مادمنا نبحث عن المنتوج الكروي الراقي ، فلا بد ان نتحدث عن الاحتراف ، كلمة تكلمنا عنها كثيرا وارقنا فيها دماء الاقلام ، لكن هنالك ظروفا اخرى قد نحصل بها على منتوج كروي افضل في هذه البلاد ، فلما سنتحدث عن الاحتراف ، اوتوماتيكيا سوف نذكر تنمية الموارد الذاتية ، فلن نستطيع التسويق ابدا لمنتوجنا مادمنا لا نتوفر ابدا على تنمية موارد ذاتية وتركيب ذاتي و صنع لقب " بطل المغرب " سواء اكان للاعبين او الاندية ، فكيف ستصنع هذا اللاعب البطل او هذا النادي البطل ، بداية كل لاعب تنبثق من مدرسته ، فهل نمتلك مدارس كبيرة في هذا البلد ؟الجواب سوف يكون نعـم وقد يكون لا جزئيا ، لدينا بعض المدارس الكبيرة ، تعطينا لاعبين كبار ، ولازالت تعطي ساذكر من بينها مدرسة الوداد التي اعطت للوداد في اخر سنتين حوالي 4 لاعبين مميزين لم ياخذوا بعد كامل الفرصة ، لكن من جهة اخرى هنالك بعض المدارس التي اصبحت مدارس تسويقية للمادة اكثر ماهي تسويقية للمنتوج ولا تستفيق الا في الزيارات الملكية او الدوريات الرقابية ، غير هـذا فكيف ستجعل همن هذا اللاعب بطل المغرب المستقبلي وانت تدخله في مستطيل اخضر مع مدرب العلم لله من اين اتيت به و ما هي كفاءاته فتعطيه كرة للعب لعبة جري الاحصنة ثم الخروج واستقابل ثمن اجرة المجهود الشهـري بدون اي جديد يذكر ، فبالله عليكم اين يذهب لاعبوا المدارس بعد تخرجهم ؟ المنتخب الشاب جعلني اشاهد اكثر من لاعب في المستوى ، لكن من جهـة أخرى هنالك بعض اللاعبين ممن يطبقون مبدا " خـالف تعرف " " ميسي ميباصيش " ومحاولة فرض الذات بالقوة على المدرب وعلى الجمهور يا اما عبر الاستحواذ المبالغ فيه على الكرة او محاولة التسديد من اي مكان او زاوية لزيارة الشباك و ازدياد شهرة هذا اللاعب الطموح ، فلماذا ليست لدينا اطر تعالج مثل هذه القضايا ، فبالاخير ها نحن نجني ثمرات ذلك بغانا بعد الهزيمة برباعية .

 

انشاء ، تطوير ، و التسويق لنادي كبير ، لا ياتي هباء منتورا ، بل عبر عمل قاعـدي يستلزم تدخل و تكافل جميع مكونات هذا النادي ، بداية من الادارة ، النقطة السوداء التي تعاني منها جل الاندية المغربية ، ادارة سيئة تبنى على سياسة الطمـع والجشع ، وإسكات الجمهور عبر انتدابات يتيمة بين الفينـة والاخرى مما يدحر بالنادي الى الهاوية شيئا فشيئا ، والنتيجـة ، بطولة مغربية تحمل اسم البطولة الوطنية PRO ولا PRO رايناها فيها ، البيع و الشراء و الكراء كذلك صـار متوفرا في مباريات الدوري الوطني ، رئيس يحفز لاعبيه بمبلغ مالي بعد ان يتقاضى مبلغا اكبر منه من رئيس نادي اخر للفوز بمباراة او الحصول على نقاطها الثلاث والاهداف تتشابه وهي كسـب ثقة الجمهور على حساب الاخر .. الادارة لا تقتصر فقط على رؤساء الفرق بل ايضا بعض " المونيكات " المسؤولين على تعيينهم و الذين يصوتون لهم في الجمـع العام واغلبهم تـم ارشاؤهم او اجبارهم بطريقة او باخرى على التصويت ، فلما ترى شخصا يغرق مدينة باكملها ويمتص في دمهـا شيئا فشيئا وانت لازلت تصوت على مشروعه و تمويله و تقنيته في التسيير فاعلم انك يا امـا لست متابعا لامور الفريق او ان مستوى الوعـي لذلك لازال يشابه مستوى وعي الهواة .. النادي فقط لا يمكن القاء مسؤولية فشله على مسييريه فقط ، بل على مكونات اخرى كالجماهير واللاعبين وكذلك المدرب ، في مشاهدتي لمسار العديد من الاندية ، لاحظت انفلات العديد من اللاعبين عـن الخط المستقيم و تجاوزهـم الخط الاحمر مما ادى الى تهميشهم الذي يعانون منـه ويعاني منه الفريق معهم سواسية فلما ترى شخصا لقب ب " روماريو المغـرب " على سبيل المثال فقط يحاول ممارسة النقابة على المدربين فكيف ستطالب هذا النادي بان يكون نفسه ذاتيا ويحصل على الالقاب .. من جهـة أخرى بعض المدربين اصبحوا يستعملون هذه الايام سياسة " باك صاحبي " لا من ناحية الاختيارات ولا الانتدابات حيث يتم التحيـز لبعض الاطراف المعينة في ظروف لا يعلمها الا الله .الجمهور لن يسلم من المسؤولية ،فلما تحمل فريقكم 50 مليون سنتيم كي يعالج مـا انت خربته في الملعب من اجل ان تدافع على معتقداتك التي ستكون صحيحة او غير صحيحة وتاتي بعدهـا وتتهم المسؤولين بانهم نهبوا خزينة الفريق فهذا عيب وعار وظلم و حيف ، لست متناقضا لكن في بعض المرات الجمهـور يكون سببا اسمى في قلة تحفيز اللاعبين وفي نهب خزانة الفـرق بتكبدهم عناء المام الاضرار التي احدثها بعض القاصرين بغية الانفلات من عقوبة الجامعة ، فالى متى ؟

