ذاك المساء كان رائعا حين تحدثا في النت و ضرب لها موعدا
في البداية ترددت و لكن حروفه الأخاذة كانت دافعا قويا للمضي الى ذلك اللقاء. خصوصا و انهما ينتميان لنفس المدينة
قامت لتوها فوقفت امام المرآة و هي تخوض حديثا آخر ، رمقت وجهها و عدلت كل لوازمه كي تعيد اليه
جمالا باهتا من المساحيق و الماكياج . صحيح بدأت تستشعر بزمن العنوسة يداهمها و لكنها هذه المرة ستتنازل كثيرا
كي تنجو بجلدتها من كبرياء لطالما عكر عنها صفو العلاقات المؤدية الى زواج محقق .
لبست و عدلت و أطلت على المرآة لترى بنتا حسناء و جميلة القوام . ضحكت و اعجبها منظرها و جمالها ، فهبطت الدرج و نشوة كبيرة تداعب خيالها و احاسيسها
في الطريق لازالت همساته المثيرة و أخلاقه الطيبة التي قدمها من خلال رفقتها له بالنت تغزوها . حيث ظنت أن هذا هو فارس أحلامها الذي انتظرته زمنا طويلا
و عندما اتفقا على اللقاء هذا المساء قال لها سيكون جالسا على كرسي امام الباب الرسمي لدار الشباب و بالضبط على الساعة السادسة مساءا و لباسه كسوة رمادية
كانت تلك هي الأوصاف التي طلبتها له لكي تلتقي به . في طريقها شيء واحد تسعى اليه الآن و هو رؤية الحبيب الذي تعرف عليها لمدة تزيد عن السنة . فلقد احبته و احبها
و تبادلا نخب العشق حتى الثمالة و هي الآن تسعى لتستكمل الشوط الثاني من هذا الحب الذي بنت من خلاله فارس أحلامها . هي الآن تستكمل آخر خطواتها لتجمع الشمل مع من أحبت
بصدق كبير .
هنيهة وجدت نفسها أـمام دار الشباب و لكن لا أحد هناك . تسمرت بمكانها و هي تراقب . ربما يكون ما عاشته مجرد أحلام لن تتحقق . عاد بها الزمن بعيدا لتتذكر الليالي التي قضت
مع حبيبها في النت كانت جميلة و كانت حميمية . و الآن تتساءل في أعماقها ماذا جرى ؟ هل كان مجرد حلم و لن يتحقق .
بينما هي تستعيد بعض ذكرياتها الجميلة اذا بها تلمح شابا يحمل الكرسي و بعد ان سواه في الموقع و الساعة المتفق عليهما ظهرت لها كل الأوصاف المتفق عليها استبشرت خيرا
واستعادت ثقتها من جديد لأن حبيبها لم يخذلها بل حضر بالفعل كما عاهدها . حين عدل الشاب جلسته تفرسته جيدا . اندهشت ماذا ترى انه أخوها ابن ابيها و امها . أحست بالدوار
لكنها استطاعت ان تدور نصف دورة و تنسحب في غفلة منه . في طريق عودتها لم تتوقف الدموع على خديها . وصلت الى الدار دخلت بيتها واستسلمت لظلام دامس ...
مهداة الى الأخت : بسوم النفس الأبية