السلام عليكم

*استيقظ صباحا ككل نساء العالم اطبخ ،انظف،اغسل واقوم بكل الاعمال المنزلية حتى ارتاح،افعل الكثير من اجل ارضاء زوجي ...نعم ،زوجي الذي لا اعرف غير اسمه وتعاليم وجهه الغامضة ،

في زمن ليس بالبعيد ،كنت فتاة جميلة رشيقة ذكية ومثابرة ادرس بجد واعمل على تحقيق احلامي ،حتى صدمني القدر بقضية شرف لطخت ملفي ببقعة سوداء اخترقت باقي الصفحات لتصبح حياتي جحيما

بل قصة منسية لا يذكرها احد ،نال من شرفي احد الكلاب المسعورة والذئاب الضالة وانتزع مني تأشيرة الدخول الى عالم الكبار ،اي ان اصبح زوجة صالحة تسبح في سعادتها مع زوج رائع وذرية صالحة

قامت الدنيا ، لا تقعد، ابي يزمجر وامي تندب ...اخواتي ينعتنني بالكاذبة وشقيقي يحمل سوطا في يده ويحلف بالله العلي العظيم ان يسلخ جلدي ويكسر عظامي حتى يرى صفاء شرفه على صفحة دماءي

التي تسيل وتسيل ،قرر ابي ان يبعثني الى عمتي في الريف حتى اكدح واعمل ليلا نهارا ،واصبح قضية منسية ..لكن امي طلبت منه ان يتريث في قراره ،خاصة انها تدرك تماما اني اذا ذهبت الى عمتي

لن اعود ابدا الى المنزل وستمنعها عمتي من رؤية وجهي حتى ،اتفق والدي مع احد معارفه لتتم خطبتي من شخص لا يهمه الزواج بل يريد امرأة تهتم ببيته وتطبخ له وتنظف ،وتصون البيت عند غيابه

لانه يعمل في العاصمة وبشكل شبه دائم .. كان امامي خياران ،اما ان اتزوج واتخلص من ذلك الصوت الذي يصم اذناي*انت عالة بل عار علينا ..سنتخلص منك قريبا ونرتاج من اوجاعك *

او الرحيل الى منزل عمتي وقضاء عقوبتي بين جلي الصحون وحلب البقر، قررت ان انتحر.. نعم ،انتحرت بزواجي من ذلك الرجل ،تزوجته ولم اسمع منه غير كلمة :اهتمي بالمنزل في غيابي

لم يكن هنالك عرس ولا اهازيج، كان هنالك صمت مرير وصوت عقارب الساعة في الغرفة التي جلسوا فيها يتفقون وكأنني سلعة يريدون المفاهمة على بيعها وتأكيد شروط عقد البيع ،

حملت حقيبتي وتوجهت الى منزل زوجي ،والدموع كالشلالات تغسل وجهي العبوس ، حكمت على نفسي بالارتباط بهذا الرجل الذي لا اراه ولا احبه ولا القى اهتمامه ولا اسمع منه اي شيء

انا صمام الامان الذي يحمي بيته ،وهو المورد المادي الذي اعيشه به لاغير .. لا انجاب ولا عائلة ولا عشق ولا غرام ...انتحرت بتحويل نفسي الى رجل الي يقوم باعمال المنزل

مبرمج بشكل دقيق ،دعست على مشاعري وانتزعت قلبي ورميته قبل ان اركب السيارة نحو منزل زوجي يوم الزفاف المزعوم ،تغيرت من اجل الخلاص ...حتى انعم بالسكينة المزيفة

اني لا انسى صراخي وانا احاول الهرب من ذلك الذئب البشري ،ولا انسى النظرات على الوجوه يوم عرف اهلي بالحقيقة ،ولا اطيق تذكر تلك اللحظة عندما تنفس والدي الصعداء وابتسم

حين ركبت سيارة زوجي........*                      تمت