 

لما نتحدث عن الاحتراف فاننا لن نتحدث فقط عـن تكوين اللاعب البطل ، وتكوين النادي البطل في ظروف ملائمة ، بل اننا سوف نتحدث ايضا عـن الماركوتينج [ Marketing ] ، الماركوتينغ اكبر من ان يكون مجـرد كلمة قد لا تستعمل في القاموس الرياضي المغربي من اصله ، يا شباب علينا تكوين هيئة ماركوتينغ في المغرب ، جميع الدوريات المحترفة و " العالمية " البرو لديها لجان مسؤولة عن التسويق لمنتوجها الكروي ، اعلاميا ، صحفيا و كذلك من جهة بيع السلع ووصل الامر الى التجارة في الافكار كذلك ، فاين نحن من هذا ؟ البعض يظن ان المركوتينغ يقتصر فقط على الاعلانات التي تؤثث فضاء الملاعب لشركات معينة لكن للاسف هذا التسويق يظـل محلي ونحن نعرف ان امكانيات بلدنا الام في التسويق ضعيفة لذلك التسويق لشيء متعارف عليه داخل بلدك يعد من الغباء و تضييعا للوقت والجهد والتمويل المادي فقط ، لكن الماركوتينغ من جهـة اخرى لا ياتي وحده ، ولا يمكننا ان نبدا بطـلب التسويق لمنتوجنا الكروي من طرف جهات خارجية بل على هذا المنتوج ان كان PRO حقيقي كما يطلقون عليه ان يستقطب هذه الجهـات الراغبة و الطامعة في التسويق لهـ ليستفيد الطرفين ، لكن مادام المغرب شحيحا في هذا المجال وتسويقه تسويق متواضع فقط اذا استثنينا الجزيرة الرياضية التي دخلت على خط نقل البطولة الاحترافةي على سبيل المثال .. والـ art سابقا التي نقلت البطولة التي كانت في طور تكوين ملـف الاحتراف وارساله الى الـ FIFA والذي لم نره الا بعد سنوات في ظروف لا يعلمها الا الخالق كذلك .. علينا حقا التخطيط لتحسين جودة المنتوج الكروي والاهتمام بمجال الماركوتينغ بطريقة تتلاءم مع مطالب الشركات الكبرى وكذلك مطالب المسوقين وتتماشي فتتلائم مع حاجاتهم بالاضافة الى رغباتهم .

 

تطبيق الانظمة الصارمة للاحتراف ، النقطـة التي قد تفيض الكاس وتقودنا الى الاحتراف الحقيقي ، ناخذ اوروبا على سبيل المثال ، اوروبا صارمة جد في تطبيق مباد الاحتراف على اكمل وجه ، نادي بجماهير كبيرة ونادي عريق في كل اوروبا كاليوفي بسبب قضايا فساد نـزل الى الدرجة الثانية من الدوري الايطالي ، في المغـرب يحصل اكثر مما يحصل في ايطاليا لكـن الجامعـة دائما ما تستعمل وجه الـ Poker والمعنى الحرفي لمقولة  "لاعين شافت ولا قلب وجع " ، فلماذا لا نقوم بتطبيق مبادئ هذا الاحتراف ؟ الجواب سهل ، وهو بيدي اصحاب القرار ، ولعـل جبنهم و عدم جراتهم على تطبيق القوانين الصارمـة هو السبب الاسمى ، لما تخـاف من ثورة للجماهير ابان انهيار فريقها وانحداره الى القسـم الثاني بسبب اخبار قد تكون مغلوطة او صحيحة يعد فشلا في حد ذاته عدم القدرة على فرض الراي والشخصية رغم انك صاحب قرار ، من جهـة اخرى بعض رؤساء الاندية يستغلون مناصبهم في الجامعـة للتسوط والتستر على قضايا فساد عديدة ، واستعمـال الرشوة صار من المسلمـات التي لا بد منها في العالم الكروي المغربي .. اخر نقطـة ساتكلم عنها في موضوعي هذا هي " العقلية " ، عقلية البعـض بعيدا عن العقلية الاحترافية ، لا يمكنك ان تطـالب بحركيـة الاحتراف بدون ان تتشبت او تغير عقليتك ، تقلب الاحوال والتناقض والانتقاد من اجل الانتقاد هو ما دحر العقلية المغربية وجعلها في الحضيض ، و لا نستطيع ان نوفي هذه النقطة اكثر من حقها لاننا تطرقنا لها في العديد من المواضيع الاخرى و اظن ان الجميع يعرف عقلية المغاربة التي تقوم على اساس : Fhamator : volera la chèvre j'aurais toujours raison !!