# الاحـتـراف في نـسخه المـعربة #
آخر
الصفحة
OUJDI103

  • المشاركات: 18708
    نقاط التميز: 15314
مسؤول في برنامج منتدى الاندية
خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية
نائب أول في صحيفة مولدية وجدة
OUJDI103

مسؤول في برنامج منتدى الاندية
خبير المواضيع الهادفة بكووورة مغربية
نائب أول في صحيفة مولدية وجدة
المشاركات: 18708
نقاط التميز: 15314
معدل المشاركات يوميا: 3.1
الأيام منذ الإنضمام: 6035
  • 18:43 - 2012/11/07

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لست أدري من أين أبدأ؟ وهل تطاوعني الحروف والكلمات ؟

حقا تعجـز الأقلام عن التعبير عن ما جرى وسيجري

انه حلم .. طال انتظاره .. معشر العرب يجتعمون تحت سقف واحد

ولأجل هدف وغرض سامي ... حقا لي الشرف أن أكون شاهدا على هده المرحلة وأتشرف أكثر

وأنا أشارك في هدا الحدث كممثل للمنتخب الوطني المغربي

ومن هـدا المنبر أقدم لكم وبتواضع مساهمة بسيطة مني تعبر عن أفكار متدافعة حاولت تحريرها

متمنيا أن تـنال اعجابكم وتقديركم ..

...

" لم يـكن المشجع العـربي يهتم بمصطلح قلما تم ترديده في السابق ، لكن ونظرا لكون هدا المصطلح أخد حيـزا كبيرا داخل أوساط الـرأي العـام

الكروي والرياضي بشكل أشمل، بـدأ المشجع العـربي الفضولي بطبعه يطرح أكثر من علامة استفـهام حـول مصطلحنا المقصود ألا وهو

الاحـتراف.

لكن الأجوبة التي تلقاها المواطن المغربي والعربي اختلفت وتباينت وكـل حسب اجتهاده ، إلا أنه وبشـكل عـام الأغلبية استنتجوا وتوصلوا إلى

كون الاحتراف كمصطلح شـامل المقصود منه تدبير وتسير المادة وفق المتطلبات وعلى أسس علمية مدروسة ، فهؤلاء كما أسلفت الذكر

توصلوا إلى كون الاحتراف وللأسف هو الآخر مرتبط بالمكان والزمان ، فرغم كون المصطلح يعني ما يعينه أينما إستعمل ، لكن هذه الأغلبية

اكتشفت أن الاحتراف هناك في الدول الغربية أمر يختلف عن الإحتراف في دولـنا العربية.

فبالرغم من أن مفهوم الإحتراف أساسه المـال الوفير ، وأن منطقة الشرق الأوسـط من أغنى المناطق في العـالم أي بمعنى آخر هـناك مجال

خصب لكي ينجح هدا المصطلح أو بالأحرى هدا المفهوم الشامل في هذه المنطقة ، إلا أنه وخلافا لتلك التوقعات، فالنتائج كانت أقل من

المستوى المطلوب وأصبح الإحتراف مجرد وهمٍ تطارده الاتحادات العربية ويتغنى به الإعلام . والسبب في فشل التجربة في العديد من البلدان

العربيةومن بينها بطبيعة الحال المغرب ، هو المفهوم الخاطئ لتطبيق نظرية الإحتراف الحقيقي ،فبذل أن نتخذ هدا المفهوم كنهج وفـكر نتعايش

معه جميعنا من أجل تطوير عميق وإصلاح جذري للمنظومة التي يخصها ذلك الإصلاح المرغوب ...

لكن الأغلبية تعاملت معه على أنه مفهوم مبني على قواعد وضوابط يجب أن نلتزم بـها وكفى ، وهذا ما جعلنا نشاهد احترافا ظاهريا لا

غير،احتراف يشمل توفير البنيات التحتية الضخمة ،وكذا صرف الأموال بسـخاء ، وتزيين أقمصة الأندية بعدد كبير من الملصقات التجارية ، وباقي

الأمور الظاهرية التي تشمل المظهر العـام لا غير ..

