لا أدري لمادا أسرعت نحونا ، فقد كنا أنا وهو ، فقط ، لكنها تخطت باب المصعد بكل طاقتها قبل أن يلتقي طرفي الباب ببعضهما ، من الغريب أن تخاطر بحياتها كاملة من أجل عدم انتظار بضع دقائق الى حين عودة المصعد ، شيء غريب حقاً ، ومنعش الى حد ما في الآن ذاته بالنسبة لي ، فوجود فتاة بجانبي يغنيني عن الشعور بالحرمان الدائم والكبت العادم ، سعادة لا توصف توجت بنشوة عارمة عندما وضعت نفسي أمام الأمر الواقع ، دلك الرجل ، أعرفه جيداً ، فهو يعمل كممرض عند دكتور العيون ، مما يجعل لزاماً عليه أن ينزل في الطابق السابع ، لكن هده الشقراء التي أمامي ، لم أرها هنا من قبل ، لا شك أنها عابرة أو زبونة أو ربما مريضة ، يا الهي ... ما الدي سيحصل ان لم تنزل هي معه في الطابق السابع ، لا أدري ... أنا لا أرغب في دلك حقاً حتى لا تحصل أية كارثة ، لكن .... بلى ، في أعماقي أريد دلك وبشدة .
الثواني مرت بطيئة ، حسبتها ساعات ، كل اهتمامي كان مركزاً على أرقام الطوابق التي نعبرها ، الطابق الثالث .. الرابع .. الخامس ، ألم الانتظار ازداد غلياناً في داخلي ، عندما لمحتها ، هي ، حاولت أن أخطف نظرة بسيطة اليها ، لأجد أنها تبادلني نفس النظرات ، مع ابتسامة صغيرة تعني لي أشياء كبيرة ، الشيء الأجمل .. أنها أجمل فتاة رأتها عيناي في حياتي ، يا الهي .. هل أنا في يقظة أم حلم ؟
الطابق السابع .... لن أنزل فيه ، سأكمل طريقي نحو التاسع ، لم أر ساعتها أمامي شيئاً غيرها ، تراها ستكمل طريقها ، أم انها ستخوض معي مغامرة نحو المجهول ، داك المجهول المرغوب ، أجل لقد بقيت في مكانها ، تحرك المصعد ما بعد الطابق السابع .. لكنه تحرك مثقلاً بجثث أخرى ، غيرنا ، أنا وهي .......... !