـة البطولات العربية تحاول قتل بعض الاندية جماهيريا و بدنيا ؟ لماذا نتحدث عن الاحتراف وحتى
البرمجة لم تحصل على العدل المرجو ؟ دعوني اجيبكم ان الاحتراف بعيد عنا حقا . الإعــلام .. كلنا نعرف الدور الكبير الذي يلعبه في التسويق
للبطولات العربية داخليا وخارجيا ، وهو يتمثل في النقل التلفزي والصحافة . صراحة الدوريات العربية ان استثنينا الخليجية منها لا تحظى بالتغطية
التلفازية المرجوة واخص بالذكر دول شمال افريقيا ، التي لازالت تصور مبارياتها بكاميرات الافـراح و الاعراس الاسرية كانهـا تنقل رياضة ليست
لها صلة بالشعبية او الحب داخل البلدان العربية رغم اننا نعشق كرة القدم . هرمنا من جمل الخلل من المصدر التي لا تنتهي ، وهرمنا من
حرماننا من مباريات كبيرة بسبب ارتباطات القنوات الوطنيـة بنقل حفلات وسهرات للموسيقى والطرب فاطربونا بالاهتمام بهذا المنتوج الكروي "
المحتــــرف " قبل ان تطربوننا بالغناء يا سادة . الخليج نقطة بيضاء في بحر السواد في مجال النقل التلفزي ، تغطية الجزيرة الرياضية والقنوات
المحلية في المستوى ، النقل التلفزي جودته مميزة مع عدم اغفال اية مقابلة ، بل تواجد استوديو تحليلي ايضا ، ولو انني اعيب على بعض
اختيارات المعلقين التي لا تكون في مستوى التطلعات بصراحة ، وليست الجزيرة الرياضية كما سبق الذكر من توفر التغطية لدوريات الخليج ، بل
القنوات المحلية ، فلما نتحدث عن السعودية الرياضية التي اطلقت قنوات HD لتغطية الحدث ، وابوظبي وقناة الدوري والكـاس فربما نتحدث عن
الاحتراف الحقيقي في المجال الاعلامي . الإعلام بدوره لا ينحصر على النقل التلفزي فقط ، بل يطال الصحافة كذلك ، وللاسف التغطية الصحفية
دعوني اشبههـا بالهاوية في بلداننا ، صحف صفـراء و ربما هي اقلام مأجورة تطلق العنان لابداعات اقلامها بطريقة غير مفهومة فتمدح اليوم
وتنتقد غذا ، تنتقص من هذا وتنفخ من هذا اعلاميا بطرق استفزازية تجعلنا نفكر مجددا في ان الاعلام بدوره لا يسلم من الماديات ، وياليت
الحيادية تكون من سمات صفحات جرائدنا، هذا بدون ان نتحدث عن الشـائعات الغريبة والمنرفزة والتي تحاول التاثير على فريق ما وعلى سيرورة
عمله ، فاين نحن من الاحتراف يا سادة ؟ ان لم نتوفر على بنيات تحتية اين نحن من الاحتراف ؟ ان لم نتوفر على مقوات اساسية اين نحن من
الاحتراف ؟ ان لم نتوفر على إعلام في المستوى اين نحن من الاحتراف ؟ فلماذا دخلنا هذا الاحتراف مسرعين ؟ الم يكن بامكاننا الانتظار قليلا
الى ان نعدل اوضاعنا بدل ان نعطي انطباعا سيئا للدول الاخرى حول احترافنا وسيرورة عملنا ؟
