السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
سبحـان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد .
في إطـار مسـابقة القلـم الذهبي ، أطـرح لكـم موضوعي هذا ممثلا منتدى كووورة مغربية ، متمنيا التوفيق باذن الله
وتألق اقلامنا بشكل يجعل من هذه البطولة مسـرح الاحلام باذن الله
فاهلا بكم في اول مواضيعي تحت عنوان

فشــل الكــرة العربية : أيـة أسباب وإسقاطات ؟ وما سُبـل النجاح ؟

لم تكن الكرة العربية يوما وأخص بالذكر أكثر المنتخبات العربية منتخبات يُعتمـد عليها عالميـا وبنسبة أخف قاريا ، رصاصة الرحمـة دقت في نعش
" الكرة العربية " التي لازالت تتمخض في سيل من المشاكل التي لا تنتهي ، وسيل من المعيقات السامية ، يوما بعد يوم و القابعة في منتصف
الطريق والحائلة دون وصولنا الى المكتسب الذي لطالما طمحنا به وطمحت قرة العين ان تراه . وهـو تشريف عربي كـامل في محفل عالمي قد
يكون النقطة التي تفيض الكـأس وتشجع بقية المنتخبات على ان تخطوا خطـوة واحدة بعد ان خطت خطوات الى الوراء. فلم تستطع يوما ان
تحقق الأمنية بل لم تفعل شيـئا سوى ارتكاب مجازر في حق قلوب المشجعـين الشغوفة عشقا لكرة البلاد و الغيورة على رايته ، كلام كثير لا
ينتهي ولكن نهـايته لن يقدر على كتابتها سوى المنتخبات بنفسهـا ، فهل سوف نغير العقلية ؟ هل سوف نقف للحظة من أجل استحضار أخطائنـا
و محـاولة تصحيحهـا بشكل شمولي ؟ هـل لدينا الشجاعة للوقوف على مكامن الخلل ومُعالجتهـا مهما كان الخصم ومهما كانت المعيقات ؟
اسئلة لن يجيب عنها الا المستقبل باذن الله .. ولكن عودة إلى مشـاكل الكرة العربية ، فانني سوف أحصر هذه المشاكل او هذا الفشل الذريـع
الذي طـالنا في عدة أسباب : التأثر الزائد عـن اللزوم بالثقافة الكروية الغربيـة رغم اختلاف الامكانيات ، الفسـاد الكروي ، تحـاشي العمل القاعدي
، و الاهتمام بالمنتوج المحلي ، كلهـا نقاط و محاور سوف اتطرق لها على حدة إن شـاء الله في موضوعي هذا .
الكرة العربية وتأثرها بالكرة الغربية ، أي إسقاط وأية مقارنة ؟
رجوعـا إلى الهيمنـة العـالمية ، فالغـرب كـان ولازال من يضخ فيه دمـاء البطل ومن يحضى بشـرف لعب الأدوار الطلائعية وربما الحصول على
الكـأس في جل المناسبات .. فلما نتحدث عن إسبانيا ،هولندا ، ألمانيا ، فرنسا و إيطاليا فاننا نتحدث عن منتخبات مونديالية عـالمية صرفة ربما
سيطرت واستحوذت على الغـالي والنفيس ولم تترك للضعفـاء رقعة لإظهار الذات، لكننا لـن نرجع هذا الى كثرة إمكـانيات الغرب مقـارنة بنا ، لكننا
سنرجعه الى عـدم اتهمامنا بإمكانياتنا الكـامنة في مواهب عدة كان بالإمكـان صقل موهبتها نحو الافضل . كمـا نعلم فعصـر المتعـة الكروية او
الكـرة الشاملة بدأ مع المنتخب الهولندي ، وربما عاشت هولندا ازهـى فتراتها في تلك المرحلة وسيطرت على العـالم بأسره وليس القارة
العجـوز وحدها ، في يومنـا هذا ، الكرة الشـاملة تغير مفهومهـا مع لاروخا الاسبانية ، معتمدة على ركيزتها الام التمريرات القصيرة المتناقلة
بشكل سلس وسريع ، وأيضا من الثقافة البرشلونية الكاتالونية او " التيكي تـاكا كمفهوم " ، الألمـان كان لهم اسلوبهم ايضا ، ولم يقتصروا على
الكـرة الشاملة فحسب ، بل إعتمدون على الفنيات الفردية و التسديدات البعيدة واتاحة فرص التسديد من داخل منطقة العمليات . وربما ايضا
هذه الجمل لن تكون كافية لحصر الدور الكبير الذي لعبه الغرب في تطويـر كرتهم وصقلها نحو الافضل . فهل تأثرنا صدقا بطريقة لعبهم ؟ الجواب
