الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات

 أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. وبعد . .  

انتهت النسخة الأولى من البطولة المغربية المحترفة تزايدت المواضيع التي ركزت على إحصائيات و تحليل لمردود فرقنا الوطنية,  تحاليل لم تغطي نقطة مهمة تبقي رهينة شعارات و خطابات دعائية, إنها الروح الرياضية...

شهدت النسخة الأولى عدة خروقات خاصة من أعمال عنف و شغب, حالات سقط فيها عدد من القتلى من شباب الجماهير, و جرحى كثر لا نتوفر حتى على عددهم بالضبط, شباب آخرون كان في الأغلب طلاب أو موظفين إلي أصبحوا نزلاء في مختلف سجون المملكة...

حروب تنتهج سياسة و خطط العصابات المسلحة, جعلت من الأسلحة البيضاء عتادها, و من الحجارة قذائفها,و من الجماهير المنافسة أهدافه, معارك حولت الملاعب و الشوارع المحيط به إلي ساحات حربية, يمنع الاقتراب ساكنة المدينة منها, أو حتى فتح المحلات التجارية القريبة منه...

تجاوزات أخلاقية, تجاوزات قانونية, و المتهم هم جماهير رياضية منحرفة, جعلت من الملاعب ساحة لتناول الحبوب المهلوسة و احتساء الكحول, بل حولت المدرجات إلي أماكن لسرقة...

فصائل متناحرة و لأسباب تافهة, هناك حروب سببها قطع بلاستيكية, و هناك حروب بين المتنافسين تحت شعار حب الفريق و تأكيد قوة جماهيره, هناك أيضا غزوات تسعي لتحدي المنافسين في مدنهم و استفزازهم لإشعال الفتن و الحروب...

في الخرجات الاعلامية لبعض هذه الجماهير يرفعون شعارات تعطي لك صورة مغالط للواقع, فهذا يصف جماهيره بالمتحضرة و شعارها هو الروح الرياضية و احترام الخصوم, و الأخر يذكرك أن الكرة فوز, خسارة و تعادل و هذه أمور مسلمة و تحترمه جماهيره, و هناك من يدعو الي عدم الإساءة للمنافسين, و عدم التلفظ بالكلمات الجارحة اتجاه الخصوم....

مجرد شعارات هدفه تحسين صورة الجماهير الكروية, أما الدولة فهي تعاني أيضا من هذه الظاهرة فالمخلفات المادية و سمعة البلد أصبحت على المحك, خاصة و أننا مقبلون على تنظيم منافسات عالمية و قارية تتطلب أعلى مستويات التنظيم, لكن جل تحركات الدول تقتصر على فرض العقوبات الزجرية. و هذا ليس بالحل الناجع لوضع حل لتفشي هذا الورم الخطير, فالمشكل هو مشكل عقليات و ضعف الوعي الجماهير, فالدولة و الفرق الوطنية عبر اتحاد الكرة, مطالب الي التحرك لإجراء دراسة معمقة لهذه الظاهرة, دراسة يتولى فيها البحث أخصائيين نفسيين, اجتماعين, و عدليون, قد يتحفظ البعض على الشق الزجري لكنه مهم جدا, و الهدف هو تنمية فكر الروح الرياضية و احترافية الجماهير لتساير احتراف الكرة...

الكرة و الرياضة بصفة عامة وسيلة ترفهيه, هدفها خلق المتعة و الاستفادة, هدفها خلق صدقات خاصة و أنها تعرف تجمع أناس من مختلف التوجهات و الآراء, و الهدف الاسمي هو الابتعاد عن التعصب و نشر قيم التآخي و المودة...