
حبيبة زوجي
منيرة ،، صديقة الطفولة
حبيبة قلبي ونور عيني،، عشت معها أسعد أيام حياتي
من فترة الطفولة الى المراهقة الى بداية النضج
كانت سندي،، وكنت رفيقة دربها
نحب نفس الأشياء،، ونؤمن بنفس المبادئ
كنا نقول أننا جسدين بروح واحدة ،، نحمل نفس الخصال ،، ونفس التركيبة
لكن وبعد كل هذا لم أتخيل يوما أنني سأقف أمامها في موقف الخصم
موقف تكرهني فيه توأم روحي
كانت البداية حين فاجئتني صديقتي منيرة بخبر زواجها من ابن عمها الذي كان يعيش في أوروبا ورجع مؤخرا كي يستقر في الوطن
كانت فرحة جدا لأنها معجبة به ولم تتوقع أنه سيختارها شريكة حياته
طبعا فرحت لها وكانت أول تعبيرات سعادتها بين أحضاني
مر كل شيئ بسرعة ،، التجهيزات والزفاف والحفل
كانت تعتمد علي في كل شيئ حتى في أبسط أمورها
وأنا لم أتخلى عنها وكنت نعم الأخت والصديقة
الى أن وجدت صديقتي التي كنا نلعب منذ فترة ليست بالكبيرة في غرفتها
المليئة بالألعاب والعرائس
وجدتها في بيتها ومع زوجها تعيش في منتهى السعادة
كان زوجها شخصا رائعا بكل المقاييس ،، انسان خلوق ومتفهم وأسلوبه في التعامل راق بشكل كبير
لم نكن نتعدى أنا وهو أكثر من صباح الخير أو مساء الخير
لكن بحكم أنني كنت متواجدة كثيرا في بيتهم بسبب إلحاح منيرة أن أكون معها
لأنها تمل وحدها في البيت حين يكون زوجها في العمل
مرت الأيام والشهور وبعض السنوات وكل شيئ على مايرام
أحببت حقا التواجد معهما فلم يكونا يفعلان شيئ الا ويؤكدان أن أكون معهما فيه
كانت تحدثني عن زوجها بالساعات الطويلة وكيف هي مستمتعة في الحياة معه
شخص لا يمكن أن يكرر مرتين،،
لم أكن أمل من سماعها فبيني وبين نفسي كنت معجبة به لكن أقول اعجاب بعيد
عن ما يسمى بالخيانة فهو اعجاب لخصاله وأسلوبه لا اقل ولا أكثر
مر الوقت أكثر فأكثر وتوطدت علاقتي به أكثر وخصوصا في تلك الفترة.....
الفترة التي مرضت فيه منيرة وتوجب عليها ان تبقى في المستشفى لبعض الوقت
كانت المسكينة مريضة جدا حتى شارفت على الموت
،،
عندما عرفت منيرة أنها ستبقى لمدة طويلة في المشفى طلبت مني أن أبقى مع زوجها كي أرعاه في غيابها لأنه لا يعرف أن يتصرف لوحده
فمن كثر حبها له كانت تعامله كطفلها الصغير المدلل ،حتى فطوره تحضره له الى الفراش.
كانت فترة أصفها بالعصيبة،، فخوفي على منيرة كان يقتلني من ناحية ومراعاتي لزوجها كان يرعبني من الناحية الأخرى
فقد كنت كلما اقتربت منه خطوة شعرت بإعجاب أكبر
كلما كان ينظر الي وتصادف أن نلتقي بأعيننا كنت أحس بارتباك يخطف أنفاسي
لم أستطع ،، لم أتمالك ...