للأسف هو نعم ، قد لا يبدو لكـم جليا أن المنتخبات العربية تحـاول تقليد المنتخبات الغربية ، لكن في وقفة استحضار منطقية فالكرة العربية
حاولت جاهدة ان تقلد نظيرتهـا الغربية رغم اختلاف الامكانيات ولكنها فشلت ، وربما فشلها هذا سوف يعود إلى " التقليد الأعمى " و ضعف
الإمكانيات الكبير الذي نعاني منه . لمـا تحاول تقليد كـرة اشتغل عليهـا أصحابها لسنين بـل عقود من أجل إظهارها بهذا المستوى ، لمـا تحـاول
تقليد كُـرة لزمتها حصص تداريب بالمئات لإظهارها بتلك الفنية ، وتأتي انت مدججا بآمالك فتضرب عرض الحـائط كل هذا وتحـاول الحصول على
نفس الكـرة عبر حصص تدريبية تقـاس بالأربعة او الخمسـة فاعرف ان المصيبـة سوف تحل عليك وانك سوف تحدث ثغرة شاملة في طريقة
لعبك ، وهذا واقع معـاش لا يمكن دحضه او تفنيده . عودة الى موضوع الامكانيات ، فنحـن لا نمتلك رساما مثل انييستا ، صاروخ طائرا مثل رون
الدو ، ثعلبا ماكرا مثل ميسي ، زرقاء اليمامة مثل تشافي ، حـارس عظيم مثل كاسياس ، دفاع عظيم من قيادة قلب الاسد بويول ، لكن كان
بامكاننا تحضير الشبيه ، وكان بامكاننا احداث وصقل مواهب خاصة بنا ايضا ، وهنا سوف نعود الى نقطة الاهتمام بالمدارس التكوينية للشبان ،
أكان كل اللاعبين اعلاه معجزات او أنبيـاء نزل عليهم الوحي من الله سبحانه وتعالى فاصبحوا بهذا المستوى ؟ لا والف لا ، الجواب الوحيد
والتفسير المنطقي لعطاءاتهم هو اهتمام بلدانهم بهم ، حينما اراجع طريقة التداريب في المدارس الهولندية اعرف كم نحـن بعيدون عـن ذلك
المستوى و تلك الثقافة العالية ، أطر على أعلى مستوى ، تجهيزات من الطـراز الرفيع ، ملاعب ممتازة ، جـدول أعمـال مدروس بذكاء فائق...
وبالتالي حينما تقارن هذا بما نمتلكه نحن كعرب من امكانيات متواضعـة تجد اننا لسنا الا نقطة في بحر ابداع الغرب في هذا المجال ، ليس هذا
فحسب ، بل إن بعض المـدارس اصبحت تتخذ موقف السرقة و الاستغلال ، و سف دمـاء عائلات المواهب التي تاتي رغبة في التعرض الى
الصقل وانجاز مشروع نجم المستقبل ، فما تكون النتيجة الا مانراه الان من معاناة في هذا المجال .. فلمـاذا نحاول تقليد مـالا يمكن تقليده ؟
ولماذا لم نفكر يوما في ان نرجـع الى عملنـا القاعدي ، وان نهتم بالمشـاكل الداخلية لدينا قبل ان نذهب للانتفاع من الغرب ؟ وافتراضا اننا لا
نحاول تقليدهم فاننا بدون شك سوف نتحدث عن المستوى الهزيل للمنتخبات العربية سوف نقرنه بالاساس الى ضعف البنيات التحتية التي نعاني
منها كعرب في شتى المجالات الرياضية ، لذلك لا يمكننا ان نطلب المستحيل تحت هذه الظروف ... لكن ما يتبادر الى ذهني ، لماذا لا نحاول
كعرب استخلاص طريقة لعب خـاصة بنا ؟ كرويف مثلا اعطى معنى للكرة الشمولية أفلا نتوفر على عقل كرويف او لا نتوفر بصراحة على مجهود
كرويف ورغبته في العمل ؟

الفساد الكروي هو الموضوع الشائك بالدرجة الاولى والذي ارجع له طبقة محترمة من المشـاكل التي تتخبط فيها الكرة العربية والمستوى
الهزيل التي تظهر به ، لاكون صريحا معكم فاللاسف بعض الاشخاص وأعني هنا بعض المسؤولين اصبحت بالنسبة لهم كرة القدم في البلاد
مجـرد تجارة يبيعون ويشترون فيها ، لكن بالتاكيد ليست لديهم الشجاعة على اظهـار هذا للعلن فتصريحات البراءة تلك لا تعتبر الا واجهة لايقاع
الشعوب في الافخاخ ومحاولة تنويم العقول مغناطيسيا .. وليست لديهم الشجـاعة كذلك كي يبعثوا بنداءات فسادهم علانية في جامعات كرة
