4 – الإعداد الخططي : يبدأ العد التنازلي للمباراة المرتقبة ،، يقوم المدرب حينها بالإعداد للمباراة قبل أيام قليلة من المباراة وفق الجوانب التالية :
أ – دراسة الخصم : و قد تختلف الدراسة حسب معطيات المباراة ،، فعندما تواجه فريق أو منتخب مجهول الهوية لا تعرف عنه شيء ستكون مهمة المدرب أصعب حتما ،، فهو لا يعرف طريقة لعب الخصم و أبرز مكامن القوة و الضعف و يحدد تشكيلته عليها .. أما في حال كان المدرب يعرف خصمه جيدا بإمكانه أن يكون في ذهنه الصورة العامة التي سيدخل فيها المباراة ،، بشكل عام يتم دراسة الخصم من قبل المدرب عن طريق أشرطة الفيديو التي توضح خفايا هذا الفريق طبعا يتطلب أن تكون هذه المباراة حديثة و لا تقل عن 15 يوم حتى تكون الأمور متقاربة بالنسبة للمدرب ... بناءا على الدراسة التي يجريها المدرب على الفريق يستطيع أن يضع ملاحظاته كي يأخذها في عين الاعتبار عند تثبيت التشكيلة أولا ،، و إصدار بعض التعليمات الخاصة و العامة للاعبي الفريق ..
مثلا عندما أواجه فريق ريال مدريد أتيقن بأن الظهير الأيسر للفريق صاحب واجبات هجومية بحتة و يترك فراغات قد تحدث مشاكل كبيرة و بالتالي فإني كمدرب سأعتمد على تثبيت جناح في الجبهة اليمنى يستغل هذه الفجوة الدفاعية ،، طبعا في هذه الحالة سأقوم بتوظيف لاعب يجيد المراوغة و السرعة و الطلب من المهاجمين بالاقتراب من هذه المنطقة لإيجاد الزخم ..
و لا ننسى أيضا ضرورة متابعة آخر إصابات الفريق و الإيقافات التي تصب لصالح فريقي إذا لم يجد الفريق المقابل البديل الجاهز و عليه يجب أن يكون المدرب حريص على متابعة آخر أخبار الفريق الذي سيقابله ..
ب – تثبيت التشكيلة : عند وضع التشكيلة من قبل المدرب يراعي عدة جوانب منها اللاعبون الموقوفون و اللاعبين المصابين و ها يعني استبعادهم عن المباراة ،، فيكون مجبرا بأن يلعب الأسماء المطروحة و المتوافرة لديه باختيار 11 لاعب جاهز بدنيا و فنيا لتكوين توليفة من اللاعبين مع القدرة على تحقيق المطلوب من هذه المباراة ..
كل مدرب يملك (أسماء ثابتة) لا يمكن الاستغناء عنها في كل مباراة مع وجود لاعب او لاعبين في كل مباراة يكون بمثابة (الخدعة التكتيكية) ،، مثال على ذلك هذه المباراة التي كشف فيها أليغري عن جزء كبير من تشكيلته لكنه ترك بعض الاسماء مبهمة على الشكل التالي :
أبياتي
؟؟؟ نيستا ؟؟؟ أباتي
فان بومل
نوتشيرينو ؟؟؟
بواتنغ
؟؟؟ إبرا
الاسماء المبهمة تطرح تساؤلات عديدة عن المدرب المنافس و يجعله في حيرة من أمره في تحديد الاسماء ..
ج – بدلاء الفريق : اللاعب البديل ورقة مهمة لكل مدرب ،، فالمدرب الذي يملك دكة بدلاء قوية مدرب محظوظ ، مثال واضح و صريح فريق المان سيتي بقيادة الايطالي مانشيني فهو مدرب يمتلك دكة بدلاء زاخرة باللاعبين المميزين القادرين على خدمة الفريق كما اللاعب الاساسي تماما .. فعندما يدخل مانشيني بتشكيلة قوامها التالي (من دون غيابات ) :
بالوتيلي
أجويرو سيلفا
يايا
دي يونغ باري
ميكا كولو ليسكوت كليتشي
هارت
في هذه الحالة فإن مانشيني يملك دكة بدلاء تتكون من :
بانتيليمون ( حارس مرمى ) ، زاباليتا ( ظهير ايمن ) ، سافيتش ( ظهير ايمن و قلب دفاع ) ، كولاروف ( ظهير ايسر و قلب دفاع ) ، هارغريفز ( ارتكاز دفاعي ) ، كومباني ( قلب دفاع و ارتكاز دفاعي ) ، بيتزارو ( ارتكاز هجومي ) ، جونسون ( جناح ايمن ) ، نصري ( جناح ايسر و صانع العاب ) ، دزيكو ( قلب هجوم ) ، تيفيز ( قلب هجوم ) ...