بالمقابل لو نلقي نـظرة على مستوى عمق الاتحادات العربية وأنديتها سـنجد الأساليب الهاوية التي تسير بـها والطرق البالية المعتمدة تؤكد حقـا

مدى تخلف المسؤول العـربي الذي فـرط في الاستفاذة من ايجابيات هذا المفهوم واكتفى بالمساوئ .


فالتجربة المغربية مثال حي ، فالمغرب كغيره من البلدان اتخذ خطوة إلى الأمام وقرر دخول عالم الاحتراف مجبرا بعدما طالب الاتحاد الدولي بـذلك

، ويشهد للجامعة المغربية على تعاملها مع هدا الأمر بواقعية كبيرة فهي تعلم حقا حال الأندية والكرة الوطنية ، لهذا سطرت أهدافا مختلفة

ومتباعدة لولوج عالم الاحتراف بشكل كامل ، وكانت البداية مع فرض دفاتر تحملات تخص الأندية، هاته الدفاتر تحمل شروطا مهمة تمهد لاندماج

معقلن في عالم الاحتراف ولقد نجحت الجامعة في إقناع جميع الأندية ، والتزم الجمـيع وخططت الجامعة بالرفع من سقف الشروط في تلك

الدفاتر موسما بعد آخر ، حتى تمهد و تمنح الفرصة للأندية لكي تستوعب وتتشبع بالمفاهيم الأساسية لمفهوم الاحتراف ، ولقد شاهد الجمهور

تطورا ملحوظا يخص البطولة الوطنية بحيث هناك نمو سريع على مستوى البنيات التحتية ، أيضا إبرام الأندية لعقود احترافية مع اللاعبين

وبصفقات جد محترمة ، كما لا ننس الاهتمام بالنقل التلفزي وأيضا المراقبة المستمرة للأندية ، فيما تم تخصيص دعم أكبر للأندية من خلال

مساعدة بعضها في الأمور اللوجيستيكية حيث توفر الجامعة لبعض الأندية الصغيرة وخاصة أندية الهواة لوازم ضرورية حتى تشجعهم ، دون أن

ننسى الدعم الكبير لمجال التأطير من خلال تشييد مراكز التكوين في مختلف المدن المغربية، وأيضا إقامة بطولات وطنية على مستوى مختلف

الفئات ، ولقد لوحظ حقا أن هناك تطور على مستوى المنتوج المقدم داخل البطولة وأنه ارتقى إلى مستوى يطمئن ، لكن على ما يبدو أن

الاحتراف لم يشمل بعد عدة جوانب أساسية وضرورية من بينها فرض شروط ضرورية تخص مسيري الأندية ، وكدا المسؤولين في لجان الجامعة ،

فلا يمكن الحديث عن الاحتراف بينما الجهاز الوصي يعيش على وقع الهواية والفساد وأنه مهما تم تحقيق من انجازات وإنتصارات على مستوى

ماتم ذكره أنفا ، فمع ذلك يبقى الاحتراف ناقصا ، مادامت قمة الهرم تبنى على أسس غير مثينة ...

وكمقارنة للتجربة المغربية مع تجارب عربية أخـرى يبدو أن النواقص التي يعرفها الاحتراف المغربي هي نفسها الايجابيات التي تميز الاحتراف في

بعض الدول العربية ، وخاصة دول الخليج. حيث نجد أن هناك وعي فكري وتوجه احترافي لدى المسؤولين يساعد على الولوج السريع لهذا العالم

خاصة مع توفر الأندية هناك على كل ما يلزم من أجل مسايرة خطط الاتحادات المحلية ، إلا أن التجارب كانت فاشلة وذلك عائد لعدم تجاوب

