***...صراع بين الماضي والحاضر...*** ج3...بقلمــ ندى ـــي
ط·آ¢ط·آ®ط·آ±
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©
فتاة الكمان

  • ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 3991
    ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 3328
كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
الفارسة الأولى لمسابقة قلعة القصص
فتاة الكمان

كاتبة قصصية في منتدى القصص القصيرة
الفارسة الأولى لمسابقة قلعة القصص
ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾: 3991
ط¸â€ ط¸â€ڑط·آ§ط·آ· ط·آ§ط¸â€‍ط·ع¾ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ²: 3328
ط¸â€¦ط·آ¹ط·آ¯ط¸â€‍ ط·آ§ط¸â€‍ط¸â€¦ط·آ´ط·آ§ط·آ±ط¸ئ’ط·آ§ط·ع¾ ط¸ظ¹ط¸ث†ط¸â€¦ط¸ظ¹ط·آ§: 0.7
ط·آ§ط¸â€‍ط·آ£ط¸ظ¹ط·آ§ط¸â€¦ ط¸â€¦ط¸â€ ط·آ° ط·آ§ط¸â€‍ط·آ¥ط¸â€ ط·آ¶ط¸â€¦ط·آ§ط¸â€¦: 5958
  • 16:05 - 2012/03/30

السلام عليكم ورحمة الله بركاته

----------------------

كنت مع صديقتي دنيا في منزلها القديم نتجاذب اطراف الحديث،ونتذكر سوية الاحداث الطريفة والمواقف الجميلة التي عشناها اثناء الطفولة،كانت السماء صافية ..تشع من كبدها عروس النهار التي كانت

قد أطلت علينا بعد ان امضينا الليل بطوله نتحدث حديثا ساخنا قد ألهب افواهنا فغادرنا النعاس مبكرا واتاح لنا ليلا من السهر الطويل ..

اخرجت من حقيبتها ألبوم صور ووضعته بين يدي ،وطلبت مني ان اتصفحه ريثما تحضر كوبين من القهوة الساخنة،تصفحت الالبوم بشكل سريع وكأنه شريط حياتها يعرض امام ناظري بسرعة ..

ابتسامات جميلة وجو عائلي مبهج ،لقد اعجبت بهذه الصور بل عشقت عبير الفرح فيها ،فجأة لمحت صورة قد اوقفت شريط الصور المتلاحقة وبعثت في داخلي تساؤلات

غير منتهية تنهش روحي وتدعس على بؤرة الفضول داخلي..من الفتاة الحزينة بالصورة؟ ولما هذا الرجل قبيح الشكل يمسك بذراعها هكذا ؟ ولما هذه الصورة هي الوحيدة التي يفوح منها حزن رهيب ؟

ناديت دنيا  وطالبتها بالحضور ثم قلت:انظري الى هذه الصورة..من هذه الفتاة ؟ومن ذلك الرجل الذي يمسك بها ؟

-آه ..هذه ...انها شقيقتي ديمة والرجل بجانبها هو عمي

-ولما هي حزينة في هذه الصورة ؟

-لقد التقطت في حفلة عيد ميلادها بعد سنة من وفاة والدتنا ..

- حقا؟..انا اسفة .ما كان علي السؤال

-لا عليك فقد مرت سنوات عديدة..انظري الى عمي..لقد امضى ساعات وهو يحاول اقناعها بأخذ صورة لكنها لم توافق حتى هددها بأن يأخذ منها كل الهدايا فاستسلمت ووافقت ..

انه يمسك بذراعها خوفا ان تهرب لانها لا تحب الظهور في صورة يخلو منها وجه امي رحمها الله 

-اذن كانت متعلقة جدا بأمك صح؟

-الى درجة لا تتصورينها،فبعد شهر من وفاتها اصبحت ديمة تجلس امام باب منزلنا بين الساعتين العاشرة والثانية عشرة صباحا بصفة يومية قرابة اسبوعين تنتظر وصول امي ..رغم انها تعرف بوفاتها

توقفت عن الحديث وسالت دموعها على خديها .ضممتها الى صدري وحاولت التخفيف عنها

ثم قلت :اين تقيم شقيقتك؟لم ارها معك من قبل ...

-انها الان تعيش في منزل خالتي ..وسأزورها لاحقا

بعد مرور ايام..ذهبت مع صديقتي الى منزل الخالة،دخلنا وقد غمرنا حسن الضيافة ..وبعد لحظات معدودة سمعنا صراخا ينبثق من وسط المنزل ..وقفت الخالة مضطربة وطلبت منا ان لا نقلق..

خفضت دنيا رأسها ووضعت يدها على جبينها مغطية عينيها الحزينتين ..نظرت الى الرواق الذي يشق المنزل نصفين واذا بفتاة تركض فيه وتلاحقها صرخاتها المدوية

وتتبعها الخالة وهي تقول: ديمة انتظري بنيتي..ارجوك لا تصرخي هكذا ..اتوسل اليك ان تهدأي ..

