التغييرات في وزارتنا و الجهوية الموسعة

الكل كان ينتظر بهوس ما ستسفر عنه التغييرات المرتقبة على مستوى المسؤوليات في وزارتنا ..و الكثير ممن كان يلوك هذا الموضوع في كل امكنة التجمعات ويتداولاها من باب استعراض امتلاكه اخر الاخبار حول هذا الموضوع...والبعض اسال مدادا لا باس به حول التكهنات المرتقبة للخريطة البشرية المستقبلية للمسؤولين المحتملين وصلت الى حد تخمين اسماء بعينها واسقاط اسماء اخري وفق ما جمعوه من معلومات حول اداأت بعض المسؤولين واخطائهم .....
وهذه الحراك المفرط في نقاش موضوع التغييرات يدل على الهم الذي يحمله موظفو القطاع اما من باب الحنق المهني الذي يخلفه لديهم مسؤولوهم المباشرون واما من باب ضرورة الانتباه الى كفاأتهم واما من باب ضرورة التغيير لاجل تحقيق التداول و تكافؤ الفرص..ونقاشه صحي للغاية اذ يمكن الجميع من طرح قضاياه في اطار تصور شمولي للموظفين كافة مع ضرورة تبني الية تقصي الكفاءة بمعايير متفق عليها مسبقا تخدم توجهات القطاع وتخدم السياسة الحكومية الراهنة
والجواب على سؤال متى يكون هذا التغيير؟ هو جواب لا يملكه احد...كل ما نقوم به جميعا هو اللهث وراء قراءة مؤشرات طفيفة يلقيها السيد الوزير بمناسبة او بدونها هنا او هناك اثناء لقاء صحفي او في تصريح مقتضب في سياقات اخرى..مما يدل على حرصه على عدم اعطائه اية تصريحات محددة حول موضوع التغييرات المرتقبة......لكنه في العديد من المرات يعطي اولوية اكبر للحديث عن موضوع الجهوية والتدبير الجهوي و تحيين العمل الجهوي وتقوية الاداأت اللاممركزة ...مما يدفعنا الى قراءة تصور السيد الوزير الذي يهتم اكثر بالتغيير الهيلكي التنظيمي اكثر من التغيير البشري...وهو تصور يتماشى مع توجه الجديد للدولة عموما والذي ينبني على ارساء الدعامات الاولى للجهوية الموسعة التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتبارها مشروعا جديدا لبنية سياسية جديدة لتدبير الشأن العام بالمغرب، يروم تطوير نظام الحكم اللامركزي في كافة القطاعات تمهيدا لتطبيق نظام الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.
و لكي تكون سياسة الجهوية في قطاعنا فاعلة وقابلة للتطبيق، وجب معه النفكير في ابتداع نمط جديد لتدبير مصالح قطاعنا المركزية وايضا لمصالحه الخارجية والتي من المفترض ان تقوم فيه وزارتنا المركزية بتفويض بعض من صلاحياتها للمحيط الخارجي في شكله المديري او الجهوي وخلق الآليات التدبيرية الادارية والبشرية معا اللازمة لذلك بما يسمح بإفراز مقاربة جديدة وفلسفة متقدمة لتدبير شؤون القطاع تصب في نهاية المطاف في اتجاه تطوير خدمة الشبيبة والرياضة عن قرب محليا وجهويا
لقد كان التصريح المباشر الذي خص به السيد الوزير بعض نشطاء الصحافة الالكترونية المهتمة بالقطاع جوابا فاصلا حول افاق التغييرات ..اذ صرح بضرورة التركيز على التغيير الهيكلي الذي يحقق هذه الجهوية اكثر من التركيز على تغيير المسؤولين ....وان فلسفة التغيير يجب ان يواكبها نطور في هياكل الوزارة ككل للاستجابة الى التصور السياسي العام اللا ممركز..وان تغيير المسؤولين لاجل التغيير فقط لا يعود على القطاع باية نتائج ايجابية...اذ ان الهيكلة الجديدة المفترض طرحها في افق بداية 2013 ستسمح وحدها باعادة ترتيب المسؤوليات وتنويع المهام في اطار مديريات جهوية تربطها بالادارة المركزية علاقات عقدية واتفاقات اهداف بموجبها يكون التقييم العام لاداأت المسؤولين...