اللاعب المحلي الخليجي مع تلك الخطط ، على عكس البطولة المغربية حيث أن اللاعب المغربي حينما وجد أن مفهوم الاحتراف يوفر له تقديرا

واحتراما كبيرين ومكانة مهمة، تجاوب مع هذا المعطى وبدأ يقدم عروض قوية ، إلا أنه وفي تلك البطولات المشرقية الخليجية لازال اللاعب

المحلي لم يتغير شيء بالنسبة له. فقد كان ينعم في نفس القيم المادية والمعنوية حتى قبل ولوج الاحتراف ، وكان يتمتع بجميع الشروط ، وما

زاد من فشل التجارب هناك هو تغييب جانب التكوين داخل الأندية ، ومن جهة أخرى هناك بعض الأندية التي تهتم بتلك الجوانب لكن الطرق

وأساليب التكوين لا تتماشى مع ما يختزنه اللاعب الناشئ من موروث هاوٍ جدا ، دون أن ننسى رغبة الأندية في تحقيق النتائج بأسرع ما يمكن

معتمدين على المال الذي كان سببا في جلب ألمع النجوم في أقوى الدوريات العالمية ، وأفضل المدربين الأجانب وهذا بالذات ما يتعارض و

مفهوم الاحتراف ، فالمادة ما هي إلا وسيلة وليست أداة لتحقيق النتائج خاصة مع تطور المستوى الفني والتقني للكرة في هدا العصر ، وأصبح

من اللازم التخطيط على المدى المتوسط والبعيد .مستفيذين من تجارب عالمية ، كالتي قامت به أندية عملاقة كالمان سيتي وباريس سان

جيرمان بعدما وجدوا أن المادة لم تعد تعني الشيء الكثير.

فيما لو نقارن التجربة المغربية ببعض التجارب العربية في الشمال الإفريقي كمصر وتونس وحتى السعودية هناك في أقصى المشرق العربي

فهي تجارب مماثلة للمغرب لكن نسبة النجاح تختلف من بلد لأخر ، وذلك لإعتبارات عدة لاختلاف الأمور في هذه البلدان ومن تم متناقضات

الظروف التي يعيشها كل بلد على حدة ، فيما يمكن اعتبار باقي التجارب العربية الأخرى تجارب فتية بحيث أن العديد من البلدان لم تتخذ الاحتراف

منهجا إلا في السنين القليلة الماضية وبعضها قطع خطوات مهمة فيما مازال البعض يتخبط في مشاكل أقل ما يقال عنها أنها بدائية وساذجة

فبين فكر هاوٍ وآخر محترف هنا تتسع الهوة التي لا يجب أن تكون بهاته التجليات ، لكن الموارد المادية والقرب الجغرافي من تجارب عالمية هما

عاملان أساسيين في نحث صورة ربما ستكون قاتمة على البعض بينما هي بيضاء بياض الثلج على دول عربية أخرى ...

فمن منظورنا المتواضع لو تشابكت الأيدي وخطت لنفسها طريقا ، لكان الإحتراف العربي قيمة مضافة بالنسبة للإحتراف العالمي

فتواجد رأسمال وسيولة خيالة مع رصيد بشري ومواهب منتشرة ، كفيل بتحقيق زواجٍ لايمكن إلاّ أن يكون ربحا بدون خسارة بالنسبة للمشرق

العربي أو المغرب العربي ...

