السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*امل تبحث عن الامل *
* انا امل فتاة مجتهدة ومقبلة على الدراسة في الجامعة واليكم قصتي ....*
*..وصلتني شهادة القبول في جامعة عليا بعد ان سجلت فيها بلهف و حماسة ،فغمرتني الفرحة وكأنني اطير
اتصلت بأصدقائي واعلمتهم بخبر قبولي وبادلتهم الفرحة بقبولهم في ذات الجامعة ...
مرت الايام والتحقت بالجامعة وقد كانت غاية في الروعة والنظام ،وككل الطلاب الجدد انتابني القلق والتوتر
وذهلت للنظام المختلف فيها..انتهى الدوام واسرعت الى صديقتي استفسر عن عنصر لم افهمه في المحاضرة
واثناء حديثنا رأيت رجلا طويل القامة جميل الوجه تبدو عليه ملامح البساطة والتواضع فشعرت وكأنني اعرفه من مدة طويلة جدا
وتذكرت اني قد رأيته سابقا في حفل تخرجي من الثانوية ...لكنني لم اعرف من يكون تماما
وصلت الى البيت وماازال محتارة حول هوية الشخص الذي رأيته ..في اليوم التالي اصطحبتني صديقتي الى منزلها من اجل
ان نناقش بعض المواضيع الدراسية واذا بوالدتها تهمس في اذن شقيق صديقتي وكأنها تريده ان يرصد تحركاتي خوفا
من ان اجر شقيقته نحو اخطار الجامعة وما شابه ذلك ...اثناء حديثنا رن الجرس وفتحت الباب واذا به الرجل الذي رأيته...
-------------------------------------
احسست بالدهشة وانتابتني الحيرة واذا بصديقتي منال تصيح :اهلا لؤي ...حللت نورا علينا، كيف الحال ؟
لم ارتح بل اشتعلت الحيرة بداخلي نارا لا تخمد وكأنني في عالم من الغرباء ونظرت اليها وهمست في اذنها :
-هل هو احد اقربائك؟
- هذا لؤي ابن عمتي ...استاذ جامعي جديد بنفس الجامعة التي ندرس فيها
لؤي...هذه امل صديقتي ...
مد لؤي هذا الرجل اللبق ذو الابتسامة الساحرة يده وقال : تشرفت بك آنستي ..
شعرت برعشة في جسمي وظننت اني اذوب من الخجل واحمر وجهي بشدة ..
جلست الى الطاولة حتى حضرت والدة "منال" واخوها" فراس " ورحبوا بضيفهم ..وبينما هم يتحدثون كان لؤي ينظر الي ويبتسم
فنقلت نظري من الحياء الى زاوية اخرى لابصر ب"فراس" ينظر الي بغضب شديد وكأنه يريدني الا اشيح نظري عن
الطاولة ولو للحظة...انتهت الزيارة ورحل لؤي واخذت اترقبه يصعد الى سيارته ومايزال يبتسم بطريقة ساحرة..
وانا اجهز نفسي للرحيل شدني "فراس" من ذراعي بعنف وقال :
انا اريد ان نتحدث قليلا فهل تسمحين لي بخمس دقائق من فضلك ؟
----------------------------------------
-نعم تفضل اخي
-انا اخاف على اختي من التعرض الى اخطار الافات المنتشرة في الاوساط الجامعية لذا اريدك ان تكوني صديقة لها وتحميها من
هذه الامور فقد سألت عنك وسمعت ما يرضيني ويريحني ثم اني ..... اعجبت بك كثيرا وارغب ان اتقدم الى خطبتك بعد
ان امضيت 3 اشهر اتأكد من كونك الفتاة التي تكون سندي وابني معها اسرة متينة ...
