تحية وتقدير للجميع    إستبشر الجميع خيراً بثورة الإتصالات والقنوات الفضائية التي أصبحت تنقل لنا كل يوم المباريات العالمية في كافة البطولات من دوريات أوربية وبطولات قاريّة وإقليمية وغيرها ، حيث أصبحت المشاهدة متاحة للجميع سواءً في المنازل أو أندية المشاهدة لأولئك الذين لا تتوفر لديهم الأموال اللازمة للإشتراك في خدمة القنوات الناقلة لتلك المحافل الكرويّة.      أعتقد الناس أن مشاهدة هذه المباريات سيعود بالخير والتطور لكرتنا السودانيّة ، بإعتبار أن اولئك اللاعبين هم الصفوة علي مستوي العالم من ناحية المستوي ، كما أنها ستكون مفيدة للمدربين والجمهور والإعلام وغيرهم لانها عبارة عن دروس عمليّة تضاف للدروس النظريّة المتوفرة في الكتب لتدربية أو علي الشبكة العنكبوتيّة .      غير أن هذه المشاهدة للأسف لم تحقق المرجو منها خاصةً بالنسبة للاعبين ، فالواضح لنا الآن أن لاعبينا يشاهدون المباريات مثلهم مثل الجمهور ، حيث أنهم ينفعلون معها و يشجعون فريقاً بعينه ولا يركزون علي الإستفادة الفنيّة من تلك المباريات في شكل الأداء والطموح والحلول الفردية واللعب الجماعي وغيره ، بل وحتي أولئك اللاعبين الجاديّن الذين يعملون علي تطوير لعبهم من خلال هذه المباريات لم يعرفوا الطريق الصحيح وإنما عملوا علي تطبيق ما يشاهدونه من مهارات وطرائق لعب دون التعرف علي الكيفية التي قام بها هؤلاء اللاعبين العالميين بتفيذ هذه الأشياء داخل المستطيل الأخضر.   إن لاعبينا لم ولن يستفيدوا من نظرائهم في أوروبا بهذه الطريقة فهذه الفئة الأخيرة عبارة عن لاعبين تعلموا الكرة منذ نعومة أظافرهم وتدربوا لفترات طويلة علي الخطط والمهارات والتكتيكات التي ينفذونها خلال المباريات ، والشئ الوحيد الذي لا يتوقفون عنه هو التدريب ثم التدريب ، وهذا هو بيت القصي ، فكل شئ تريد أن تتقنه لابد لك من أن تمارسه بإستمرار . ديفيد بيكهام ذلك اللاعب الشهير في كرة القدم الإنجليزية ما هو تقييمنا له بشكلٍ عام ؟؟ ربما يختلف الناس حول تقييم مستواه الكروي ولكن الناس متفقون علي انه أميز لاعب في تنفيذ العكسيات والضربات الثابتة ، فلو حاول أحد لاعبينا تقلييده في هذا الأمر فإنه لن ينجح فقط بمحاولة التعرف علي الطريقة التي ينفذها بها وإنما بالتدريب ، فلو قرأ الناس عن اللاعب بتعمّق لوجودوا انه يقوم بتنفيذ عدد كبير جداً من هذه العكسيات والضربات الثابته عقب كل تمرين لأنه يعلم أنه مميز فيها ويريد أن يطوّر نفسه في ما هو مميزٌ فيه .    إن واقعنا الكروي يقول أن لاعبينا تعلموا أصول كرة القدم وهن في سنٍ كبيرة مقارنة باللاعبين العالميين الذين نهلوا من علوم الكرة منذ فترات عمريّة مبكرة في المدارس المتخصصة لتعليم كرة القدم ورغم ذلك لا يتوقفون عن التدريب الفردي والجماعي ، ولهذا فإن لاعبينا عليهم بمحاولة تعويض هذا الفارق التعليمي بالتركيز علي التدريب وخاصة الفردي لمعالجة العيوب وتطوير الذات في الجوانب التي لديهم فيها ميزات فطريّة حباهم بها الله سبحانه وتعالي . والله ولي التوفيق ...