السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله ، فزنا ، انتصرنا اقنعنا و تاهلنـا وقد تكون الـ 48 ساعة السابقة حـق مشروع لنا للفرحة وللتهليل خصوصا اننا تخلفنا في الذهاب بنتيجة كبيرة وكنا قاب قوسين او ادنى من التوديع الشيء الذي لم نكن نتصوره و كم كانت ستكون الحسرة كبيرة ول راينا قرعة الكـان القادمة و نحن لسنا متواجدين او حرمنا من اجوائها ، على العموم كما قلت الفرحـة حق مشروع ، لكن هذه الفرحـة يجب ان تكون بنهاية ، ففي العديد من المرات اطلقنا فرحـة ببداية لكـن النهاية الخـاصة بهـا كانت مفقودة ولـم نجدها الا بعـد تلقينـا الصدمات تلو الاخرى ، السنين العجـاف مرت طويلة لكن جاء وقت التغيير حقا ، نحن في مرحلة انتقالية حاسمة ، لذلك يجب علينا ان نغير العقليــة لكي نحافظ ما بقي لنا من ماء وجه ولنتوجه نحو الامام ، لكـن قبل كل هذا ، علينا ان نوعي انفسنـا كي لا نقع في الفخ من جديد ، لقد وقعنا في الفخ مرة سابقة والجميع ربما يعرف مغزى كلامي حيـث دخلنا في ثوب البطـل الذي لا يقهر لكننا خرجناالقط الوديع الذي تعرض للدعس من طرف الخصوم الا ما ستـر الله ،بقدرة قادر منحتنـا الفرصة الجديدة  للتعبير على ان عقليتنا تغيرت وعلى ان الفخاخ لـن تكون بالدقة اللازمـة لكي نقع فيهـا ، الفرحة الاكثر من اللزومية والغياب عن المنطقية والاتسام بالعـاطفة و الانسياق وراء ميسيسيبي الصحافة السابق حول كولنا ذاهبون لاقتناص الكـان جعلنا نضرب في غابات الامازون من صدمات الخروج المبكر فلماذا لا نصنـع افاست او افيرا لهـذا الفيروس الذي ينتشر في حاسوب الشعـب المغربي وهو النفخ الاكثـر من اللازم و الذهاب بعقليـة اعتلاء صدارة كل شيء كان الكان كانت من زمـن ملكنا و نحن لـم نفز بهـا الا مرة يتيمة ، نقاط عديدة تستحق الطـرح ، لكن الجميـع يجمع على ان الفخ الذي وقعنا فيه المرة السابقة ليس علينا ان نقع فيه مجددا ، كان 2013 من امامنا و كان 2012 من وراءنا وشتان بين المرحلتين ، لكن هنالك نقط تشابه بينهما كذلك قد تجعلاننا نقع في الفخ .

فوز مدوي على الجزائر برباعية تاريخية في ملحمة السبعة رجال في ملعب الرباعيات مراكش ، تعادل سلبي مع ايفريقيا الوسطى ثم ثلاثية مدوية ضد تنزانيا جعلتنا نفرع علم كومباك افريقيا نحـن قادمون وعـائدون مجددا لكننا لم نعد من اجل شيء بل عدنا ليهان تاريخنا الكروي ونعود خاليي الوفاظ بكل صراحة .. لقد وفعنا المرة السابقة في الفخ ، كانت لفرحتنا بالتاهل بداية لكـن بالمقابل لـم تكن لها اية نهـاية تذكر الا بعد ثلاثية الغـابون التي قضت على جميـع آمالنا في ان نتعدى الدور الاول المشؤوم الذي لم يكتب لنـا تعديه منذ 2004 بل لم نستطـع زيارته حتى في احدى السنوات الكبيرة من ناحية الاخفاقات وهي سنة 2010 التاريخية .. صراحة وبعد كل تلك القتامة و التكتل الذي عانيناه في الكرة الوطنية و المشكل تلو المشكل مبارتي تانزانيا والجزائر كانتا الفيصل الذي جعلنـا نطلق العنان لفرحتنا ونحرر طـاقة رهيبة من التامل و التفـاءل ، بالطبع التفاءل مشـروع لكـن يجب ان يكون بالقياس ، للاسف اجتمعت الظـروف لكي توقعنا في تلك الفترة في الفخ ،فماذا كانت الفائدة المرجوة من شعارات مثل " واحنان وا هاد العام نجيبو الكان " إلى ما غير ذلك؟ غيريتس لم يبعنا الوهم بل نحن بعناه لانفسنـا فكيف نصدق كـلام شخص دخل ايفريقيا قبل سنة فقط ؟ ولم يعش ما عليها من اجواء ولم ير خبثهـا الكروي و طريقتها في شراء المباريات حيث ان منتخباتها تقوم بالغالي والنفيس من اجل الفوز و تحقيق المجد وارضاء جماهيرها .. لقد وقعنـا في الفخ حقا .

