السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبـر ، انتم الاسود ، كنتم اسودا ، استاسدتـم يا رجال ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، فرحـة لا توصف .. صراحة كنا نحتـاج هذا التاهل ، كنا نحتاج هذا الاداء ، كنـا نحتاج هؤلاء اللاعبين ، كلنـا نحتاج هذه الروح الوطنية ، كنا نحتـاج هذا الجمهور ، كنـا نحتاج هذا الاداء ، كنا نحتـاج هذا الفوز ، مــع الطـاوسي نستطيع ، شعارنـا الذي رفع و رفعتـه شخصيا منذ القديم ، وبالفعل ، مـع الطاوسي استطعنا ، الله اكبر ، رباعية مدوية ، رباعية كبيرة في ملعب الرجال ملعب الرباعيـــــات و ملعب الملاحم إنه ملعب السبعة رجـال ، كنتم اسودا ، كنتم اسودا ، الله اكبر .. قد ابالغ في الوصـف ، لكن صراحة 2-0 ذوبت آمالنـا في التاهل ، ذوبت امالنا في المرور ، حرمتنـا من جنوب ايفريقيا ، لكـن مع الطـاوسي واسوده لقد استطعنا ، لقـد استطعنا ، لقـد استطعنا نعـم ، الله اكبر .. عفوا على هذه الروح و هذه الفرحـة ، لكننا نستحـق كل هذا ، الرجـال فعلوها ، الرجال فعلوها ، الرجـال فعلوها .. الله أكبــــر . دعونا من الفرحة ، دعونا من التهليل ، فلنحلل الآن ما حصل في المباراة ، دخل الطـاوسي بتشكيلة لم يتم توقعها ، المياغري في حراصة المرمى ، بنعطية ، عدوة ، بلخضر بركديش في الدفاع ، الاحمدي ، خـرجة و بلهندة ، اما في الهجوم فكـان هنالك العربي وبرادة وعقال ، تشكيلة قد لم تستحسن البعض ، لكنها فعلتها ، حققت المصبو اليه ، حققت المرجو اليه ، وحققت الهــدف ، بل هم اربعة اهداف ، شكرا لكـم لقد كنتم رجالا .
45 الف متفرج او اكثر متحمسـة ، اقتنت تذاكرها و عرجت الى مراكش من جميع ربوع الوطـن لمساندة النخبة الوطنية ، بداية المقابلة كانت صعبة ، وصعبة جدا ، الموزمبيق لعبت بجدارين دفاعيين صعبا من مهمة المنتخب المغربي ، لكن اللاعبين حاولوا تدارك هذا ، وبالفعل ، كان هنالك هجوم للمنتخب الوطني ولو انه ليس بالشكـل الكبير والمطلوب ، واتيحت لنـا بعض الفرص لكننا لم نـسطع استغلالها ، أهمها فرصة العربي التي انفرد بهـا بالحارس فضيها برعونة ، هذه الكرة اعادت لنـا ذكريات المقابلات السـابقة لما كنـا نضيع ثم نستقبل ، لكن الرد من العربي جاء سريعا ، تمريرة عرضية في قرابة الدقيقة الـثلاثين ، استقبلها برادة بالراس في منطقة العمليات حرا طليقا ووضعها في الجانب الايسـر لحارس المنتخب الموزمبيقي ليدون الهدف الاول ، باقي دقائق الشوط الاول كانت رهيبة على الموزمبيق ، وحماس الجمهـور جاد من جحيم الافاعي السـامة التي دخلت اجحارها في هذه المقابلة ، وساتطعنا الانفلات من شبح التعادل السلبي في الشوط الاول و خرجنـا 1-0 فكـان املنا كبيرا جدا في التاهل .
الشوط الثاني ، رشيد الطاوسي يقوم بتغيير ، وهـو خروج اللاعب العقـال الذي كان شبه تائه في الشوط الاول رغم تحركاته ، ودخول السعيدي دينـامو المنتخب الوطني ، هذا التغيير اعطى اكله ، بداية الشوط الثاني كـانت ملحمية ، مد بشـري رهيب للمنتخب المغربي و الموزمبيق تلقت اللعب ، المحاولات تلو الاخرى ، رعونة العربي للاسـف ضيعت علينا كرات عديدة و عديدة احداها ظنناها في الشباك ، وتردد خرجـة في التسديد ضيع علينـا الهدف الثاني ، كرة طائشة من الدفاع الموزمبيقي يدفعها برادة امامه في انفراد امام الحارس ليتلقى عرقلة ، الحكـم اوفى حقه , واعطانا ضربة جزاء ، بعد ان عانينا من مسلسل التمثيل من " الافاعي الموزمبيقية " ضربة جزاء تاتى لهـا خرجة بالنجـاح فسجلنا الهدف الثـاني وسط فرحة عارمة في مكونات الفريق الوطني وفي الجمهـور كذلك ، ولنعيد المقابلة المتوكنـة من 180 دقيقة [ الذهاب والاياب ] إلــى نقطة الصفر ، الامور لم تتوقف عند هذا الحد ، بل تواصل المد البشري الرهيب للمنتخب المغربي ، ورعونة العربي الذي ضيع الكثير والكثيــر ، واحداها من مقاسية من السعيدي الشباك كانت فارغة لكن انزلاقة العربي ذهـبت الى العـارضة ، لنواصل المقابلة ونحن متخوفين تارة من ضربات الجزاء ، وتارة مـن هدف مفاجئ للموزمبيق .