طبعا على المدرب أن يختار 7 لاعبين من هؤلاء اللاعبين ليكونوا ضمن قائمة البدلاء ،، في هذه الحالة يختار المدرب لاعبين يملكون المرونة و القدرة على اللعب في اكثر من مركز :
فبالإضافة لحارس المرمى بانتيلمون عليه أن يغطي كل مراكز اللعب تحسبا لأي تبديل محتمل ،، مثل اختيار سافيتش و كومباني كدفاع ،، بيتزارو و جونسون و نصري لاعبي وسط ،، و دزيكو كمهاجم .. و بناءا عليه سيكون كل من زاباليتا و كولاروف و هارغريفز و تيفيز كمشجعين بين الجماهير ...
هؤلاء اللاعبين يحتاجون لتعامل خاص كي لا يصابوا بالإحباط لجلوسهم على مقاعد البدلاء و قد تؤدي إلى مشاكل كبيرة قد تعجل في رحيلهم عن الفريق لذلك فإن الحل الوحيد هو استخدام اسلوب المداورة بين اللاعبين ،، و اقناع الاحتياطيين بأن كل واحد منهم سيكون له وقته كلاعب و أنه بإمكانه أن يكون افضل اذا بدأ المباراة بديلا ..
د – محاضرة اللاعبين قبل المباراة و الشحن النفسي : في هذه المرحلة و يفضل أن تكون قبل المباراة بليلة يتم نقل خطة اللعب لأفراد الفريق على شكل محاضرة نظرية يتم فيها شرح طريقة لعب الفريق الخصم و تبيان أبرز مكامن القوة و الضعف و ما يقابله من واجبات لدى أفراد الفريق و التحدث بمجريات اللقاء ،، كما ذكرنا سابقا التعليمات تكون فردية و جماعية على حد سواء ... طبعا لا ننسى عامل الشحن النفسي الايجابي الذي له دور كبير في تحقيق نتائج طيبة فإجادة المدرب مع اللاعبين من ناحية نفسية تجعل اللاعب له قابلية أكثر في قديم مستويات جيدة و تحقيق الفوز ...
ه – اختيار الكابتن : ليس بمقدور أي لاعب أن يكون دوره قيادي و يتحمل مسؤولية قيادة الفريق ، فالكابتن كما هو المدرب يجب أن يحمل كاريزما خاصة تؤهله لأن ينقل الأفكار للاعبي فريقه ،، العمر لم يعد حكرا لاختيار الكابتن و لا حتى الخبرة الطويلة ،، فالمهم أن يقوم هذا الشخص بعدة أمور منها الشخصية القوية و الاحترام من الجميع و هدوء الأعصاب و الاتزان و امتلاك الروح الحماسية ..


أثناء المباراة :
على المدرب أن يكون في قمة تركيزه عالي بهذا الوقت تحديدا لأنها ستنعكس على لاعبي فريقه خلال المباراة ،، كما أن المدرب المثالي في هذه الفترة يخلط بين روح الدعابة و الجدية مع التفريق بينهما ،، فلا يطغى جانب على آخر ،فكما قلنا المدرب هو مرآة فريقه و كل التصرفات محسوبة ..
لا بد أن تختلف ظروف المباراة من حيث طبيعة أرضية الملعب ،، ففي حال كان العشب صناعي (ترتان) فعلى المدرب أن ينبه لاعبيه من تسارع الكرة الكبير و كذلك ارتداد الكرة على أرض الملعب و التي تؤثر أكثر على حراس المرمى ،، حالة الطقس و الظروف الجوية لها دور كبير بالتأثير على المباراة ففي حالات البرد الشديد يتطلب أن تكون فترة الإحماء أكبر ،، كما أن المدرب يلتفت لهذه النقطة بتذكير المدافعين تحديدا بعدم الإكثار من التمرير القصير في المناطق الخلفية ،، و محاولة لعب الكرة أثناء التمرير بقوة أكبر حتى يتم تجاوز احتكاك الكرة بالأرض المبتلة بالمياه ..
بعد الانتهاء من الأمور التقنية و بدأ المباراة ينتشر لاعبو الفريق فوق أرضية الملعب حسب الخطة التي تم وضعها من قبل المدرب ،، مبدئيا فإن فترة جس النبض التي تكون أول ربع ساعة من عمر اللقاء تحتاج رؤية فنية من المدرب بتوجيه اللاعبين و مطابقة ما تم ذكره خلال الخطة و ما تم تنفيذه على رقعة اللعب ،، قد تكون هناك إرشادات بسيطة يلحظها المدير فيحتاج أن ينقلها للاعب فريقه على الفور كأن يطلب من أحد لاعبي الارتكاز العودة للخلف قليلا من أجل تخفيف الضغط على الدفاع و البناء الهجومي من العمق و امتصاص حماس الفريق المضيف و جماهيره ..
