هل نشهد تغيير فى قمة الممتاز
المتابع للدوريات الاخرى بخلاف السودانى عربية ,افريقية كانت او عالمية يجد التنافس المحموم بين الفرق لاحراز اللقب المحلى لكل بلد , والتنافس فيها عادة لا يقتصر على فرقتين وحتى لا يمكن التنبؤ به من بداية الدورى وحتى المباريات النهائية الحاسمة واحيانا لا يحسم اللقب الا فى اخر مباراة , كذلك تجد فارق النقاط ضئيل جدا بين اصحاب المراكز الاولى ان لم يكن بين كل فرق الدورى , ونجد بعض التشابه بين دورينا والدورى الاسبانى الذى ينحصر فيه التنافس بين فريقى ريال مدريد وبرشلونة مع فارق الامكانيات بالطبع . لكن ما السبب فى هذا الامر الذى جعل القمة من فريقين ؟؟؟
فى اعتقادى ان السبب الاساسى هو الامكانيات التى يتمتع بها فريقى القمة من دون بقية فرق الممتاز وذلك نتيجة سيطرة رجال الاعمال على امور النادى مما يوفر موارد مالية قادرة على جلب اجهزة فنية ومحترفين اجانب ومحليين على قدر عالى من المهارة زائدا توفير معسكرات للاعداد وحوافز مقدرة للاعبين مما يزيد الدافع لديهم . كذلك لا يمكننا اغفال الدور الحكومى من توفير دعم مادى ولوجستى كالتجنيس وغيره , من جهة اخرى يمكن ان نلاحظ دور القاعدة الجماهيرية الكبيرة التى يتمتع بها الناديان والتى اصبحت كمورد ثابت للدعم الشهرى بجانب العضوية الضخمة والتى حتى لم تستغل الاستغلال الامثل حتى الان .
لكن ورغم كل هذه الهيمنة التى استمرت كل هذه السنوات نتوقع حدوث تغييرات على هذه القمة بناءا على مؤشرات بدات تظهر فى الافق ويمكن ان نعددها فى النقاط الاتية :
- اولا : الاهتمام الواضح من قبل بعض رجال الاعمال والمؤسسات الحكومية ببعض الاندية خلاف نادييى الهلال والمريخ وعلى سبيل المثال لا الحصر نادى الاهلى شندى ,ذلك النادى الذى صعد بقوة هذا الموسم اضافة لاحتلاله المركز الرابع الذى اهله للتمثيل الخارجى مباشرة والذى يجد الاهتمام من رجل اعمال مرموق, اما الاندية التى تتبع للمؤسسات وتجد الدعم المادى والحكومى فخير مثال لها نادى الخرطوم الوطنى والذى حاز على المركز الخامس ونافس بشدة على الرابع وهو ايضا مثل قبل ذلك افريقيا.
- ثانيا : اتجاه الدعم الحكومى لاندية اخرى مثل الهلال كادوقلى الذى استطاع تجنيس بعض اللاعبين الافارقة فى دعم لوجستى حكومى واضح حتى لو كان له بعض الخلفية السياسية .
- ثالثا : تكوين بعض الاندية لقواعد جماهيرية مثل النسور الامدرمانى الذى يمتلك مشجعين على الطراز الحديث ومواكب ومقدر مما يوفر له سند فى كل مبارياته,اضافة لفرق الولايات التى تمتلك قواعد خاصة وضخمة.
- رابعا : اتجاه الفيفا لتطبيق نظام الاحتراف على الاندية مما يهدد بعض الاندية المعتمدة على الحكومة فى الصرف فلابد من تطبيق نظام الاحتراف والذى بدوره سيؤدى لتغيير ملكية هذه الاندية لجهات قادرة على الدفع والاستثمار مما يزيد من التنافس .
من كل هذا وذاك اتوقع حدوث تغيير باين على خارطة الدورى السودانى من منطقة القمة الواحدة الى متعددة القمم , وهذا بالطبع يضيف ولا يخصم وباذن الله يصب فى مصلحة الكرة السودانية لتحتل مكانة مرموقة فى خارطة الكرة الافريقية والعربية والعالمية . |