بحركاتي كان إدماجي وغيرت حياتي

خرجت من المستشفى على كرسي متحرك ألعنه صباحا مساءا ووجدت نفسي في غرفتي بين أربعة جدران، صمت رهيب طول اليوم والكل ينطق بكلمات الأسى والحزن حتى أصبح الجو كئيب بالرغم من نور الشمس لكن الظلام حالك في محيطي، كرهت وجودي وحالي والروتين كاد يقتلني ويقضي عليا بعدما أصبح اليأس يعم المكان كله وجمد فكري وتبخرت بسمتي وانهارت دموعي، مالحل للخروج من هذا المجال المميت؟ في ليلة غاب النوم عني،أزلت الستار من النافذة كليا وفتحتها قبل طلوع الفجر فإذا بي أرى شخص في العشرين من عمره على دراجته النارية ذو الثلاث عجلات الخاصة بذوي الإعاقة رجلاه الإثنين مبتورة ويحمل ورائه عتاده الذي يعمل به ولما سألت عنه في الصباح قيل لي هذا عمك أحمد أصيب بحادث وقطعت رجلاه وبعدما كانت حارس في البلدية هو الآن يعمل في تصليح الأحذية وله محل أمام المركز التجاري في وسط المدينة، تعجبت وقلت أين انا منه ومن عزيمته، لدي رجلاي وأتحرك وأملك شهادات لما الجلوس إذا هنا؟ قررت يومها الخروج والتحرك وهيئت الخروج من غرفتي للشارع بولوجيات حتى أخرج بالكرسي المتحرك وتم ذالك ويوم بعد يوم تعرفت على جارنا أتى من الخارج ليستقر في منزلهم وأراد أن يفتح محل خاص بالأنترنت والخدمات المكتبية وقال لي ممكن ان تعمل معي فرحبت بالفكرة وأنا حاصل لشهادة ليسانس في الإعلام الآلي، وفرحت جدا وأنا أنتظر فتح المحل رتبت غرفتي وجهزتها ولونتها بألوان الأمل كلها وبدأت أخرج وأذهب للمسجد وأعمل وفرضت تواجدي وبعد عامين نسيت كليا إعاقتي وأصبحت معتمدا على نفسي في كل الأمور من لبس وأكل وتحرك وتجول ومعاملة الناس وأحبوني الناس كثيرا لعملي المخلص بكل عطاء ودقة وإستمرارية وثبات، وهكذا تحركت وأندمجت وغير حياتي من ظلام لنور أسير به بفضل الحركة كانت البركة وكان الله معي وكنت مع الله واقف لحد الساعة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
** أخي الكريم ذوي الإعاقة لا تبقى في غرفتك تنتظر وتندم على أفعال الزمن وتتحسر على الكثير من الأمور أخرج وتحرك واشغل نفسك وحقق مستقبلك فحق الحياة للجميع وليس عيبا ولا عارا أنك من ذوي الإعاقة لأنك بإعاقتك وعطائك وعملك أنت الأفضل **

شكرا لمشاركتكم وتواجدكم في الأمل دمتم للأمل

|