رحلة في تاريخ مشاركات الأسود في الكؤوس الإفريقية السابقة "المباراة الأولى"
الكاتب : Zikomad
لطالما كان للتاريخ عبر الزمان معاني عميقة، فقد قيل أن الذي لا يتعلم من أخطاء ماضيه محكوم عليه بتكرارها. ارتباطا بهذا فإنه من المنطقي القول أنه ليس بمقدورنا اليوم فهم الدروس المستفادة من تاريخ مشاركة منتخبنا الوطني في الكؤوس الإفريقية، ما لم نعد للوراء لنفكك بعضا من تلك الرموز التي صاحبت هذا التاريخ، في محاولة قد تبدوا للبعض فاشلة، على اعتبار أن كرة القدم بكل أرقامها وإحصائياتها ليست بعلم تابت يخضع لإنضباط القوانين وصرامتها، فاللامنطق هو المسيطر على ماهيتها، ولايعدو شكلها الكروي أن يكون سوى صورة عن تلك الماهية التي لاتقبل السكون، فكل "منطق" هو ريحها الذي يوجه دفة التحليلات المرتبطة بها، ويبقى كل رأي صحيحا بالنسبة لصاحبه، وكل حقيقة هي كذلك بالنسبة لمن يراها أو يحسها...
رغبة مني في اكتشاف بعض من معالم هذا التاريخ، قررت البدأ بمعرفته أولا، وكي لا أتيه في جنباته الواسعة إتخدت لنفسي زاوية معينة منه، وتموقعت داخله انطلاقا من معلم محدد كي تتكشف لي بعض ملامحه من مقارنات بسيطة ، فطريق الرحلة في بعض الأحيان يكون أجمل وأكثر امتاعا من نقطة الوصول...
كان معلمي الذي حددته هو "المباراة الأولى للأسود" في مشاركاتهم الإفريقية، وكانت بوصلتي في هذه الرحلة، كي أصل إلى غايتي هي النتائج المحققة. لم أكن أحتاج إلى معرفة الشرق من الغرب، ولا البحث عن الشمال أو الجنوب، فهذه الإتجاهات لامعنى لها في رحلتي، كنت أحتاج فقط أن أعرف الفوز، والخسارة ، والتعادل فبوصلتي لن تعمل دونها...
بدأت تتكشف لي الأرقام، وفيها من المعاني ما فيها...وكي لاأسقط في إطناب الكلام، الذي يقتل كل قصة في بداياتها إليكم ماوصلت إليه في أفكار مقتضبة :
هذا ما أوصلتني إليه الإحصائيات والأرقام التي حاولت فيها إلى حد بعيد أن أربط بين مشاركاتنا في منافسات الكأس الإفريقية والنتائج المحققة استنادا إلى نتيجة المباراة الأولى من كل حدث شاركنا فيه...
وكاستنتاج، فيمكن القول أن تاريخ المباريات الأولى لأسود الأطلس يمكن أن يعطينا صورة عن نتائجه، فمن أصل 14 مشاركة نجد أن المغرب :
-> تعادل في 8 مقابلات (أكثر من نصف المقابلات) تمكنا من المرور للدور الثاني في 5 مناسبات منها، وأقصينا من دور المجموعات في 3 منها. -> المناسبات التي خسرنا المباراة الأولى فيها (3 نسخ) أقصينا من دور المجموعات. -> 3 نسخ عرفت فوز المغرب بالمباراة الأولى منها نسخة 2004، التي وصلنا فيها لنهائي وخسرنا أمام تونس البلد المنظم آنداك، بينما في النسختين الأخريتين (2008/2000) وضعتنا القرعة مع البلد المنظم خرجنا من دور المجموعات.
كل هذه الأرقام حاولت صياغتها للوصول إلى فكرة واحدة، وهي أننا اليوم مطالبون بالتركيز في المباراة الأولى، وعدم استصغار أي فريق خاصة حينما تضعك القرعة في مجموعة تضم المنتخب الممثل للبلد المنظم لتظاهرة من حجم كأس افريقيا وحسب الأرقام فإننا نعرف تاريخنا مع مثل هذه المنتخبات. والتاريخ لم يكن أبدا في صالحنا.
كل فرق المجموعة ستلعب مباراتها الأولى بقوة وتركيز، فهي تعلم صعوبة المجموعة، وأي بداية متعثرة قد تعني خروجا مبكرا من سباق المنافسة على بطاقتي التأهل، فواهم اليوم من يظن أن الرأس الأخضر، أو أنغولا موجودتان في الكان بالصدفة، وواهم أيضا من يعتقد أن هذين المنتخبين سيشدان الرحال لبلاد "منديلا" من أجل النزهة... المباراة الأولى للأسود مصيرية، ويجب النظر إليها كمباراة للحياة أو الموت...و فوز وحيد قد لايكفي، للمرور للأدوار المقبلة بل يجب تحقيق نتائج إيجابية في كل المقابلات الثلاث....
هذا ماقاله تاريخ المباريات الأولى للأسود، وهذا مآستطعت ان استخلصه من رؤيتي المتواضعة لهذا التاريخ في نتائجه، وانعكاساتها على مشاركات منتخبنا فهل ستحل بنا مرة أخرى لعنة " مجموعة البلد المنظم" ؟ أم أننا سنستفيد من ماض كانت بداياتنا في أغلبها متعثرة ؟
هكذا انتهت رحلتي في هذا التاريخ، وتلك كانت معالمها.
تحياتي
و
عيد مبارك سعيد
مصدر الإحصائيات الموجودة في الموضوع
|