ضمن أحداث المباراة من البديهي أن نشاهد بعض الأمور التي تستوجب ردة فعل من قبل المدرب كالأخطاء التحكيمية و إضاعة فرص سهلة من قبل لاعبي الفريق أو أن يرى فجوات مدمرة في دفاعات فريقه و من البديهي أيضا أن تختلف ردة الفعل من مدرب لآخر ، مثلا رافاييل بينيتيز مدرب معروف بهدوئه و عدم تأثره بمجريات المباراة ليس تساهلا طبعا بقدر ما هو تركيز ،، و الأسماء تطول لكن نكتفي بهذا المثال ،، على الجانب المقابل هناك مدربين عرفوا بعصبيتهم و توترهم المستمر مثل مارادونا كثير الاعتراضات و التصريحات ،، و بينهما من هو متوازن و لا يميل لأحدهما على الآخر يتحرك في الأمور التي تستوجب أن يفعل شيء لكن بالنهاية المدرب عليه أن يبقى في كامل تركيزه .. و بالتالي نستنج من كلامنا أن هناك فرق بين ( مدرب هادئ و مدرب لا يهدأ ) ..
مجريات المباراة تحتاج إلى اتخاذ قرارات متلاحقة فيها الدقة و السرعة و الحكمة و المشورة : فالدقة جانب أساسي باتخاذ القرار فعندما يقوم المدرب بتوجيه تعليمات للاعب معين عليه أن يحدد ما هو بالضبط كي لا يشتت ذهن اللاعب و تركيزه ،، و السرعة و ليس التسرع يحتاجها المدرب في حالا كثيرة منها طرد قلب دفاع الفريق و قائده و هذا يتوجب أن يتصرف بسرعة فالخطأ ممنوع ،، الحكمة فالفريق المقابل يلعب بجناح كصانع ألعاب مميز و يعتمد عليه بهجماته ،، المدرب هنا عليه توجيه اللاعب المكلف بالمراقبة بضرورة استخلاص الكرة دون خشونة كي لا يلحق ضررا بالفريق ،، المشورة فلكل مدير فني مساعدين لا بد من استشارهم في بعض الأمور التي تختلط على رأس الفريق و اختيار الأفضل منها كان تتم الاستشارة في تبديل معين أو إعطاء توظيف جديد للاعب معين ..
كل مدرب معرض لأن يواجه 9 سيناريوهات بالمباراة يحددها مستوى الفريق و الفريق المقابل و الأسلوب التكتيكي المتوقع ضمن عدة وضعيات سوف أجملها في هذا الجدول :
|
فريقي متقدم |
فريقي متعادل |
فريقي متأخر |
مستوى فريقي الفني أفضل
(فريقي ريال مدريد و الخصم ريال سرقسطة) |
استغلال الفارق بالإمكانات من مهارة و سرعة و قدرات ،، اللعب على المساحات ،، إيجاد الزخم الهجومي و إعطاء أدوار هجومية للاعبي الوسط .. |
السرعة بالانتقال للواجبات الهجومية ،، لا مركزية اللاعبين ،، |
إيجاد الكثافة الهجومية داخل منطقة الجزاء ،، تنويع الهجمات في منطقة العمليات ،، استغلال المساحات بالمهارات ،، الضغط المتواصل .. |
مستوى فريقي الفني مماثل
(فريقي يوفنتوس و الخصم الميلان) |
الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة يولد أخطاء بسبب الصدمة ،، إحكام خط الظهر ،، الارتداد الدفاعي السريع ،، تقوية الوسط على حساب الهجوم .. |
اللعب بحذر ،، التشتيت السليم ،، البناء الهجومي المتزن ،، الالتزام التكتيكي ،، إيجاد الزخم في خط الوسط .. |
الدفع بلاعبين ذات طابع هجومي ،، الزيادة الهجومية المنظمة ،، الارتداد الدفاعي السريع ،، تنويع محاور اللعب .. |
مستوى فريقي الفني أسوأ
(فريقي ويغان أثلتيك و الخصم المان يونايتد ) |
إتباع أسلوب دفاع المنطقة ،، تأمين المناطق الدفاعية ،، الهجوم المرتد السريع ،، التسديد البعيد ،، الاعتماد على التمريرات الطويلة ،، قتل وقت المباراة .. |
الاتزان في طريقة اللعب ،، الاعتماد على الكرات القصيرة لكسب الثقة ،، تقليل المساحات .. |
العودة للمناطق الخلفية و إغلاقها ،، مراقبة مفاتيح اللعب ،، الاعتماد على المرتدات .. إغلاق المساحات للخروج بأقل الخسائر .. |