----------------------

                وقفت من هول الدهشة ونظرت الى دنيا لعلي ارى في عينيها ما يخمد بداخلي نيران الحيرة والذهول،و بعد ثواني رجعت الخالة وجلست على الكرسي وتنهدت تنهيدة طعنت روحي من الأسى 

      لم استطع الصمود ورضخت لفضولي الشديد وسألت الخالة ودنيا وطلبت منهما شرحا لما يحدث ..فردت علي الخالة: اجلسي يا بنيتي واستمعي الي جيدا ...قبل عشر سنوات هجر برهان زوج اختي

عائلته واتجه الى احشاء الغربة ولم يسأل عن اولاده ومصائرهم بعدما غادرهم بقسوة،فحاولت اختي الصمود امام صعوبة العيش محاولات يائسة دون جدوى فأهملت نفسها واخذت تكدح من اجل لقمة العيش لأبنائها

فطعنها المرض طعنة غدارة وأهلك جسمها بين ويلات الالم،حتى انتقلت روحها الى السماء ...كانت ديمة لا تفقه في الدنيا شيئا ولم تتحمل خسارة شخصين دفعة واحدة دون اي تفسير لسبب رحيلهما 

اب سافر وام ماتت ..فبدل الصفعة صفعتين وهكذا تعقدت الامور وتحولت من فتاة جميلة بريئة ..الى فتاة قد سجنت روحها في قفص الامراض النفسية ..وقد ضحت دنيا بمستقبلها واحلامها فقط من اجل رعاية 

ديمة واخوها الصغير محمد ..ولكنها غير قادرة على تحمل مسؤولية فتاة مريضة نفسيا فاحتضنتهم في بيتي وكرست باقي ايام حياتي لحمايتهم ومساعدة ديمة  وهاهي اليوم.. نضطر الى غلق الباب عليها 

في غرفة  حتى لا تخرج وتتسبب لنفسها بالاذى...

- سيدتي انا عاجزة عن الكلام ...ما ذنبها ان كانت الحياة قاسية على امثالها ...ليتني استطيع مساعدتها 

- دنيا ... خذي صديقتك وانتظراني في الحديقة وسأحضر لك ما طلبته مني 

انتظرنا في الحديقة حتى وصلت الخالة وقدمت بعض الملفات ل*دنيا*ثم غادرنا ،احتوت هذه الملفات على وثائق رسمية من اجل الحصول على جواز سفر ...وبينما نحن جلوس في  مقهى المدينة رن الهاتف 

ردت دنيا بلهفة ولم تقل سوى نعم نعم نعم ...لم افهم شيئا من حديثها ولأنها صديقتي الاكثر قربا مني طلبت ان اساعدها في تعجيل حصولها على جواز السفر فوافقت ...ثم قالت :

- سأسافر رفقة ديمة الى الخارج لعرضها على طبيب اخصائي يقوم بعمله بإتقان ، وهناك سيتغير الجو وتتحسن حالتها ..كل ما اريده هو مصلحتها ..

رغبت ان اصدق ماتقوله لكن عينيها لم تتوافقا مع كلامها الذي بات مشكوك فيه ،ولكنني تجاهلت احاسيسي وقمت بالاجراءات اللازمة رفقتها لتحصل على الوثائق المطلوبة وتذكرتين لرحلة طويلة ..

مرت الايام سريعة وحان موعد السفر ..ودعتها امام باب منزلي فقد رفضت ان ارافقها الى المطار ..وبحلول المساء سمعت طرقا على باب منزلي وكأن الطارق مستعد لخلع الباب من شدة توتره

فتحت واذا بها الخالة تبكي ...

------------------------------------------

ادخلتها بسرعة الى غرفة الضيوف واحضرت لها كوب ماء ثم قلت : مابك يا سيدتي لما تبكين ؟ - دنيا يا بنيتي دنيا ...لقد سافرت لاسباب اخرى غير التي اخبرتنا عنها ،بدأ الامر عندما اصبحت تتلقى اتصالات غريبة

ثم تخرج من المنزل مسرعة ويتردد على البيت اشخاص تدعي انهم اصدقاؤها وتأخذهم الى غرفتها وتوصد الباب ،وذات يوم فتحت خزانتها بحثا عن احد اثوابها لأخيطه فأسقطت عن طريق الخطأ علبة مليئة بالاوراق

والصور والوثائق ، وقعت عيني على ورقة كتب فيها العنوان ذاته الذي قصده برهان بعدما هجر عائلته،لقد اخفيت الحقيقة عنها وها هي قد اكتشفت الامر بمفردها ..وقد تركت رسالة قبل رحيلها تحت وسادتي

لم انتبه عليها حتى الان وقد ذكرت فيها انها ستلتقي بوالدها وتثأر لعائلتها....

