منتديات ستار تايمز: ¤¦¤(◄ العرب ومصطلح كرة قدم شمال إفريقيا !!! ►)¤¦¤...مسابقة المنتدى الذهبي

السلام عليكم عشاق منتديات ستارتايمز و كوورة، معكم العضو عصام من طاقم المنتخب المغربي المشارك في مسابقة المنتدى الذهبي ،

وأتمنى بإسم منتدانا المغربي أن ينال إعجابكم ، وأُحيي بالمناسبة الإخوان الأعضاء و المشرفين و المراقبين ،

الذين سهروا على إخراج هذه الفكرة للوجود، والتي تمّنها الجميع كبادرة راقية تعكس السمو الفكري

لهذه اللجنة و مساهمتها الفعالة في خلق تقارب و تعارف أعمق و تنافس شريف بين مختلف مكونات منتديات ستارتايمز و كوورة ،

و أتمنى كل التوفيق لهيئة التحكيم في هذه النسخة الغير مسبوقة في تاريخ المنتدى.

على أي، كان لي عظيم الشرف بل كل الشرف أن أخط لكم هذا المقال المتواضع و أتمنى صادقا أن ينال إعجابكم،

وبإسم الله مجراها و مرساها و على الله فليتوكل المؤمنون.

العرب و مصطلح كورة قدم شمال إفريقيا

لا شك أن الهدف من إختياري لهذا الموضوع لم يكن أبدا نابعا من رغبتي في كتابة موضوع معين من أجل المشاركة به فقط، بل إعتبرت هذه المسابقة فرصة من ذهب لشرح بعض الظواهر و التسميات التي صنعها إعلامنا العربي ،و من ضمنها مصطلح كرة قدم شمال إفريقيا...

أصل الحكاية

لا زلت أتذكر في بدايات البث الفضائي في حقبة التسعينات و الذي سهل عملية الإطلاع على كل الأقطار العربية من خلال قناواتهم الفضائية،

و كنت أشاهد الأستديوهات التحليلية للقنوات العربية و أنصت لمداخلات الخبراء و الكباتن بشغف شديد،

كان يستهويني معرفة رأي الآخرين في كرتنا الوطنية و أحاول أن أتمعن جيدا في مدى توفقهم في تشريح خصائص كرتنا

و طرق لعبنا و إمكانياتنا...

ولكن...

من خلال هذا الزخم الجميل من القنوات و تعدد الآراء، و التي كانت أكثر وفرة عندما يقع إصطدام عربي في إستحقاق قاري،

كنت ألاحظ وجود مصطلح يطغى على أغلب النقاشات خصوصا عندما يصنف البعض الكرة العربية على مستوى القارة السمراء

بتعميمهم لمصطلح : كرة قدم شمال إفريقيا كجملة تختزل العديد من البلدان و التي أصر البعض من إعلامنا العربي على جعلها

منطقة تتشابه من حيث الأسلوب و الأداء الكروي...

في البدء، كنت أظن أن هذا الإصطلاح وليد شرعي للتواجد الجغرافي،

لكن مع مرور الزمن غدى هذا الإصطلاح مرادفا لفلسفة كروية تطبق بشكل موحّد و متشابه في هذه المنطقة مقارنة مع الدول الإفريقية

جنوب الصحراء أو حتى مع الدول العربية الواقعة بقارة آسيا،

فغدت دول كمصر ،ليبيا، تونس، الجزائر و المغرب بجرة قلم دولا لها نسخة كروية موحدة و لا تختلف في أي شيء في أسلوب لعبها

كمنتمية للشمال الإفريقي ....

المغرب العربي و مصر، هل فعلا هم نسخ كربونية لبعضهم البعض؟؟...

