انــكــ آدمي ــــسار
.
.
تطلع إلى الهاتف الموضوع بجانب رأسه؛ فازداد تدمره الممزوج بخوف وحنق لا مثيل لهما؛ فالنوم أقسم ألا يأتيه هذه الليلة كما الليالي الأخرى؛ ذلك بعد أن تستيقظ فيه كل المشاعر؛ جاعلة منه سبي للهواجس المستحيلة لحن شجي لمعزوفة أسطورته التراجيدية...
في غفلة من حياته المتسربلة بسربال الروتين اليومي الفظيع؛ تنكر له قلبه مرة أخرى حين تعلقت أنامله في زرقة ليل بأهداب حب تمرس على جوانب الواقع وخلق لنفسه أيقونة في العالم الافتراضي؛ حيث كتب له مرة أخرى أن يمثل دور البطولة من جديد؛ ناسيا أنه يخاطب أقنعة قد أغرتها ألوان الاحتفالية هناك؛ فكانت تتماوج راقصة مع غيرها وغير آبهة لواقعها المنسي على هامش هذه الحياة...
فلاش : حين تتناول أناملي القلم أو عندما تتراقص منتشية في على لوحة المفاتيح قبالتي؛ لا أبالي بتمردها عن قواعد اللغة النمطية؛ ذلك أني أكود مشدودا إلى سرعة الكلمات وهي تترصف حول بعضها مشكلة صورة بالأبيض والأسود لتلك الألواح المتلونة بداخلي...
أتقن جيدا دوره؛ حتى بات يخلط بين الفصول؛ فقد أعجبته القصة؛ وجلس يطلب بصدق هذا الحب الذي سكن روابي قلبه؛ وأمام صورتها " هي " كانت الآمال قد بدأت تذوب شيئا فشيئا بعد أن بهتت ألوانها التي كانت تتوهج بها؛ فلا الزمن الجميل الذي جمعهما بالأمس القريب استطاع أن يمحي رواسب الخصام؛ ولا عبارات الغيرة قد استطاعت بعث الروح في ذلك الهيام...
فلاش : لست صاحب قلب مليء بالألم حتى أنفث في كلماتي هذا الحزن المتشظي؛ لكن حين تخرج الحروف بيضاء كزهر اللوز من هذا القلب فإنها تصدم بواقعي يحمل من السوداوية والأسى ما يجعله يتحكم في ألوان الحياة بحيثياتها...
أتلف خيوط الذكرى؛ وجلس ينتحب على براءة صدقه وصفاء سريرته؛ وامتعض غيضا متأسفا على جروح قلبه المصاب في ملحمة عشق اختلطت فيها مشاعر النصر بالهزيمة؛ ولم يعد يتذكر منها إلا نقع سيوف العتاب وهي تقطع أوصاله إربا؛ وها هو يلقي برأسه عياء فينفذ منه الحاضر؛ وتنكمش آمال المستقبل في ضباب معتم؛ فيزداد تدمره الممزوج بخوف وحنق لا مثيل لهما؛ مادام النوم قد أقسم ألا يأتيه هذه الليلة كما الليالي الأخرى؛ ذلك بعد أن تستيقظ فيه كل المشاعر؛ جاعلة منه سبي للهواجس المستحيلة لحن شجي لمعزوفة أسطورته التراجيدية...
احتفلت بولادتها يوم 5-8-2012
على الساعة 00:00
بقلمي
زكرياء