اندهشت ،وفي محاولة يائسة كمن يمسك بآخر قطعة من ثوب غريق قد فارق الحياة ويجره الى اليابسة ويحاول انقاذه رغم استحالة ذلك استحالة قاطعة ركضت نحو هاتفي اتصل ب*دنيا* كأنني لا اعلم انها لن ترد

خفت على اعز صديقة لي ان تقدم على فعل تندم عليه لاحقا،ولم يكن بيدي حيلة سوى النظر الى السماء والدعاء ان يهديها الله وتثوب ال رشدها وتوقف زحف الانتقام داخل روحها المكسورة...

في هذه الاثناء كانت الطائرة قد حطت في المطار ونزلت الاختان واتجهتا الى فندق قريب ،كانت ديمة هادئة للغاية بعد ان ارغمتها الممرضة على تناول حبوب مهدئة ...تجهزت دنيا رغم ان الوقت متأخر

ودست في اعماق حقيبتها سكينا حادة ،لم تكن سكينا حقيقية بل شهادة طبية على مرض ديمة ،مرفقة بشهادة وفاة للام ،ووثيقة اخرى فيها التحاليل التي تثبت اصابة احمد بمرض مزمن

لفت وشاح اصفر -كانت تفضله الام -على ألبوم صور قديم ووضعته ايضا بحقيبتها ، قبلت جبين ديمة التي استسلمت للنوم العميق ، وغادرت الفندق

في رحاب الليل الحالك ،وانفاس الاشخاص تتصاعد في الجو واضحة من شدة البرودة ،والغيوم السوداء تترصد المارة وتزرع فيهم رعب سقوط الامطار وهم في وسط الشارع بعيدين عن منازلهم

كانت دنيا اقل جنونا مما ظننا فقد كدنا نجزم انها ستقدم على قتل والدها انتقاما لما فعله بها،لكن كانت ذاهبة بخطوات واثقة لتطلعه على مدى صعوبة الكوارث التي تركها وراءه

وصلت الى العنوان المقصود وطرقت الباب ..خرج الاب وسأل بلغة البلد الذي يقيم فيه: من تكونين انستي؟

- يمكنك ان تتكلم بالعربية صحيح ؟

- اجل ، لكن لم اتعرف على حضرتك..

-انا...دعنا نقل شخص يعرفك اكثر مما تعرفه ..ايمكنني الدخول؟

لم يمانع الاب ذلك فقد رأى في انوثتها ورقة كلماتها جمالا ساحرا ارغمه على الرضوخ لها،غير مدرك انها ابنته ...ويال الاسف فقد نسي ملامح اكثر بناته قربا له..ادخلها وقد رأت في منزله خرابا سببه قلة

نظامه ووحدته فهو لم يقدم على الزواج طيلة العشر سنوات ...قالت دنيا بنبرة استهزاء: تعيش وحدك؟ غريب ...فقد ظننت ان الخيط الذي جرك الى الغربة عطر امرأة  متمردة تعشق سلب الرجال من عائلاتهم 

- عفوا؟ ماذا تعنين بكلامك؟؟

- خذ هذه الاوراق وامعن النظر فيها ...وستدرك معنى كلامي

- ما هذا؟...ايعقل ان تكوني ؟؟؟

ارتمى الاب بدموع التماسيح الى حضن ابنته لكنها صدته وقالت بنبرة صارخة: اهذا افضل ما لديك؟ لم تعلمك الغربة كيف تكذب يا ..ابي ..اتيتك لاقول اننا مانزال نتفس دونك لكنك لن تنعم بالجنة كما تظن

لن اسامحك..ولن تفعل امي في قبرها وحتى لو عادت اختى الى طبيعتها فهي لن تتقبلك ابدا..اما احمد فهو قصة اخرى لن اتحدث عنها مطلقا

عش كما تريد ..اكسب المال واجمعه في جيوبك وتزوج حسناوات المنطقة كلهن ...لكنك لن تحصل على السعادة التي تريدها ابدا

خرجت دنيا ودموعها على خدها ..ووفت بوعدها لاختها واخذتها الى الطبيب ...ورغم ذلك فلم تتغيرحالتها ..ولم تتزعزع شعرة واحدة من رأس هذا الاب القاسي الذي تجرد من انسانيته

وعادت دنيا الى المنزل خائبة فرغم محاولاتها لتحسيسه بالمسؤولية اتجاه ابنائه الا انه لم يقتنع ..واصلت دنيا النضال مع اخوتها وخالتها ،وكانت تتردد على منزلي يوميا لتفضفض عن نفسها المجروحة

و تبكي على كتفي من قهر الحياة...تنتظر شعاع الامل ليطل عليها ويذيب جليد الحزن على قلبا...

*تمت *    

 ***...صراع بين الماضي والحاضر...*** ج3...بقلمــ ندى ـــي
ط·آ¨ط·آ¯ط·آ§ط¸ظ¹ط·آ©
ط·آ§ط¸â€‍ط·آµط¸ظ¾ط·آ­ط·آ©