دخلت إلى جلسة التقييم السنوية مبكرا قبل أن يحضر الجميع
جلست في مكاني مطأطئا رأسي منتظرا اجتماع اللجنة
بدأ الاجتماع والمدير يرمقني بنظرة كأني أخ توأم له ورضيع ينافسه على صدر أمه..
(أتمنى أن تكون السنة القادمة أفضل من هذه من ناحية الأرباح)
هي جملة واحدة ووحيدة تلفظت بها.. قبل أن يقاطعني مدير الشركة
:(ماذا تعني بقولك؟؟؟؟) (أتقصد أن في هذه السنة ضعفا من ناحية المدخول والشركة تحت إدارتي)
(... لا.. لا أقصد ذلك، أقصد أنه يمكننا أن نتدارك بعض...)
فقاطعني ووجهه يغلي غضبا:
(نتدارك.. نتدارك بعض النقائص.. وهل في هذه السنة نقائص..)
ثم ضرب قبضتيه على الطاولة بقوة حتى تطايرت الأوارق على وجوه الحاضرين وقال:
(النقص الوحيد الذي علينا أن نتداركه هو وجودك معنا.. أنت مطرود)
(ممنوع أن تتمنى الأفضل، ممنوع أن تستمعل صيغة المفاضلة.. اعمل وأغلق فمك)
نعم هكذا نصحني أبي ذات يوم ولكني لم أسمع لنصيحته
ولن أسمع لنصيحته مهما كلف الأمر..
**********