وحتى نمضي قدما يجب أن يكون الاحتراف العربي بشكل عام ينص على الصرامة في إدارة منظومة لعبة كرة القدم . بحيث يؤسس لعدة لوائح

منظمة للمسابقات الكروية وفق ضوابط وقواعد علمية معقولة ومنطقية مع فرض بعض الشروط الضرورية تتعلق بالبنيات التحتية لإنجاح ، وكذلك

تسهيل نشاط الأندية وفق تلك اللوائح على أن يتم أيضا الاهتمام بالجانب العلمي والتكوين الأكاديمي ، وذلك من خلال تأهيل الممارسين

والناشطين في الحقل الكروي ومن تم الفئة الناشئة حتى تكون خير خلف لخير سلف

إضافة إلى الإشارة إلى أهمية الاستثمار المعقلن في المجال الكروي الذي يجعل من المناخ والمحيط الكروي موضعا خصبا ، يسمح للمستثمرين

للدخول نحو هاته التجارب ، والإنفاق من أجل اللعبة ، وكل هاته الرؤية هي مجرد عناصر بسيطة يشملها مفهوم الاحتراف بينما النقاط الأساسية

هي الفكر الاحترافي الذي يجب أن نتبناه.. وعند الحديث عن فكر إحترافي صحيح فنحن نقصد المنظومة الكروية بأسرها التي يتشكل منها الحقل

الكروي بكل أركانه : أي المسؤول الذي يسير ، واللاعب الذي يزاول ، والمشجع الذي يتابع أو بالأحرى يستهلك ، فلا يمكن أن تتحدث عن

الاستثمار والتكوين الأكاديمي واللوائح ،،، الخ بينما المسؤول عن السيرورة الواعية للأسف هو شخص هاوٍ يسير الأمور بعشوائية وفي نفس

الاتجاه الذي يحتم السقوط السريع والأكيد في نفق مازالت لعبة كرة القدم العربية بشموليتها دفينة بين ظلمة أنواره .

فمن الواجب أن يكون لدى الممارس أي اللاعب فكر احتراف عالٍ وفعال، بحيث يكون واعٍ جدا ويعلم حقوقه من وجباته وأن يكون ملتزما نحو ناديه

وعمله.

وبـلا شك لا يمكن تجاهل دور المشجع والمتابع فهو جزء من هاته المعادلة فاندماجهم وكذلك التزامهم بما هو مطلوب ومنتظر منهم ، في إطار

مفهوم الاحتراف واجب وضرورة حتمية فشأنهم شأن باقي الأطـراف ، لهم واجبات وحقوق ولا يجب أن يقتصر دورهم على المشاهدة من بعيد بل

مشاركتهم ومساهمتهم في مشروع الاحتراف أمر لابد منه ومهم لأنه في كل الأحـوال يبقى المشجع هو المستهلك الأول لمنتوج هذاالمشروع

العملاق...

كل هـذا حتى يمكننا الوصول لنتائج مبهرة بعيدا عن العشوائية والتخبط الذي نعيشه وللأسف نحن نقوم بذلك تحت ذريعة مفهوم الاحتراف ، الذي

ظلم كثيرا في منطقتا العربية وأصبح بلا قيمة تذكر، والجميع يتغنى به وينسب نفسه إليه دون تحقيق أدنى الشروط المطـلوبة، لكن أملي وأمل

المشجع العربي أن يتحسن الوضع وتتطور الأمـور إلى مـا هو أحسـن مستقبلا وهدا حلم مشروع لكن يتطلب جهودا مضاعفة و تخطيطا على

مستوى عالٍ ورسم استراتيجيات طويلة الأمد حتى نحصد ثماره الطازجة، وطبعا لاشيء مستحيل وبالعمل والاجتهاد يمكننا أن نصل الى ما نـصبو

اليه ونحقق الأهداف المنتظرة والمطلوبة شريطة أن يتحمل كل طرف المسؤوليات القاطنة على عاتقه ، وأن يلتزم الجميع بإنجاح مشروع لايمكن

أن يبسط عبر مقالات مكتوبة على ورقة تسكن بين رفوف مكاتب بعض الإتحادات العربية التي زعمت أنها منحت للعبة فرصة نحو مستقبل باهرٍ

في الأيام القادمة، هكذا سيكون الاحتراف مجرد محطة سنعبر من خلاله الى مـا هو أبعـد بكثير ..

 # الاحـتـراف في نـسخه المـعربة #
بداية
الصفحة