أقولها و أخجل من نفسي
أنا حقا أحب زوج صديقتي ،، توأم روحي ،، والأخت التي لم تلدها لي أمي
والأفظع أنني من الداخل أحس بالغبطة لأن الظروف سمحت لي أن أكون معه لوحدي
فكيف لي ان افرح بمرض منيرة؟؟
كيف لي أن أستغل غيابها وأكون حقيرة
لكن كنت دائما أسمع صوتا داخلي يقول:
لا يهمك هو لكِ فلا تضيعي الفرصة
الى أن قررت أن أنهي معاناتي هذه، لكن على حساب من وماذا؟؟
على حساب صديقتي؟؟ لا يهم
أحبه وأريده لي ولا لواحدة أخرى سواي،،
بدأت أضع الخطط وأنفذها الواحدة تلو الأخرى
فحين أكون مع منيرة أكون الصديقة الوفية والصادقة الطيبة
لكن،،
حين أكون معه هو ،،
هو من يروق لي ،، يعجبني ،، يثيرني،،
أتفنن في إغرائه بجميع الدهاء الذي تمتلكه النساء
استغليت وحدته ومحنته وضعفه
فقدمت له العطف والحنان والاهتمام
دائما ما يجدني حاضرة حين يحتاجني وحتى من غير أن يقول شيئ
اشتريت كل لباس أعرف أنه يحب شكله ولونه،، تعطرت برائحته المفضلة من نسيم الورد
كنت أجهز له ما لذ وطاب من أكل وأفتح له ذراعي كي يرمي عليهما تعبه حين عودته متعبا من العمل
أنصت له وأقول فقط ما يود سماعه
ومرجعي في كل هذا المعلومات التي كانت تحكي لي عنها منيرة وعن زوجها
جعلت لنفسي الصورة المثالية التي يود أن يراها
وكيف له أن يقاوم؟؟؟
كل هذه الأنوثة التي تعمدت إظهارها
كل هّذا الفكر الذي نميته كي أكون له نعم المناقشة
وحين كانت منيره في حالة تتدهور يوما بعد يوم
كنت أخطط لسرقة زوجها منها
كنا نذهب معا لزيارتها وكأننا أخوة أشقاء
وهي المسكينة تصدق وتشكرني أنني أراعي زوجها في غيابها
لكن ما أن نخرج من باب المستشفى حتى أدعي الملل وأطلب منه أن نذهب لمكان نغير فيه الجو قليلا
جعلته يضحك والبسمة تعود لمحياه بعد ان غابت عنه بسبب ما وقع لمنيرة
فأنسيته منيرة ومرضها والحب الذي كان يملأ قلبه لها
الى أن جاء يوم نصري، يوم نشوتي، يوم رأيت فيه بأم عيني نتيجة تعبي و تنفيذ خططي بكل حذافيرها.
عدنا للبيت متأخرين من سهرة رقصنا وضحكنا وشربنا فيها حتى الثمالة
نزلنا من السيارة ونحن نترنح كالمجانين نغني بأعلى صوتنا
قرر أن يحملني للداخل فوافقت دون تردد وقلبي يملأه الفرح ويغمره السرور
وبالفعل حملني للداخل وأوصلني لباب غرفتي وكالعادة قلت له تصبح على خير
ثم أردت أن أفتح الباب لكنه أمسك بيدي وقال أماني أنتظري
أريد أن أقول لكِ شيئ لكنني خائف
تسارعت دقات قلبي وعرفت المغزى من تلك المقدمة
قلت له تحدث ولا تخف من شيئ
وبسرعة ضمني له وقبلني
يا إلهي
أحسست بأن الدنيا تدور بي وتدور
طأطأت رأسي الى الأسفل وأنا أدعي الخجل والمفاجئة
فاقترب مني وهمس في أذني وقال:
أنا أحبكِ يا أماني
أنا أحبكِ ولم أعد أستطيع اخفاء ذلك
حبست ضحكت النصر بداخلي وقلت له:
ومنيرة؟؟
قال أنتِ من كنت أبحث عنها أما منيرة فقد كانت مجرد زواج عائلي تم فرضه علي
أنت من فهمتني دون أن أتحدث أنتِ من أحست بي دون أن أبوح
أنتِ فتاة أحلامي
وضعت يدي على شفتاه وأوقفته عن الكلام
فتحت باب غرفتي وأمسكته من يده وجذبته للداخل
وكانت ليلة استمتعت فيها بنصري
وكسبي للحبيب الذي لطالما تمنيته
ظلننا مستيقظين نتمتع بحبنا حتى بدأت خيوط الصباح بالتسلل من خلال النافذه
عندها عانقته وأغمضت عيني ورحت في نوم عميق وهو كذلك
لا أعرف كم مر من الوقت و نحن نائمان
لكنني سمعت صوت همهمة جعلتني أفتح عيناي رأيت حبيبي ينظر مباشرة أمامه
ولونه أصفر تشع من عينيه الدهشة
بسرعة تلفتت كي أرى ما الذي جعله كذلك
وياليتني مت قبل أن أرى
انها منيرة .....
كانت تنظر الينا ونحن نائمين ..... في غرفة نومي
والدموع تتسارع في النزول من عينيها
لم يكن يخرج من فمها الا كلام غير مفهوم لا يظهر منه الا كلمة
مستحيييل
مرت علي اللحظة كالدهر
ولم أعرف كيف أتصرف سوى أن أجر بعض الغطاء كي أستر به نفسي
والندم يأكلني
فكيف فعلت هذا بنفسي وبمنيرتي..؟؟؟؟؟
تمت |