السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*..........*

* جلست قرب صندوق عتيق المظهر و وضعت ذراعي اليمنى عليه واسندت خدي الى يدي وقعدت قعدة الحائرة في رحاب الليل

كان البرد قارسا والرياح تصدر جلبة لا تطاق على سطح المنزل المتزعزع ، نقلت بصري في ارجاء الكوخ واخذت اتلوى

من البرد الذي يسكن عظامي،وصوت النافذة وهي تفتح وتغلق بعنف قد ازعجني ،كان الظلام يسود المكان ويزيده رهبة

و كآبة،فلم يكن فيه سوى فرش مهترئ تتخلله الشقوق والثقوب وطاولة مكسورة اكل عليها الدهر وشرب ،وبعض الاواني القذرة

واغراض لا تصلح لشيء ،كان هذا المشهد خاليا من الحيوية والامل حتى الاصوات والحركات كانت مجرد سمفونية للهدوء القاتل

الذي ساد وطغى على كوخي العتيق،فتحت الصندوق واخرجت شمعة ،ادخلت يدي في جيبي وسحبت علبة الكبريت ،فتحتها واذا

بعود كبريت واحد فقط ،اشعلت الشمعة ووضعتها وسط الغرفة ،اخذ لهيبها يتراقص يمينا وشمالا وهالة النور تبهج

قلبي الحزين وتبعث في جسمي الدفء الذي افتقدته،بقيت انظر الى الشمعة طوال الليل وهي تضمحل امام عيني

ويذوب قوامها ،وخيل الي انها تحدثني بلهيبها ،وتؤنسني بنورها وكدت اصدق ان لها لسانا ينهي مسرحية الهدوء المملة

و ينتشلني من بؤرة الجمود والسكون التي طفقت تسحبني اليها وتجر جسدي المرهق الى كبدها ،

ثم غفوت ...وقد رأيت في غفوتي ان امي ظهرت امام الشمعة فجأة وقالت لي :بنيتي ..اصبري على

المحن ولا تفقدي الامل كوني قوية ولا تتخاذلي ،استطيع ان ارى بصيص الامل يتسلل الى حياتك كما يتسلل ضوء الشمعة هذه

الى قلبك الكبير ..اصبري يا منال ...منال استيقظت على وقع طرق عنيف على الباب وصراخ مدوي *منال ..منال*

كنت متأثرة بحلمي فظننت لوهلة انها امي تطرق الباب رغم انها توفيت منذ سنوات فاسرعت الى الباب

فتحته واذا بجارتي امينة وقد احضرت لي بعض الطعام ..عدت الى مكاني ووضعت الصحن امامي ثم نظرت الى الشمعة

انها ذائبة تماما وقد انطفأ فتيلها فقلت بتأسف: *ها انا اعود الى الظلام مجددا *

                                          تمت