السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بينما نحن نناقش ما قد يدخل به الطاوسي في مباراة الاياب ، لا يخلو الامر من نقاشات حول احدى الركائز الاساسية في المنتخب الوطني ، وهي حراسة المرمى ، حراسة المرمى هذه صـارت موضوعا شائكا او بالاحرى موضوع السـاعة الذي يختلف الكثيرون فيـه و تتعدد آراءهم حـول من هو قلب الاسد و مـن هو هذا الحـارس المناسب الذي سوف يحمينا من هدف اذا سجل سيكون صدمـة قوية و قوية جدا .. الاسمـاء تنحصر في 3 معروفة لدى البديهـة والعامـة وهي نفسها التي نادى عليها السيد رشيد الطـاوسي : نادر المياغري ، عزيز الكيناني ، انس الزنيتي . نادر المياغري الملقـب بالعنكبوت الودادي الاحمـر كبره في السن لم يمنعـه من التالق لكن بعـض اداءته الحالية صارت تطـرح بعض علامات الاستفهـام و تغلغل الشـك من اليقين في عقول عشاقه والذين يؤمنون بانـه حارس العرين الاجدر والاحق بحمل مشعل المباراة ، عزيز الكيناني بـزغت موهبته مؤخرا رغم سنه الكبير ايضا مع الحمامة البيضاء وتالق كثيرا في الدوري المغربي ، لكن مع اول فرصة لعزيز في المنتخب تكبدنـا خسائر فادحة وهي هدف ساذج جدا قد يكلفنا الغالي والنفيس في مباراة الاياب ، الكيناني نفسه اندثر مستواه مع المغرب التطواني وصار في تراجع مستمـر فهـل هذا سوف يؤثر على فرصته ؟ آخر خيار للطاوسي سيكون الشاب انس الزنيتي ، قامته القصيرة جعلت السيد ايريك غيريتس يستبعده من مفكرته ، لكن عطاءه المتميـز مـع الماص في الكاف و الدوري و كاس العرش جعـل الجميع يؤمن بقدرات هذا الحارس وكونـه خلف السلـف الافضل والابرز ، الان الزنيتي صار مطلبا شعبيا في مباراة الموزمبيق ، لكـن الكلمة الاولى والاخيـرة سوف تكون لرشيد الطـاوسي باذن الله ، فقبل الحكم ، دعونا نحلل ونتـوقف عنـد وضعية كل حارس على حدة .

نادر المياغري ، العنكبوت ، قدم لكرة القدم الوطنية الشيء الكثير لا مع المنتخب لا مع الوداد البيضاوي ، لكن الغريب في الامر انه لم يفز مع المنتخب الوطني باي لقب ، بل على العكـس منذ انظمامه اليه وحالته في اندحار مستمر ، لكن هل المياغري هو السبب ؟ اولا كي تحصل على حارس قوي عليك ان تجد دفاعا قويا ، فهل كان المياغري سيستقبل تلك الاهداف التي يستقبلها مع المنتخب ومـع الوداد لو كـان لديه دفاع ؟ الغريب في الامر ان اغلب الحـراس يستقبلون اهدافا اسوء من اهداف المياغري لكن الميـاغري يظل دائما محط انظار فاية هفوة لـه في الوداد تجد لها اعينا راصدة تنهال عليه بوابل من الانتقادات كانه الحـارس الوحيد الموجود في هذه البلاد ، يا سادة لو نراجع العديد من الاهداف التي تلقاها المنتخب سنـجد ان الميـاغري لا يتحمل فيها المسؤولية الكاملة بقدر ما يتحملها البقية ، بل على العكس فالمياغري حمانا من العديد من الاهداف التي كانت قد تكون مصيرية ، وقد تكون النقطة التي تفيض الكاس وتخرجنا من التنافسية كاملا ، كما هو الشان يوم مباراة غامبيا ، العائق السني لا يعـد عائقا ابدا ، ومن العار تسميتـه بالعائق فجميع الحراس ازدياد عمرهم لا يزيد الا في عطـائهم الكبير ولا يزيد الا من حدة تدخلاتهم ، المياغري سوف يظـل العنكبوت المغربي شاء من شاء و كـره من كره ، لكن المشكل المطروح ان الشعب المغربي محمل و مشحون بطريقة غريبة و بنسبة كبيرة حول المياغري ، لذلك فدخولـه في مباراة الموزمبيق ثـم استقباله لاي هدف كان و لاي سبب سـواء اكان دفاعيا او سببا شخصيـا قد يعتبر نهـاية سمعة هذا الحـارس مع الشارع ومتتبعي الشان الرياضي في المغرب ، للاسف الضغط سيكون كبيرا على هذا الحـارس المتالق لو كانت اساسيتـه موجودة في مباراة الموزمبيق .. 