بعد التوفر على الجواب ..حول النغييرات المحتملة......التي ستتجه حتما عاجلا او اجلا الى اعتماد نظام المديريات لتدبير الشان الجهوي للقطاع بصلاحيات جديدة ...ولاغناء النقاش وتغذية هذا التصور نطرح العديد من الاسئلة الذي نود مقاسمتكم في طرحها باعتبارنا مهنيو القطاع وفاعلوه لبناء تصور موحد نراعي تنوع تخصصاتنا ونراعي فيه تنوع انتماأتنا المجالية و البيئية والاهم الجهوية في وضعها الراهن الذي يعرف سوء توزيع الموارد البشرية حسب اختلاف مغرب العمق ومغرب الرباط وما جاورها

الى اي يمتلك مهنيونا مشروع الجهوية الموسعة معرفة وكفاءة وخصوصية؟؟؟؟
هل اعتماد الجهوية هو مجرد اجراء اداري و تقني ام هو توجها متميزا لتطوير هيكل قطاع الشباب و الرياضة ؟؟؟؟ استنادا الى راي جلالة الملك الذي أكد في خطاب سابق أن الجهوية الموسعة المنشودة ليست مجرد إجراء تقني أو إداري بل توجها حاسما لتطوير هياكل الدولة والنهوض بالتنمية المتكاملة ،
كيف سيتم توزيع الموارد البشرية القليلة التي يتوفر عليها قطاعنا و المتمركزة اغلبها في مناطق معينة دون اخرى مع شح العدد اجمالا على مستوى المديريات طبقا للنظام الجهوي الجديد؟؟؟؟
ما هي اليات تطوير الاداأت لدى المسؤولين والموظفين في اطار الوضع الراهن الغير العادل في توزيع اعتمادات الاوراش و الانشطة و البرامج بشنى اشكالها؟؟؟؟
أي صلاحيات مركزية يمكن تفويتها الى طبيعة اللاتمركز حتى يتسنى للجهوية اداأ افضل لاختصاصات الادارة المركزية؟؟؟؟
اظن الاسئلة متعددة في الوقت الراهن...اذ ان أي تغيير مهما كانت درجته يسبقه ترقب بالغ من قبل كافة المهنيين وكافة الفاعلين ...ويشكل ترقبا مرضيا ايضا لبعض المسؤولين الحاليين الذين يمكن ان يشملهم موقف تعزيز موقعهم او اسقاطه.. وهما حالات عادية ستفرزها عملية التغيير لا محالة...
فهما تغيرت المواقع وتبدلت المهام ..يبقى التحدي الحقيقي مستقبلا هو خوض تجربة التدبير الجهوي في قطاعنا و الذي يمكن ان تكون احد اسباب اعاقته الاولى ضعف الموارد البشرية وشحها مستقبلا خصوصا في المغرب الاكثر عمقا جغرافيا....
هذا التحدي يدعونا الى التفكير عميقا في الطرق الناجعة لتحقيق الجهوية الموسعة الناجحة في شكل مديريات والتي نادى بها صاحب الجلالة وتوافق عليها الراي العام السياسي منه او الاجتماعي او الاقتصادي أسوة بقطاعات اخرى سبقتنا في تطبيقها مثل الفلاحة و التعليم وغيرها .....
اننا بتفكيرنا المشترك جماعة كموظفين لهذا القطاع نستبق ونحدد مكامن الخلل و المعيقات التي يمكن ان تعيق انجازنا لهذه الجهوية ...فطرح الاراء والاقتراحات كفيل في رسم جيد لخريطة الجهوية المحتملة في قطاعنا....
خلاصة ان موضوع التغييرات في قطاعنا ما زال موقع اهتمام من الجميع ..الا اننا دوما نفكر فيمن سيذهب وفيمن سيأتي ..و لم نفكر يوما باي صيغة سيذهب وباي صيغة سياتي...وبالتالي دوما سنجتر اخطاء المسؤولين دون ان نرجيء الى ان بعض اخطاء هؤلاء قد تاتي من الشكل الهيكلي الذي مازال قطاعنا سائرا فيه رغم التحولات التي تشهدها قطاعات اخرى لتطوير نفسها شكلا و مضمونا ...