الصحافة استغلت هي الاخرى فترة النشـوة التي كنـا نعيشها ليطلق البعض العنان لاقلامه في محاولة لاستنزاف حماس الشارع و غيوري الشان الكروي في البلاد من اجل الربح المادي وتسويق منتوجهـم و مقالاتهم الصفراء و لم نطلق على صحافتنا الموقرة الصحافة الصفراء من العدم وهـم السبب الاول في بيع الوهم لنا ، فكيف صدقنا اننا قادمون لانتزاع الكـان حقا ؟ الم نكن نعرف ان العديد من الاشياء كانت عالقة امامنا ؟ كيف تجاهلنا معسكر ماربيا ومواجهـة فرق اوروبية مثل بازل ونحن كنا محتاجين للاستئنـاس بالاجواء الايفريقية ؟ هنا يكمن المشـكل ، كنا نرى الوهم باعيننا وندرك خطورتـه لكن فرحتنا و تحمسنا للكـان جعلنا ننساق نحـوه و نحن مغمضيـن اعيننا ، كنا نعرف ان صحافتنا صفراء و ان العوامل والتقارير لم تكن تبشرنا بالخير لكن عقليتنا وغريزتنا الوطنية جعلتنا نقتنـع حقا باننا ذاهبون لاقتناص الكان .. فماذا كانت النتيجة ؟ الصدمـــــة .. المشكلة ان تحمسنا وثقتنا الزائدة هذه لم نتسم فقط نحـن بها ، بل مررناها الى لاعبينا بدون ان نعلم فكما نعرف هم مطلعـون بشكل تام على اراء الشعب المغربي لمشاركتهم في الكـان ولولم ندخل بثوب البطـل لما عانينا من النفخ الاعلامي الكبير ولا عانينا من الثقة الزائدة التي عرفتها نفوس اللاعبين ولربمـا راينا اشياء اخرى ، تجاهلنا العمل القاعدي و بدانا بالتهليل بالفوز برباعية الجزائر وثلاثية تنزانيا كاننا حققنا كاس العالم بها وطلبنا عدم التشاؤم لكننا في ذلك الوقت لم نكن نتفاءل بـل كنا نفرط في التفاءل و نفرط كثيرا وكثيرا الى ان استفقنا من الحلم الجديد الى الواقع والحياة المعـاشة المرة .

كيف لا نقـع الفخ ؟ هذا هو ما يجب علينا ان نناقشه فبعد كل شيء وقوعنـا في الفخ كـان من الماضي ولا يمكننا ان نجعل الماضي يسيطر على الحاضر ، لكن اتمنى من السيد رشد الطاوسي ان لا يقع في الفخ هو الاخر و ان يصيب جميع مكونات المنتخب الوطني الغرور ، وارجوا اقامة مباريات وديـة فنحن على بعد شهرين او ثلاث مـن الكان التي ستنطلق في 19 يناير وكم هو قريب هذا التاريخ ، نطالب بمباريات ودية مع منتخبات ايفريقية في اجواء مختلفة للاستئناس بالادغال ، نطالب طكذلك بعدم تجريب الف او الفي لاعب بل الابقاء على التشكيلة المستدعاة مع اضافة بعض التغييرات الطفيفة جدا ، فلا نريد الوقوع في فخ اخر وهو تجريب عدد كبير من اللاعبين لان التجـانس المخلوق بينهم اهـم من تغييرهم حسب العطاءات فيمكن للاعبين متواضيعن متجانسين ان يعطوك اكثر مما سيعطيك 4 من ميسي غير متجانسين .. لكن وماشاء الله يبدو لي السيد رشيد الطـاوسي واعيا وملما بكل هذه الامور فكما راينا في تصريحاته هو واللاعبين فلم يذكر ابدا توجهه الى الكان من اجل الفوز باللقب او مرتديا ثوب البطل انطلاقا من مباراة الموزمبيق فقط بل تكلـم بشكل جد منطقي ، هذه المنطقية ربمـا ستكون من العوامل التي سوف تجعلنا نحقق شيئا مافي هذه الكان .. كاس ايفريقيا قريبة ، فترقبوا مقالات جديدة من الصحافة و افخاخ جديدة منها لتستغل حماسنا وتحمسنا للكان لكي تطلق العنان من جديد لاقلامها ، نريد محاربة هذه الاشياء بشكل كبير ولا نريد من مقالات و كتاب الجرائد ان يكونو الانبياء الذين ينزلون الكتاب المقدس الذي لا يمكن نقاشه ، ان كنت اطالب بكـل هذا التشديد وبكل هذه الحيطـة والحذر ، فهـو من أجل شيء واحد ، كــــــــي لا نقــــــع في الفـــــــخ مجـــددا .. فلـــقد هرمنـــا حقـــا .

اخوكم عصام