التسجيلات دعم فنى ام اهدارٌ للمال
المُلاحظ في الآونة الاخيرة سطوع نجمى الهلال والمريخ في سماء التسجيلات في قارة إفريقيا والوطن العربي ،كإسمين كبيرين يتابعهما الكثير من الرياضيين في العالم العربي وافريقيا ولا أُبالغ إن قلت في كثيرٍ من بلدان العالم !!!
فصفقة المصرى (عصام الحضرى) تداولتها الكثير من وسائل الاعلام في العالم كخامة خبرية وتحليلية في فقراتها الرياضية.
وكل هذه الصفقات التى تم فيها صرفُ الكثير من المال كانت بدوافع عدة حسب تبرير منفذيها وتصريحات إدارات الأندية -خاصة ناديي القمة- وان كان الاعتقاد السائد، وهو ما قصدت إدارات الاندية اللعبَ على وتره، وهو الدعم الفنى للاندية اولا واخيرا الا أن المتتبع لحال الرياضة في السودان يرى غير ذلك ويتشكك الكثيرون في مثل هذه الدوافع خاصة اذا نظرنا لحصيلة ما افرزته هذه الصفقات من دعم (فنى ضئيل) مقارنة مع ما صرفته الاندية فيها مما اصاب الكثير من الرياضيين بالإحباط وشغلهم التساؤل عن مغزى ان تهدر كل هذه الاموال والحصيلة دورى باهت ومنافسات محلية لاترقي للطموحات و ايضا عدم احراز لاى بطولات خارجية تضاف الى رصيدنا شبه الخالى منها !!!!

*الواقع الرياضي يحتاج للكثير من المراجعات ويدعو للكثير من التريث ونقد الذات .
من المتوقع في اى نشاط مؤسسي و خدمى او غيره ان تُدار مثل هذه الأُمور بمسؤولية كبيرة وان يطبق فيها مبدأ الثواب والعقاب، والاندية وخاصة الكبرى منها يجب أن تخضع لهذا المبدأ وان تُدار جمعياتُها العمومية بشفافية كبيرة، كيف لا وهى التى تُحظى بإهتمام قطاعات كبيرة من الجماهير وتحمل كل تطلعاتهم وطموحاتهم ويجب على من يتولى الامر منها ان يكون على قدر هذه الطموحات ويُخضِع نفسه ومن معه للمساءلة امام هذه الجماهير .

إنّ الشفافية في الجمعيات العمومية تقتضي دراسة خطابات الدورة والميزانية بعمق وتمحيص، والبعد عن الفبركة في صياغتها وإجازتها حتى يبرئ القائمون على الأمر أنفسَهم امام جماهيرهم اولاً وبكل نزاهة وصدق ولكن ما يحدث للأسف- وهو ما نراه- هو الإستعجال في الصياغة والاجازة والفبركة حتى لو اقتضي الامر إستجلاب العضويات لتحقيق المراد مستندين في ذلك على مبدأ المكابرة وستر ما يمكن ستره لتحقيق غايات خفية عدة .

السؤال هنا: مَن مِن رؤساء الأندية تمت مساءلتُه عن تسجيل لاعب انفق فيه الكثير من المال واخفق او اتضح أنّه( صفقة مضروبة)؟؟؟!!
ربما لأنّ اختلاط المال العام بالخاص وعدم الشفافية في مصادر الاموال هو ما يدعو الكثيرين للتجاوز عن طرح الامور بصورة أكثرُ جديّة ، ولكن ألى اين والى متى تظل الامور مبهمة ؟؟ ويظل الجميع في دائرة الجهل بالصورة التى تدار بها أنديتُهم عبر ممثليهم من اداريين وغيرهم؟؟؟
ومهما كان من تبرير لمثل هذه الاخفاقات فلابد من الحساب إن اردنا النهوض من كبواتنا وازالة الجليد عن مسارنا الرياضي المتعثر.
إنّ بناء الأمجاد للأندية وصِيتُها لايَتَأتى بانفاق الملايين من الدولارات لجلب اللاعبين والهالة الاعلامية الهائلة التى تحيط بمثل هذه الصفقات، إنّما بالعمل الجاد والمثمر لتحقيق بطولات طال انتظار الجماهير لها بعيدا عن اى فرقعات إعلامية هلامية لا تدوم طويلاً وربما انقلبت على الجميع كمصدر تندر وسخرية في المستقبل القريب.