أدخل المنزل في ساعات متأخرة، أول ما يقابلني وجه زوجتي الوفية
مبتسمة كأنها تقول (أنت أو لا أحد) لم أعد أعلم بما أقابل وفاءها ذاك
هي تظنني بريئا من تلك التهمة، هي تظن أن ما حدث معي هو مجرد ابتلاء
لقد صدقتني رغم كل شيء، رغم أن المحكمة شككت وقاضي التحقيق أدان
وأهل الضحية تنازلوا عن القضية
لقد كنت بمثابة بذرة سوء أنبتت العداوة والبغضاء بينها وبين كثير ممن كانت تحبهم
صاروا هم المتهمين الذين أساؤوا إلى سمعتي وأهانوا شخصي
ماذا لو كنت مذنبا؟
من كثرة سكري صرت لا أعرف متى أكون صاحيا ومتى أكون ثملا
لم أعد أعلم هل في الشراب وعيي أم غيره
هي تعلم أنني أشرب، لكنها تعتقد أنه مجرد إدمان، وليس محاولة للهروب من شيء ما
زاد الصراع حدة رغم غياب كثير من أطرافه باختيار أو برغم
أناس كثيرون يتبادلون نظرات الاحتقار، أحلام بريئة صارت تحترف الحقد في عيون الأطفال
خاصة حينما يعجز أحدهم عن إجابة أحدهم
(لماذا لا نتصافح، لماذا لا نغني ما أحلى أن نعيش في بيت واحد)
حينما يخاطب بريئ منهم طفلة في عمر الزهور وهو يمسح دمعة عن خدها المورد
(لا تبكي، سأكون فارسك، وسنتزوج مثل بياض الثلج)
فتجيب:
(لقد قالت لي أمي أننا حرام على بعضنا)
..........
وكما هناك وافدون جدد هناك راحلون، ذهبوا وتركوا خلفهم
علامات استفهام متتالية، كانوا أطرافا في هذا الصراع
لا أشك أنني أستطيع أن أجيب على أغلب هذه التساؤلات
فقط لو استطعت أن أجيب نفسي
(هل الخمر يعيد وعيي أم يذهبه)
لا أقف على قبر الراحل منهم إلا بعد أن يغادر الجميع
وحيدا أخاطبه كالمجنون، ولست أعلم
لمَ أفعل ذلك، ولا بم أتكلم هناك
هل كنت أطلب الصفح لأني مذنب
أم كنت أقول له لقد سامحتك رغم كل شيء لأني بريء
لا أعلم، هل كذبوا حتى صدقتهم
أم كذبت حتى صدقتني زوجتي ثم صدقتها
...............
اقتباس من الواقع
(من واقع أحدهم وليس من واقعي)
تمت الآن
تحياتي