عزيز الكيناني ، بـزع بشكل كبير مع النادي المكناسي في القسم الوطني الثاني وساهم بتدخلات مصيرية في صعود الفريق الى القسم الاول ، وانتهى به المطاف ان يستقر مع الحمامة البيضاء ، وقدم السنة الماضية عروضا استثنائية معها حيث كان بمثابة السد المنيـع امام جميع الفرق ومـرعب المهاجمين و استطاع الحفاظ على شباكه نظيفة للعديد من المباريات والاسابيع على التوالي ، والجميل في الامر انه حافظ على نفس المستوى واستطاع ان يحوز اللقب رفقة فريقه المغرب التيطواني بقيادة عزيز العـامري .. كلها اسباب جعلتنـا نطالب بالكيناني كحـارس للنخبـة الوطنية وسط استياء العديدين من اداء المياغري ،الفرصة الاولى للحارس كانت في مباراة الموزمبيق حيث اشركه غيريتس كاساسي ، لكن الكيناني وعلى عكس المتوقع لم يقم بالمطلوب الكـافي كما تمنينـا منه ، وكبدنا عنـاء هدف قد يكلفنا غاااليا جدا كما ذكرت في اول الموضوع ، وعدم تلقيه كان سيخفف من الضغط الحاصل على النخبة الوطنية خصوصا انه هدف ساذج جدا مع احتراماتي للكيناني ، المشكل ان الكيناني هذه الايام مستواه صار في انخفاض مستمر و ما قدمه امام الفتح كان سببا في قولي هذا ، خرجتين غريبتين بدون عنوان كلفت الفريق هدفين ، والهدف الثالث كان الاكثر غرابة ، تسديدة كان من الممكن ان يصدهـا لكنه ظل يتفرج فيهـا بدون حراك .. المهم ، لن انتقد الحارس ، فهو يظـل حارسا كبيرا بكل تاكيد ، ومكانته لا تناقش ، لكن هـل الكيناني مؤهل حقـا بالشكل المطلوب ليكون حـارس المنتخب وحامي العرين ؟ هذا الجـواب لن يجيب عليه سوى السيد رشيد الطاوسي في مباراة الموزمبيق .

انس الزنيتي ، حـارس واعد ، كبير ، مرعب للمهاجمين هـو الاخر ، بداية تالقـه و اوج عطائه كانت السنة الماضية مع المغرب الفاسي حيث فاز رفقته بكاس العرش اغلى الكؤوس المغربية ، بكاس الكـاف كذلك ، وبكاس السوبر ، وسوف اركز على كاس الكاف ، فانس الزنيتي يرجع له الفضل كل الفضل في فوز المغرب الفاسي بهذه الكـاس التي اضافت الكثير للنادي واضافت الكثير للكرة الوطنية وسط معاناتها الشديدة بالتاكيد ، الزنيتي كان البطل ، المنقذ الذي منع العديد من الاهداف التي كانت من شانهـا ان تسير بالفريق نحو توديع المنافسة القارية لكـن كريزمـة هذا الحـارس الشاب جعـلت منه القائد هـادئ الطباع ورزين التدخلات الذي قام بالعديد من الاشياء ساهمـت في ديع صيتـه وترشيحه لان يكون الحـارس الاول للمنتخب الوطني ، لكن قصر قامتـه جعل غيريتس يستبعده من مفكرته مما اجل ظهور هذا الحارس مـع المنتخب الوطني ، اليوم الزنيتي عـاد من الاصابة قبل شهور ، لكـن هل حافظ على نفس مستواه ؟ هل سيعود الزنيتي جلاد المهاجمين و متالق ضربات الجزاء ؟ بصراحة لا استطيع الاجابة على هذه الاسئلة ولكنني متاكد ان مستوى هذا الحارس نقص ولو انـه ليس بالشكل الكبير والمطلوب ، لكن من جهة اخرى فشريحة هـامة منا تطالب بهذا الحـارس ان يكون اساسيا في مباراة الاياب بعد ان جربنـا كلا من المياغري والزنيتي ، فهـل سيكون قدر المسؤولية ؟ هذا ما ستجيبنا عنه المباراة ايضا ، وفي الاخير ، ايا كان الحـارس ، فاتمنى له التوفيق .

اخوكم عصام