بسم الله الرحمــان الرحيم أعضـاء مشرفي وزوار كووورة مغربية السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته اتمنى ان تكونو بالف خير وسعيد بلقائكم مجددا لعــلك ترضى...! يقال ان السعـادة هي زهرة وردية جميلة تسر الناظرين وتاسر القلوب بعطرها الفياح، وردة لا تنبت إلا في حديقة الجيران او الغرباء من البشر بينمـا تعلن عزوفهـا الرسمي عن حدائق بيوتنا فتأبى عنهــا ولا تزورها الا اشواك التعـاسة، هذا مفهوم السعـادة عند كل إنسـان خصوصا عندنـا نحن 'العرب' حيث لا نعرف السعـادة إلا في بيوت الأخرين بينمـا نتصور ان التعـاسة تغزو اعشاشنا وتورق خلوتنا بشكل دائم،الكل يرى السعـادة عند الأخرين ويعتقد ان الأخر أسعد منه لأنه ببساطة كل واحد منا يحـاول ان يتظاهر دومـا بأنه سعيد ويغالب نفسه لكي يبدو في قمة الرفاهية والسعـادة فلا يرى الناس فينا الا وجها مشعا ومشرق ولا يرون الا ازهـارا متفتحة في حديقة بيوتنا غافلين عن الأشواك التي تنبت في كل مكـان داخل البيوت... فالبيوت اسرار..!. استحضرت هذا المفهوم لانه يعبر بصدق لما يحدث في المشهد الكروي المغربي حيث وان كنا نحن المغاربة نحس بالتعـاسة بسبب غياب الأنجـازات الكروية على مستوى المنتخب الأول ونشعر ان منتخبنا هو اسوء مـا يكون فنلقي جام غضبنا على المحترفين و كل اللاعبين المغاربة الممارسين والمكونين بالخارج واحيانا نصفهم بالخونة وعديمي الأحساس بالوطنية بل احيانا نرى فيهم سبب التعـاسة والجمود الذي اصاب كرتنا ..، فإن كنـا نحن ننظر للمحترفين بهذه الطريقة خصوصا ونحن نعـاين منتخب كمصر كيف اخضع افريقيا شمالها وجنوبهـا بلاعبين محليين فإن جيران عرب اخرين يحسدوننا على 'سعـادتنـا' التي تبذو لنا تعاسة ويتمنون لو يمتلكون فقط عُشُر مـا يمتلكه المغرب من لاعبين في اوروبا وما ان يبذو لهم في الأفق لاعب من بلادهم يمارس في الفئات الصغرى لمنتخباتهم حتى يدقون الطبول ويرفعون الأصوات للتغني بميسي القـادم من الفضاء الخارجي هكذا ينظرون لمحترف واحد حتى لو كان في اقســام السفلى في الدوريات الأوروبية فمبا بالك بجيش عرمرم من المحترفين. بينمـا في المقابل وفي الشارع الرياضي المغربي اصبحنا ننظر بنظرة ازدراء من بعض لاعبينا في الخارج مهما فعلو وحاولو فنحن نرى السعـادة في المحلي بينمـا غيرنا يراهـا في المحترف بيد ان كلا الطرفين يظهر السعـادة في جميع الأحوال ف'أشقائنا العرب' يعيبون علينـا اعتمادنا على لاعبين مكوننين في اووربا رغم ان في قرارت انفسهم يتمنون لو يملكون ولو لاعب واحد مكون في القارة العجوز ويلعب لقميص منتخبهم. بينما نحن نعيب عليهم عدم توفرهم على لاعبين ينشطون في القارة العجوز ونتفاخر بلاعبينا وفي قرارات انفسنـا نتمنى لو نمتلك منتخب محلي بقيمة منتخبهم دون الحاجة للاعبي اووربا.. والأمر لا يتوقف عند اللاعبين المحليين بل يصل حتى الأحتقار بانديتنا ونقول عنهـا ضعيفة ودون المستوى بل تلطخ صورتنا بشكل دائم في المسابقات القـارية حيث لا تقوى على تجـاوز الأدوار الأولى الا في فترات متقطعة وهي حقيقة لا محيد عنهـا لكننا لم نسأل يومـا كيف لعبنا اكثر من 18 نهـائي قـاري وحققنا 13 لقب بإمكانيات ضعيفة مقارنة مع اندية الجيران كل هذا في زمن الهواية بينمـا غيرنا لعب الأحتراف من زمن بعيد ومازال يحاول اللحـاق بنا لا نفكر كيف أستطاعت ستتة اندية مغربية تسجيل اسمهـا قاريا بإبهـار وأقنـاع فإن كنـا نحتقر كل هذا فإن غيرنـا يتخدنا قدوة له ويتمنى فقط ان يصل لنصف ما حققناه ولو بأمكانيات تفوق امكانياتنا. علينا ان ندرك انه لو توفرت لأنديتنـا ميزانيات كالتي تتوفر لغيرنـا لكان حـالنا افضل بكثير ولتفوقنـا عليهم لا محالة او لنافسناهم اقل تقدير.. فلعلنا نعمل ونستدرك..! لا يقتصر الأمر على الأستهزاء بالمحترفين والأندية بل بمستوى اللاعب المغربي عموما والمقارنة دائمـا بين لاعبين الأمس ولاعبي اليوموغالبا فأن التصور الطاغي هو ان السعـادة كانت لنـا في الماضي لكنهـا خاصمتنا الأن ولم نعد نحصد الا الخيبات والتعـاسة فلاعبينا الذين كانو الأفضل قاريا اصبحو 'مشلولين' في تعبير جل جماهير الكرة وان كان الماضي باللألوان فإن اليوم قاتم مظلم والمستقبل مجهول بدون معالم، فهل نستطيع ان نعيد المـاضي ام ان لكل وقت رجالاتهـا فلندرك ذلك ونعمل على تشجيع لاعبينا ومنتوجنـا الكروي فأن كنا نحتقر هؤلاء اللاعبين فإن عيون العديدين تراهم جواهر ناذرة تتمنى ان تتوفر عليهـا ملاعبهم فكيف بأندية درجة ثانية عندنـا تقهر من يسمون عمالقة في تاريخ الكرة الأفريقية وبأمكـانية لا تكاد تصل لعشر مـا يتفور لهؤلاء العمالقة ... لمـا نعيب الزمـان وقد تغير كثيرا ومرة القدم بالأمس ليست كرة اليوم أطلاقا فدعونـا ادن من  المقارنة الظالمة بين لاعبي الأمس ولاعبي اليوم في الظروف مختلفة والأجواء تغيرت والمفاهيم  تطورة واللعبة انتشرت. هكذا هي الحياة لا أحد يرضى ويقتنع بمـا عنده وهذه هي نظرتنا السطحية للسعـادة التي نعتقد انها مفقودة .. فمتى نرض وندرك انا لنـا كنوز يحسدنا عليها غيرنا ومتى نهتم فقط بحديقتنا مهما انبتت اشواكا او ازهـار فهي لنا ونكف عن النظر في حدائق الجيران فلا تغرينا مناظرها الخارجية، ولا إبتساماتهم المزيفة نستطيع ان نرضى بمـا لنا ولا نهتم بمـا يرضى به الاخرون لنـا وكثيرا مـا كنت متشائم في مواضيعي السابقة لكني ادعوم للتفائل قليلا لعلكم ترضون.