الإسقاط الجغرافي الذي تم إتباعه لطرح تسمية غدت واقعا نردده في غفلة منا ،

كان من الأخطاء الفادحة التي إرتكبها السواد الأعظم من الإعلام العربي المكتوب أو المرئي ،

فقد أكدت التجارب و الإستحقاقات القارية السابقة أن نمط لعب هذه البلدان يختلف من بلد لآخر بل أن حتى إرثهم الكروي متباين أيضا،

والمثير هنا أن أسلوب لعب منتخباتهم يخضع لطبيعة اللاعبين المكونين لهذه الفرق ،فالأسلوب يتأرجح بين الكرة الإفريقية و الأوروبية...

وهذا الإختلاف جعل تلك التسمية فارغة من كل محتوى أمام قوى عربية إفريقية قائمة بذاتها جعلت الظروف التاريخية و الإقتصادية التي تعرضت

لها إبان وبعد الحرب العالمية التانية تسلك طرقا مختلفة لتنويع مواردها المادية و البشرية و التي إنعكست على منظومتها الرياضية.

المغرب الجزائر تونس..رغم الجغرافيا وعامل الهجرة فالكرة لا تتحدث بلغة واحدة

فرضت العوامل الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية للدول أعلاه في حدوث عمليات هجرة مكثفة في سنوات الستينات ، قبل أن تخفت هذه الوثيرة مع مطلع الألفية الثالثة،هذه الوضعية جعلت هذه البلدان تستفيد من مواطنيها القاطنين ببلدان المهجر ، فبرز جيل من اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة و الذين تلقوا تكوينهم ببلدان الإستقبال، فإنعكس ذلك على طريقة لعب منتخبات أوطان آبائهم، فقد غدت بعض المنتخبات العربية الإفريقية تلعب بأسلوب مزدوج أوربي إفريقي حسب طبيعة اللاعبين المشكلين للمنتخبات و الذين يتأرجحون بين المحليين و المحترفين ...
لكن رغم كل هذه المؤثرات فهي لم تساهم في توحيد طريقة لعب هذه البلدان، و إستعصى فهم ذلك.. لكن الجواب كان بسيطا ،فقد كان من الأكيد إستحضار النموذج الأوربي لفهم هذا الأمر،فرغم عامل القرب فالكرة الإسبانية لا تشبه في شيء جارتها الفرنسية و التي بدورها تختلف تماما عن نظيرتها الألمانية..و هذا ينطبق كليا على دول المغرب و الجزائر و تونس ، فكل دولة لها ثقافتها الكروية و أسلوبها الخاص الذي لم يختلف كليا ! على مرّ العقود بالرغم من تعدد المدارس المكونة لأغلب لاعبيها بأرض المهجر،لتظل الكرة المحلية و الممارسة على مستوى الأندية هي المرآة الحقيقية التي تعكس أسلوب لعب هذه البلدان المتجذر على مر العقود، فأندية المغرب مثلا يختلف أسلوب لعبها كليا مقارنة عن ما هو موجود بتونس ، والكرة التونسية لا تشبه الكرة الجزائرية و هلم جرّا،فالكرة بالجزائر تعتمد على الإندفاع البدني و المهارات الفنية التي توظف بشكل تكتيكي ، و على النقيض من ذلك فالكرة التونسية هي كرة تكتيكية في المقام الأول، وتتخذ من القوة البدنية و الحمولة الجسمانية أدوات هامة لتحقيق إنضباطها التكتيكي، أما بالمغرب فكرته قائمة بالأساس على الجانب الفني في المقام الأول مع تسجيل بعض الضعف الجسماني الذي يساعد عامة في المراوغة...، مما يفرز في الأخير بعضا من التكامل بين هؤلاء الدول في طريقة اللعب،ليظل أسلوب لعب هذه المنتخبات رهين بحجم تمثيلية اللاعب المحلي مقارنة مع اللاعب المحترف،مما يفرز منتخبات بأسلوب لعب متنوع قد يحقق الهدف المرجو منه بقدر ما يمكنه أن يتسبب أيضا في إخفاق لهذه المنظومات الكروية ، بسبب عدم توفق هذا الخليط من اللاعبين في خلق أسلوب لعب يؤكد إنصهارهم الكلي مع منتخبات أوطانهم و مع ظروف الممارسة الكروية الصعبة بجل دول إفريقيا السوداء ...