ادهشني ما قال وفي نفس الوقت ارتحت لانه لم يكن ينوي الا خيرا لكنني لم اوافق في قرارة نفسي وغادرت دون قول اي شيء
مرت الايام واخذ يحاول معرفة الاجابة مني لكنني استمريت في الرفض لتعلقي ب لؤي ورغبتي الملحة على التعرف اليه
واستمرت الصدفة في نسج لحظات جميلة بيني وبين لؤي ...فتارة يكون رقيقا معي وتارة اخرى يرشدني في دراستي بكل
ادب واحترام.. وفي احد الايام صارحت منال باعجابي ب"لؤي" ومشاعري نحوه لكنها صدمتني قائلة : امل ...اخشى انك لن تتمكني
من الحصول عل قلبه لأنه احب زوجته حبا اسطوريا ولم يعد يفكر بالارتباط بعد وفاتها بحادث سيارة أليم ..
فقدت الامل للحظة واحسست ان ما يخالجي من مشاعر حب صادقة هو عبارة عن خطأ ارتكبته بتعلقي برجل لم اعرف عنه الا القليل
-------------------------------
غادرت الجامعة وانا حزينة للغاية حتى تلقيت اتصالا من فراس ودعاني لاحتساء القهوة معه فوافقت بدافع نسيان لؤي
واثناء حديثنا اخبرته اني موافقة على عرضه للارتباط ...اخبر فراس اخته منال بما دار بيننا وانه سيرتبط بي
لكنها عارضته واطلعته على حقيقة مشاعري ...في اليوم التالي التقيت به وحاولت محادثته برقة لكنه اوقفني قائلا:
حبي لك امر محتوم فانا لا اكذب حيال مشاعري لكنك تحبين غيري وان اردت سعادتك فليس علي سوى افلاتك وجعلك تقاتلين
من اجل حبك الصادق.....ولأثبت لك ذلك ..سأمنحك فرصة لتحاولي التسلل الى قلب لؤي .. سيغادر مساء اليوم لتصفية بعض
الامور العالقة حول املاكه في اسبانيا حيث كان يقيم مع زوجته المرحومة اتمنى ان تقنعيه بالبقاء وتصارحيه بمشاعرك
تشكرت فراس والدموع تهطل من عيناي ... وعزمت على مصارحة لؤي بمشاعري العميقة
--------------------------------------
حل المساء ولحقت به الى المطار بعد ان اطلعني فراس على التفاصيل،وبحثت عنه في كل مكان ولم اجده وبعد يأس شديد
وبينما انا احاول الرجوع اصطدمت برجل واذا به لؤي فسألني عما جاء بي الى المطار فقلت له بارتباك انني اردت رؤيته
قبل رحيله وصارحته بكل شجاعة عما يجول بداخلي فضحك ثم قال : انت لن تأخذي مكان زوجتي ..لأن هذا ليس ضروريا حتى احبك
ففي الواقع خفت ان اصارحك بشعوري فتنفري من وتعتقدي بي سوء لكنك تبادلينني الشعور اما عن زوجتي فهي خالدة بداخلي لا
انساها ... لقد كنت تتصرفين على طبيعتك دائما ولم تتكبدي عناء التمثيل امامي وتقمص الشخصيات لنيل اعجابي
كنت انت ودائما ...ارى منك ما انت عليه دون اقنعة وهذا ما لم اصادفه في غيرك تذكرينني بزوجتي ..والاختلاف بينك وبينها
انك اكثر صدقا واكثر نباهة وذكاء ..واكثر جمالا ...
- ألن تتأخر على طائرتك ...؟
- لقد اقلعت منذ لحظات ،لقد تراجعت عن الرحيل في آخر لحظة وسأتصل بأحد اصدقائي لينهي مسألة الاملاك
عدت مع لؤي والسعادة تغمرني ..وبعد شهر تقدم لخطبتي وحددنا موعد الزفاف ..
لولا فراس الذي حثني على البحث عن بصيص الامل والتشبث به وعدم الاستسلام والانهزام بسهولة لرجع لؤي ولم يجد سوى
بقايا احلام لم تتحقق ويراني في احضان غيره..*
" تمت "