القدم بالبلاد ، لكنهم يقومون بذلك في أجواء خفية لا نعلم تقاسيمها حتى الان ، وكذلك يقتلون ما تبقى لنا من امال ، بتغاضيهم عن الفساد
الكروي في الاندية ، وياله من موضوع شائك حقا ، هنالك اشخاص دمروا بمعنى الكلمة مدنا بشكـل كامل كرويا ولم يجعلوا لهـا ما تستغيث به او
ما تتغنى به ، للاسف بعض المسؤولين اصبح هدفهم الربح المـادي قبل ان يفهموا أن مهمتهم هي الإهتمام بمستقبل الفريق ، وهنا سوف
نتحدث عن بيع اللاعبين ذوي الاجور المرتفعة ربما للارتياح من العبئ المادي وتقاسم المفسدين ارباح ذلك عبر اموال طائلة غير محروسة ، بدون
ان نتحدث كذلك عن الانتدابات المتواضعة في الميركاتو الشتوي خـاصة ، و الذي يدون استمرارية الفرق وفرص قتالها على اللقب او على البقاء
في اقسام الصفوة ، الفساد الكروي يطـال التعيينات ايضا ، مفهوم الصداقة ذات المصالح الشخصية و الاعتماد على المعـارف للحصول على
تعيينات في الفرق ، وكذلك الرشاوي التي توزع في الجموع العـامة سبب من اسباب الفشل الذريع للاسف في البطولات العربية التي تعتبر
الخزان الاول للمنتخبات العربية وللكرة العربية عموما ،فلماذا لم ندخل الاحتراف قبل سنتين او ثلاث لبعض الدوريات العربية ؟ لماذا في نظركم
لم ندخل الاحتراف مع الاوائل ولا نوازيهم في مردود بطولاتهم ؟ لماذا في نظركم منتخباتنا متواضعة بلاعبيهـا المحليين ؟ اسئلة اجابتها واحدة
وهي الفساد الكروي ، لما قد تمتلك قاعدة كروية محلية في المستوى يمكنك عندها التحدث عن النجاح الكروي ، للاسف مباريات
الدوريات العتيقة صارت مباريات رتيبة تسيطر عليها الخطط التكتيكية الفاشلة من الجانب الاخر وربمـا الخوف الكروي ايضا ، فان لم نمتلك
الشجاعة للهجوم في بطولة من 30 دورة فكيف سوف نمتلك الشجاعة بالهجوم في مباريات مصيرية من 90 او 180 دقيقة فقط ؟ اتمنى ان اجد
يوما الاجابة الشافية حول هذا الإشكال الغريب ، حتى الديربيات او الكلاسيكو الخاص بكل بلد ، فربما لا تزيد من تصنيفاته العالمية الخادعة الا
ابداع الجماهير بالدخلات وقد اخص هنا الديربي المغربي ، التونسي ، الجزائري والمصري كذلك ، اما الرتابة الكروية المحلية ، فحدث ولا حرج ،
فلماذا نلوم البعض الذي يذهب الى الليغا و البريمرليج لمتعة العين ونحن لا نعرف ان المشكل داخلنا فلو توفرنا على بطولات في المستوى اكنا
سوف نحلم يوما بان نرى شعبا يقاتل نفسه من اجل كلاسيكو الاسبان بين البرصا والريال او كان سيحلم الغرب يوما بان يجد اهتماما بهذا الشكل
المحزن ؟ فإن تحـاشينا كل هذا العمل القاعدي والاهتمام بالمنتوج المحلي فلماذا سوف نتحدث حـول النجاح والى ما ذلك من امور ونحن لم نعط
لانفسنـا حق التجربة قط و حق النجاح قط و تذوق حلاوة النجاح صارت من المستحيلات السبع و في كف عفريت ... بين كل هذه العوامل ، فان
انجازاتنا الكروية كعرب عالميا صراحة متواضعة جدا ، بوصول يتيم الى ثمن كاس العالم عبر تمثيلية من المغرب ، وكذلك بعض التمثيليات من
المنتخب السعودي، واداء مشرف من مصر في كاس القارات .. فهل هذا يكفي ؟ عرب من عشرات المنتخبات لم نستطع تحصيل هاته النتائج
الهزيلة التي لا توازي ما قام به منتخب أروبي واحد ؟ تعجبني حقا بعض المنتخبات التي عملت في صمت وهي الان تجني ثمار عملها ، مثل
الكومبيوتر الياباني ، الذي وحتى بانجازاته الحالية لازال يفكر في المستقبل وليس في الحاضر فقط ، وهنا تظهر لكم السلوكات التي تنم عن
