السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الراحمن الرحيم
حب مع وقف التنفيذ
بذات يوم تعرضت والدة أمجد لسكته قلبيه أسقطتها طريحة الأرض_
كان امجد أبنها الأخير بالتسلسل العائلي بالنسبة للأولاد
_ وكانت أم امجد أمنيتها أن تراه عريس وأولادهِ من حولهِ يلعبون قبل وفاتها وإتمام رسالتها بالحياة
_أمجد يعشق إنسانة ولا يرغب بالارتباط بأي فتاة أخرى
لأن قلبهُ معلق بحبيبته
_ وكانت الحبيبة من دولة أخرى وهي أيضا تبادله نفس الحب والعشق
لا تشاهد بعينها سواه ، تعرَفَ عليها لما كانت بزيارة لبلده مرة واحدة من سنين مضت مع والديها ونشأت أجمل علاقة حب بينهم
هنا أمجد صار بين ناريين
_ نار يفقد فيـــها حنان والدتهُ وإغضاب قلبها عليه وهي بحالتها المرضية الشديدة
أم يرافق قلبهُ ويبقى حبيب عاشق على أبعاد الزمن والمسافات
حائر هو بحق يبكي بليلهُ يناجي ربه يا رب السمــاء كن لي خير معين ومرشدٍ لأمري وشافي والدتي مما تعرضت له من نكبة المرض
_أخوة أمجد الكبار يصرون إصرار ويناقشوه بالأمِرِ بإلحاح
_ أمجد لا يهتم لكلامهم ويتمسك بتصلب رأيهُ وحسب
باليوم التالي أصبحت حالة والدتهُ أفضل بفــضل العلاج السريع والدعوات من أبنائها وبناتها وبكائهم الطويل بالليلة المشئومة التي تعرضت بها لنوبة قبلية حادة
_ الأم أول ما استفاقت قالت نادوا لي امجد أنني مشتاقة له
_أمجد يرتعش أن لا يتكلم كلمة واحدة وتغضبها
حاول أن يتدارك الموقف حتى ترتاح والدتهُ وتتعافى تماماً
_ الأم أعرف انك ولد تحب أمك
يا امجد وستعمل على أرضائي يرضى عنك الله
_أمجد ماما لا تتكلمي حبيبتي صحتك عندنا بالدنيا وكل شيء ألك سيكون كما تشائين
_ ألأم بارك الله بك حبيبي وولدي الغالي
_ أمجد يذرف الدموع بشدة لأن الله استجاب لدعواتهم وتعافت والدتهم لأنهم لا يملكون بعد الله ورحيل والدهم غير أمهم الحنونة.
_ خرج امجد من الغرفة وعيناه تصبان الدموع فرحاً لشفاء والدتهُ
وحزين لأنه سوف يسكر قلب حبيبتهُ مريم لو تزوج بأخرى
فكر كثيراً هل يصارحها بما يدور أم يتم كل شيء بالسر
وأن يخفي الأمر لأنه لن تعلم من أي حد
لأن ما بينهم سوى حب عن طريق الهاتف ولم يلتقيا سوى أول مرة تعارفا فيها
كان حبهم نادر وصدق المشاعر والتصرفات هي من جعلت حبهم يدوم سنين
فقرر أمجد: وفاءٍ منه لها بأن يصارحها بالحقيقة ويدع الأمر الأول والأخير لها
وسوف يكون كلامها هو ما ينفذ بالأخر
_ كانت مريم متفهمة وحنونة جداً وبحال ما أن فاتحها بالموضوع على الفور،
_ قالت صحة والدتك وإرضائها من مرضاة الله يا أمجد وهي تذرف الدموع
وتقول هذا نصيبنا بهذه الدنــيا فدع الأيام تفعل ما تشاء وأنا لن أتخلى عنك
أن شاء الله ولنرضى بقسمتنا لأن والديّ لن يزوجاني بأي إنسان من غير جنسيتي
وبلدي وهو حكم الله أن يبقى حبنا كما هو
_ أيام وتعافت أم أمجد وخرجت من المستشفى
وبحثت مع بناتها عن فتاة مناسبة لأبنها الحبيب وبالفعل تعرفت عن طريق الصدفة على إنسانة وتعمل معلمة للأطفال بمدرسة ابتدائية
وتمت الخطبة بعد السؤال عنها وصار أمجد بحق خاطبُ لها
_ مريم تتقطع وتبكي كثيراً ولكنها قالت الصبر أفضل شيء وحياة أم الحبيب
هي الأهم بالوقت الراهن
_ اعترف أمجد لمريم بان الزواج سيتم سريعاً وهو طلب والدته
_ مريم يا حبيبي فليكن لن يتغير حبي ألك أبد
.....
هل منا من يقدس بالوقت الراهن حياة الأم ويفضلها على الحبيبة والزوجة ؟
وهل منا من يكون مضحي بهذا الأسلوب الطيب ؟
وهل منا من يلتزم الصمت وهو يضحي ؟
أن بقصتي هذه حكمة وعبرة لأولوا الألباب
واليكم حبي وودي
وأرجوا أن أكون قد وفقت بسردي لكم
من وحي تخيلاتي وحسب.

|