مصر ،ليبيا: كرة قدم بأرجل محلية خالصة

عندما نتحدث عن مصر كدولة واقعة جغرافيا شمال إفريقيا و منتمية نظريا إلى دول شمال إفريقيا ،

فالحديث يطول عن هذا البلد الذي يشكل حلقة وصل بين قارتين و نقطة إلتقاء بلدان المغرب العربي و أشقائه في المشرق،

فمصر دولة كروية رائدة على المستوى العربي بل هي الأكثر تتويجا في المنافسات القارية أندية و منتخبات،

وهذا التفوق ماهو إلا نتاج لفلسفة كروية ناجحة في هذا البلد،فكرة القدم المصرية هي مزيج بين أسلوب لعب منتخبات المغرب العربي جمعاء،

و يتم عزف هذا الأداء بأقدام مصرية محلية خالصة تلقت تكوينها في أندية كبرى هي في الأساس منتخبات مصغرة و مزود رسمي للمنتخب الأول.

الكرة بمصر هي مزيج من الأداء الفني و القوة الجسمانية الهائلة و الإندفاع البدني المطلوب جدا في التنافس على أرض القارة السمراء،

أما بالنسبة للكرة الليبية فالأمر كالعادة مختلف كليا عن ما هو موجود بمصر أو بأرض جيرانها،

فرغم الإعتماد الكلي على اللاعبين الممارسين بأرض الوطن،إلا أن النتائج لا توازي الطموحات،

وهذا راجع بالأساس لعوامل سياسية كان يئن منها هذا البلد،فالكرة في ليبيا عبارة عن موهبة و فنيات في المقام الأول لكن تنقصها

العديد من الأمور الفنية الكفيلة بحصول ذلك التناغم الجميل على المستوى الأداء حتى تلتحق بجيرانها و هو أمر قد يغدو مجرد مسألة وقت

ليس إلا ، في بلد بصدد ترتيب أوضاعه الرياضية و التي رغم خضوعها لإكراهات عليا حالت دون سطوع نجمها ،

إلا أن أسلوب الكرة في ليبيا فرض نفسه و يشق بثباث طريقه نحو الأفضل ...

نهاية،أجد أن مصطلح كرة قدم شمال إفريقيا و محاولة تعميمه فيه الكثير من الإنتقاص لهاته الدول،

فمن الأفضل تسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية،خاصة و أن هذه الدول تستحق من الشارع العربي كل التقدير كمدارس كروية قائمة بذاتها.

و تختلف كليا عن بعضها البعض ، رغم عامل الجوار،فالمغرب و الجزائر و تونس دول إختلفت طرق إطاحتهم بمنافسيهم الأفارقة

من أجل الوصول إلى المونديال،وهناك أبدعوا و أحرجوا الكبار و كذلك الشأن بالنسبة لمصر كمنتخب حاز على العرش الإفريقي

بأكثر من عدد أصابع اليد الواحدة، بل واصل هيمنته و أحرج منتخبات عالمية بكأس القارات..

و عليه أتمنى أن تندثر هذه التسمية من أجل تسويق أفضل لكرتنا العربية كمنظومات فرضت وجودها العالمي و القاري

و بقوة ، إسوة بالمدارس الكروية بأوربا و أمريكا اللاتينية، فالكرة العربية الإفريقية و الآسيوية فرضت نفسها بحضورها المتكرر

في المحافل العالمية، فقد آن الأوان لكي ننسلخ من عباءة كرة شمال إفريقيا أو كرة الخليج..

آن الأوان لتسويق إسم كل دولة متألقة فرضت وجودها كدولة كروية قائمة بذاتها تخلق المطر و الجو الجميل في سماء كرتنا العربية...

مع تحيات منتخب المنتدى المغربي