العقلية الاحترافية لهذا المنتخب وللقائمين عليه فقط ، وتوقعوا فقط وهذا وعد ان اليابان ستتسيد العالم كرويا قريبا ، فصبرا فقط فهؤلاء الاشخاص
لا يعرفون الا العمل .. قارتنا السوداء هي افريقيا ، كنا قبل سنوات من الآن نستهتر بمنتخباتها فخرجت لنا بجملة ومقولة جديدة وهي ان افريقيا
لا تعترف بعد اليوم بالكبير او الصغير ، فمتى سوف نفهم هاته التغيرات الحاصلة جوار منطقتنا العربية ؟ للاسف العديد من المنتخبات وقعت في
فخ الاستهتار و هي الان تجني ثمار ذلك ، المنتخبات الافريقية باندفاعها البدني حتى اشتغلت على العديد من نقاط القوة لديها وعالجت نقاط
ضعفها تلقائيا بالعمل في صمت ، ولنا الدليل في منتخب غانا وما فعله في كاس العالم 2010 وربما لولا لمسة يد سواريز كنا سوف نرى حكاية
اخرى في هذا المونديال الافريقي الصرف ، فاين نحن من عمل هذه المنتخبات، وماذا كانت هذه المنتخبات سابقا كي تصير كما هي عليه حاليا
؟.لو حققنا كأسا إفريقية واحدة ، كاس آسيا واحدة لن تسعنا الدنيا وما فيها ، ولكم العبرة في المنتخبات التي تتعامل بمفهوم " نحن لدينا وكان
لدينا " فلن ارد عليها الا بكان ابوك صالحا اما نحن فابنـاء اليوم .. فشمر على ذراعك واريني ماذا تتوفر عليه ،فإلى متى سوف يستمر هذا العجز
الكروي العربي ؟

تحدثت كثيرا عن المشاكل الكروية وربما حان الوقت الان كي اقترح بعض الحلول التي قد تحسن من المنتوج الكروي العربي .. اولا الاهتمام
بالعمل القاعدي ، تحسين امكانيات المدارس الكروية فلدينا مواهب شابة صاعدة عديدة ، و محاولة صقل هاته المواهب كي نوفر مشروع بطل
المستقبل فنحن في امس الحاجة الى هؤلاء الابطال عودة الى ما نعانيه من فقر في الامكانيات المحلية العربية حاليا . الاهتمام بالمنتوج
المحلي من دوريات وبطولات وطنية من تحسين للبنيات التحتية واعطاء جو ملائم للعمل فالعديد من المدربين يعملون تحت ضغوطات تطرحها
ادارات النوادي بانفسها و توقع النوادي فيها بايديها ، فالعديد من المدربين كذلك تتحكم بعض الرؤوس الخفية في اعمالهم بسبب الفســاد ..
الفساد هذا موضوعه طويل وربمـا افضل حل حالي ومؤقت لمحاربته هو لجان مراقبة الحسابات داخل كل الفرق و فرض عقوبات صارمة على
خارقي القانون وعلى المستمرين في الدوريات المحترفة دون التقيد بالشروط المعمول بها في افق الاحتراف من امكانيات وبنيات تحتية وايضا
من امكانيات مادية تحت سقف مادي محترم تحدده الجامعة القائمة على الكرة بالبلاد بنفسها . محاولة العمل الجاد بصمت بعيدا عن الاستهتار ،
فلازال امامنا الوقت كل الوقت لنصحح الاخطاء التي وقعنا فيها ، ولنا الامثلة كل الامثلة والتجارب التي قد تعود علينا بالمنفعة متمثلة في
منتخبات عدة تجني ثمار و تحصد محصول ما اشتغلت عليه طوال هذه السنين .يجب تحاشي التسرع ومحاولات الوصول بسرعة وإستغلال
ابجديات النجاح التي علينا ان نتحلى بها فلا شيء ياتي بتلقائية والصبر مفتاح الفرج فلا يمكنك السير بكرة بلدك الى الامام دون ان تنتظر سنة او
سنتين على اقل تقدير كي تعالج مكامن الخلل الكـاملة فلا نريد ان نقع في افخاخ مباراة او مبارتين لنظـن اننا ملوك العالم من جديد قبل ان
نتعرض للصدمة او الصعق الكهربائي .. كل هذا الكلام كـان فقط من لسان غيور عربي حـول المنتوج الكروي ، انها 2012 ، اما حـان الاوان كي
نحاول الحصول على انجازات عـالمية بعد كل هذا السبات العميق ؟ وفي الاخير ما يسعني الا ان اتمنى الخير باذن الله .

اخوكم عصام
© كوورة مغربية