تواصل المد ، وتواصل التمثــيل كذلك ، الموزمبيقيين استماتوا في تضييع الوقـت و في تكسير اللعب خصوصا من جـانب احد مهاجميهم و الحـارس الاسطوري الذي لم يفعل شيئا في المباراة سوى ابهارنا بقدراته السينيمائية و عـرض الـ Replay بالعرض البطيء لكل ضربة مرمى ، الموزمبيق حـاولت التسجيل ، وكادت ان تفعل ذلك ، في ظل الاكتساح البشري الرهيب للمنتخب الوطني في منطقة الخصم ، لكـن تغطية عدوة و بنعطية و كوفيرتيـر بلخضـر الناجحة وكذلك ثقة المياغري و تدخلاتـه و اعطائه تسييرات للاعبين للانتشار جيدة في رقعة الميدان ، المحـاولة تلو الاخرى ، هكذا كان العنوان ، الضغط الرهيب للمنتخب الوطني تواصل وتواصل ، والجمهـور كان " مزعزعا " لقـرعة الميدان وادى ما عليه هو الاخر ، الدقيقة 69 ، تغيير انطولوجي باخراج بلهندة و ادخـال السريع جدا امرابط ، قد لا يكون بلهندة راضيا على التغيير ، لكنه لم يتفاعل مـعه بغضب كبير .. دخول امرابط اعطى اكله هو الاخر ، السعيدي في جهتـه " دار الروينة ف العوينة " مراوغات كبيرة جدا و تمريرات محسوبة بالميليمتـر للاعبين ، ولولا الحظ العاثـر لسجلنا ، ياجور اخذ حقه من الكعكـة ايضا ، فبعد اصابة الاحمدي ، اراد الطاوسي ان يلعب الكل في الكـل وان يجعل من المباراة ملحمية ، فاقحم راس الحربة الثــالث .
المـد البشري كـان مميزا ، الدقيقة 80 ، آخـر 10 دقائق كـانت جد مصيرية ، تعودنـا مع غيريتس ان مثل هذه الدقائق الاخيرة تعرف تلخبطا كبيرا في الصفوف البشرية للمنتخب الوطني ، لكـن اللاعبين لعبوا برزانـة و سط تعليمات كل من السيد الركراكي ورشيد الطـاوسي ، الدقيقة 85 ، السعيدي بمراوغة رائعة يضع تمريرة مميزة لبركديش في الجناح الايسر ، بدوره يرسل عرضية مميزة جدا للعربي الذي وجـد نفسه وحيدا امام شباك فارغة بعد سوء تقدير الحارس ، فلم يجد شيئا من غير اسكانها في الشبـاك ، ليجعلنـا نفرح بالهدف الثالث ، التأهل صار في ايدينا الآن ، لكـن انتظر ، مسرحيـات الموزمبيق التي عانينـا منها ستجعلنا نلعب 11 دقيقة اضافية لان الوقت البديل سيكون طويلا جدا ، ما علينا ، بعد الهدف الثاني خرجت الافاعي من جحرها اخيرا واصبحت تلعب الهجوم و الكل في الكل ، وصراحة كنت كمـا البقية اتخوف من هـدف للموزمبيق ، وانا كاد قلبي ان يسقط وفشلي المـا ف الركابي كيف لا و انا ارى الكرة تتراقص في عرضية الى منطقة 18 الخاصة بنا و 3-1 ستقوم باقصائنـا وستجعلنا نودع الكـان .
