أقتـــــــلـــــــــــــه أم لاآآآآآآآآآآآآآآآ ؟ ( بقلمـ ـــــي )
آخر
الصفحة
Zikoo Pasha

  • المشاركات: 16324
    نقاط التميز: 7569
مشرف سابق
Zikoo Pasha

مشرف سابق
المشاركات: 16324
نقاط التميز: 7569
معدل المشاركات يوميا: 2.3
الأيام منذ الإنضمام: 6978
  • 22:13 - 2012/01/16
 
Trans-Mongolian train at night
 

لم تحتج لكثير وقتٍ لكي تمتلكني ، وتستحوذ على أهم كيانٍ في روحي وجسدي  ..

أيامٌ بسيطة وقليلة ، لأشعر بأن ذاتي تتغير ، أن ثمة شيء داخلي قد نمى وكبر ، لم أدري في البداية ما هو؟

لقد كان شيئاً لم أعرف اسمه .. ولكنه نمى ونمى ونمى .. حتى كاد أن يزلزل المنطقة الحمراء في صدري .. أ هو الحب ؟

لم أكن أعتقد ذلك في البداية ، لأن جدتي علمتني جيداً أن الحب حرام ، وأن بنات المدرسة والشارع هن بنات حرام ..

لقد ظل يكبر في داخلي وأنا أقمعه.. أصبح يستحوذ على مخيلتي وأنا أتجاهله .. ظل ينمو .. وينمو ..وينمو ..لكن الى متى ؟

في أول رحلة عودة لمدينتي الأصلية بالقطار ، عندها فقط أسميت دلك الشيء الدي نمى في داخلي ... أو على الأقل بدأت أعرفه

أتأمل القطار وهو يمضي بسرعة .. ويخلف الأشياء من ورائه تلو الأشياء ...

كنت خائفاً الى حد الجنون ، أن تكون " هي " أيضاً من الأشياء التي يخلفها القطار وراءه ، ويبتعد عنها شيئاً فشيئاً ..

عندها كان الظلام حالكاً .. خشيت أن يغطي هدا الظلام المستقبل .. مستقبل هدا القلب الدي كبر فيه شيء عجزت عن ترويضه ..

حاولت أن أنظر الى نفسي في النافدة التي كانت تعكس الأشياء .. لكني لم أقدر .. بصري أصبح قاصراً أمام دلك الوحش الجياش الدي ملأ قلبي واستحوذ على فكري ..

في الحقيقة حاولت جاهداً أن أرى نفسي .. لكني لم أرى شيئاً غيرها " هي "  .. رغم أني كنت واقفاً .. والقطار كان مزدحماً..

لكن دلك " الوحش " الدي ينمو .. كان أكبر من كل هؤلاء الواقفين المزدحمين المتذمرين .. ومن نفسي .. ومن القطار ، بل ومن كل العالم من حولي ..

رأيتها هي .. أجل رأيتها .. لا أدري هل رأيتها في الواقع أم انه الوهم ؟

لكن ما يهمني أني رأيتها .. وقد كانت تغني .. لي .. وتقول لي بصوت عذب رنان ، وبكل عطف وحنان : " احبك "

بقيت أتأملها وهي تغني .. آه ... آه .... آه ... كم كانت رائعة ..

لقد ظلت تغني فقط عن حبها لي واشتياقها لرؤيتي ...ربآآه مادا علي أن أفعل .. !

تارة كنت غاية في السعادة .. لأنها تقول أروع كلمة سمعتها مخيلتي " أحبك "

ولكن دلك لم يحل بيني وبين الحزن .. والبكاء .. لأن كلماتها بحق كانت تُبكي ..

لقد صرخ دلك الوحش الدي في داخلي بكل قوته .. صرخ عالياً جداً ..

حتى كاد أن ينفجر ليتحول صراخه لصوت مسموع لكل الكائنات الغريبة الكثيرة من حولي ..

مع دلك فقد صرخ هدا الوحش ليقول هو أيضاً وبكل لطف وألم وأمل : " أحبكِ " ..

عندها تمكنت و للمرة الأولى أن أعرف ما اسم دلك الشيء الدي لم أعرف لمَ تركته حياً ولم أقتله عن ارادة .. وتركته يكبر ويكبر حتى أصبح هو من يقودني .. لا أنا ..

وعندما قالها .. أو قلتها .. كانت " هي  " غاية في السعادة .. وازداد لهيب غنائها وشدة كلماته  .. وفي الوقت ذاته كنت أنا منتشياً بلذة ثوران دلك الوحش ..

كل دلك حدث والقطار يمضي شيئاً فشيئاً .. مبتعداً عنها ..

انها الحقيقة التي حاول الوحش أن يجعلني أتجاهلها بكل قوته ..

وسرعان ما استفقت من غمرة اللقاء الأعظم ، وأنا أسمع صوت راكب يقول لي " هيا بنا ، لقد وصلنا "

دلك كان كفيلاً بأن يعمق جراح دلك الوحش  ........

ولكني على الأقل كلّمتها ... وقد كان أروع لقاء خضته في حياتي ...

لا أدري ما الدي ينبغي فعله بهدا الوحش .. كلما طاوعته .. كلما كان هو من يقودني ..

أخشى أن يأتي اليوم الدي يكبر فيه فيلتهم الجميع .. ويلتهمني أيضاً ..

فما رأيكم أنتم .. أقتله أم لا ؟؟

 

 

 
 
 
 
 أقتـــــــلـــــــــــــه أم لاآآآآآآآآآآآآآآآ ؟ ( بقلمـ ـــــي )
بداية
الصفحة