اليــــــَــــومُ المُنتــظـــــَـــــــــــــــر ! ' بقلمي '
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
Zikoo Pasha

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 16324
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 7569
مشرف سابق
Zikoo Pasha

مشرف سابق
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 16324
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 7569
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 2.3
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 6997
  • 16:12 - 2012/03/04

 ( الأحداث المذكورة في النص ليست وقائع ذاتية ، ولكنها أفكار تحدثت على لسان بطلها )

 

 

الزمن بدأ يتغير ، ازداد وزنه بشكل كبير ، فالدقائق أصبحت ساعات ، والساعات تحولت لأيام ، وهاته الأيام لا تريد أن ترحل لتترك الفرصة للرابع عشر من شباط ، انه اليوم الموعود ، اليوم الذي انتظرته طويلاً ، ولعل الأيام الأخيرة قبله كانت أطول أيّام حياتي ، لا شك أنها انتقمت مني لأني لم أنظر اليها ، وأصبح كل اهتمامي منكباً حول اليوم الرابع عشر ، دلك اليوم الدي سأتنفس فيه الصّعداء ، و ألتقط أنفاس الحرية الجديدة ، لأصبح جزءاً من هدا العالم المريض ، و أصير واحداً من أولئك العشاق الصعاليك ، الذين أتبعتني قراءة قصصهم الغرامية ، و مشاهدة أفلامهم الرومانسية الحالمة .. غير أني لن أركب السفينة متأملاً البحر العريض مع حبيبتي مثلما فعل جاك مع روز في فيلم التيايتانيك ، ولن أذهب لأفخم المطاعم في تركيا مثلما فعل مهند ، وبالتأكيد فان آخر ما سأفكر فيه هو أن أصير مزمجراً و كلباً نباحاً راقصاً على طريقة شاروخان .

 

لقد كنت أفكر في كون الرابع عشر من شباط هو اليوم الّدي ستعود فيه حبيبتي من سفرها البعيد القادم من سفوح الجبال  ، وقد أدركت حينها أني فتًى محظوظ ، رغم أن فمي لم تولد فيه ملعقة ذهبية، بل ولدت فيه أخرى قصديرية نسبة للبراكات المنتشرة والمنتثرة في أرجاء حيّنا ، أجل أنا فتىً محظوظ، انها مصادفة عجيبة أن يلتقي ميعاد عودة الحبيبة مع عيد الفالانتين ، لا أعرف شيئاً عن هدا الأخير، لكن حبيبتي وعدتني أن تحتفل معي بذكراه عند عودتها، وهدا الاحتفال ليس بالشيء المكلف بالنسبة لي ، تكفيني قارورة من النبيذ الرخيص وسيجارتين لنحتفل أنا وحبيبتي عند الشجرة الكبيرة الواقعة على قمة الجبل المحاذي ، هناك حيث المنظر الأجمل في محيطنا كله ... شيء واحد يؤرقني في دلك المكان ، وهو اطلالته و قربه من المقبرة المُرعبة .. آه كم أفزعني وأدخل فيّ الرعب دلك المكان ! ، أياً يكن .. فاني سأتجاهل تلك المقبرة اللعينة ، لأستمتع بسحر اللحظة الفانية !

 

تمر الأيام بطيئة ثقيلة على خلاف ما ينبغي أن يسير عليه زمن عصر السرعة ، و كلما مرّ واحدٌ من تلك الأيام البطيئة ، كلما ازدادت لهفتي و كثرَ معها شوقي للاحتفال ، وللمرة الأولى في حياتي ، بشيء اسمه الحب ، في حياتي كلها لم أكن أعرف سوى الكره ، أن أكرَه ، و أن أُكرَه أيضاً ، أما أن أحب .. فهدا لم يكن سوى مزحة سخيفة كنا نتضاحك بها مع أصدقاء الشارع .. لكن ، ومع تعرفي على تلك الفتاة ، عرفت أن هدا الضحك ليس سوى وليدٍ للحرمان الدي يعانيه أولئك الأطفال .

رغم بطئها ، تمر علي مرور الكرام ، هي الأيام التي يا ليتها انتظرت وما رحلت ، فأتى اليوم الكبير ، اليوم المنتظر ، وقد انتظرتها تماماً حيث اتفقنا ، وقد جهزت كل ما يلزم احتفاءنا البسيط ، انتظرتها ساعات طوال ، بدت لي لوهلة أنها أطول من تلك الأيام السابقة التي عانيتُ فيها ألم الانتظار ، هو ذاته الألم يتمخض داخلي ،  ليلد الأسئلة العميقة المفجعة ، هل تراها تركتني ؟ ونسيت عهدها باللقاء ؟ ، لا .. محال ، وألف محال ..

 

في طريقي الى منزلها الصغير ، ألتقي بمشاغب الحي الساخر " سيمو " ، لكنه قابلني بغير دلك الوجه الضاحك المعتاد ، حتى خلته شخصاً آخر غير " سيمو " المهرج ، بدى على وجهه غمامة سوداء واكفهرار لم أعهد لهما مثيل ، حاول أن يتحاشى الكلام معي ، لكن لا مفر من السؤال .. أين هي ' حبيبتي ' ، ولمادا لم تقابلني ؟ ، حاول بكل مجاملاته و طرقه الملتوية التهرب من الجواب ، تلعثم ، و شعرتُ بغصة كبيرة في حلقه ، قبل أن يقول ، ويا ليتَه لم يفتح فاه الدي طالما أضحكني ، لكنه هده المرة أسال الدموع من عيناي ، ' لقد رحلت يا زكريا ، لقد رحلت ... ' ، ' رحلت ، لكن .. الى أين ؟ ' ، لتأتيني كلماته التالية وكأنها صعقة سماوية ما بعدها حياة ' رحلت الى .... المقبرة .... ، بعد حادث مروع في طريق عودتها ' .... رحلت ادن ، رحيلاً أبدياً ليس بعده لقاء ، حتى ادا تجدد هدا اللقاء فآمل ألا يكون في الجحيم حيث يستجدي المرء بصاحبته و بنيه .. !

 

عندها ... كان حتماً علي أن أتأمل مقبرة الرعب ، لكني لم أصل على فتاتي صلاة جنازة ... ولم أزر قبرها ، وهي .. لم تعد سوى ذكرى من ذكريات حياتي الجميلة والمؤلمة ... !!!

 

 

بقلم : زكريا ..

 

 

 اليــــــَــــومُ المُنتــظـــــَـــــــــــــــر ! ' بقلمي '
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©