بتقدمـهم الى مناطق المنتخب ، لـم يستطع الموزمبيقيون تأميـن المناطق الدفاعية ، وبوجود لاعب سريع كامرابط و لاعب زئبقي كالسعيدي وقناصين مثل ياجور والعربي ، المهمـة كانت سهلة لتسجيل الرابع ، احدى الهجمات المرتدة التي تلقاها السعيدي غير بها الاتجاه نحـو الجهة اليمنى ، امرابط تلقى الكرة بسرعته المعهودة و انفرد بالحـارس وسط وجود مدافع وحيد و 3 مهاجمين ، أمرابط كـان امام خيارات كثيرة جدا من التسديد او التمرير او المراوغـة ، فاختار الحل الاول ، ووضـع الكرة بشكل ممتاز في الجهـة اليسرى للشباك ، لتنطلق الافراح ، نضمـن التاهل ، نحتفل ، ونقول مرحبـا بك يا كان 2013 ، TAWSSI YES WE CAN ، الفرحة انطلقت ، الموزمبيق انهارت ، الدقيقة 95 ، اخيـرا ، صافـرة الحكم ، التأهل المنطقي ، التـاهل الكبير التاهل الرهيب و المستحق ، المنتخب المغربي اثبت كفاءتـه ، والطاوسي رد على كـل منتقديه ، نعم ، نحن في الساوث افريكا 2013 ، نعـم سوف نستطيع زيارة الملاعب التي احتضنت كاس العالم ، نعـم الطـاوسي استطاع ان يخلق الانسجام بين اللاعبين ،غـابت الانانية ، غاب انعدام التركيز ، غـاب الضغط المسلط على اللاعبين الذين جهزوا نفسيا بشكل كبير ورائع لا محترفين ولا محليين ، استطعنـا ان نتاهل و الحمـد لله .
في تحليل آخـر ساقول وبكل فخـر ، الطـاوسي تعامل بشكل رائع و كبير مع اطوار المقابلة ، السعيدي كان رجـلها بكل تاكيد ، دخوله في اول الشوط الاول و بالضبط في الدقيقة 45 أعطـى المد والدعم اللازم للمنتخب الوطني ، فبدل ادخال السعيدي في آخـر الدقائق او الدقيقة 70 مثلا ، ادخاله في ذلك الوقت كان اختيارا موفقا من الطـاوسي خصوصا بتغييره باللاعب عقال الذي لم يقدم الكثير في الشوط الاول ، مصيرنـا كان بايدينا ، وامرابط دخل في وقت مميز ايضا وفي الدقيقة 64 بالضبط ، وهذه نقطة تحتسب للطـاوسي ، لانـه لم يخشى خصوصا بعد اصابة الاحمدي ، كم كان صعبا اللعب ب 3 رؤوس حـربة لكن الطـاقم التقني تعامل مع شكـل رائع والمباراة سـارت في اتجاه واحد ، شبكـــة الموزمبيق .. اللاعبين لـم يقصروا ايضا ، وكانوا مفعمين بالوطنيـة وظهر ذلك جليا على تحركاتهم و الكل كان يضع الثقة في النخبة الوطنية من اجل تحقيق المطلوب ، نعـم استطعنا ان نحول تخلفنا من 2-0 ، الى تقدمنا بنفس النتيجة بين مبارتي الذهاب والاياب ،ملعب الرباعيات و ملعب المـلاحم كـان شاهدا على هذه المقـابلة التي ساعتبرها افضل مقابلة للمنتخب في هذه السنـة بدون منازع .
رسالة شكر ، ساوجهها للجميـع ، شكرا للـ 45 الف التي حضرت من الملعب ، كنـا نعيش ظرفية صعبة جدا ، كنا متخلفين بهدفين ، لكـن الجمهور وضع ثقته في اللاعبين ، وحج بكثافة من جميـع اصقاع البلاد ، مـن طنجة الى الكويرة ، ملـؤوا الملعب ، كـانوا رجالا ، حتى في ظرفية صعبة عشناها في المقابلة ، وحتى بعدم ادراكنا للمرمى في اول 30 دقيقة ، تواصل الدعـم ، تواصل التشجيع ، تواصلت الزعزعـة وتواصل الزهـو ، رسالة شكر ، ساوجهها لكـ يا رشيد الطـاوسي ، ساوجهها لكـ يا اسد ، الطاوسي جـاء في ظرفية تاريخية من ناحية السنين العجـاف ، امتداد لكان 2006 - 2008 - 2012 ولعدم زيـارة كاس العالم بطريقة غريبة ، الطـاوسي جاء في ظرفية كنا فيها شبه مقصيين ، جاء في ظرفية كـان فيها الجمهور ثائرا وكان هنالك ضغط قد يولد الانفجار ، لكنه تعامل بشكل مميز مع هذه المقابلة ، في اول مقابلة رسمية مصيرية لـه ، استطاع اعداد اللاعبين نفسيا وبدنيا ، واستطـاع التعامل بالشكل المطلوب مع هذه المباراة التاريخية . رسالة شكر سوف اعطيها للجاهز الفني كاملا ، من معدين بدنيين مدربي الحـارس ، الركراكي و حتى المعدين النفسيين ، الكل يستحق الشكلو الكل تظافرت جهوده من اجل الفوز ، رسـالة الشكر ساوجهها للاعبين ايضا ، قدموا ما عليهم ، قدموا المطلـوب ، ارونـا وطنيتهـم ، ارونا انهـم اسود ،شكرا لكـم جميعا ، الحمد لله والله اكبــر ، لــــقد كنـــتم رجـــال ... TAWSSI YES WE CAN .
اخوكم عصام