بسم الله الرحمن الرحيم

(((مبالــــــغــــــــة )))

من أسوأ سمات المتلقي الرياضي السوداني ان لم نعمم ذلك على المواطن السوداني أنه يبالغ جدا في رد فعلــه
لدرجة تناقض و تكاد تسقط أحد مسلمات علم الفيزياء التي تنص أن : لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار و مضاد له في الاتجاه .. و من هنا ينشأ الاتزان ! .. نعم من هنا ينشأ الاتزان، نحن نبالغ جدا في فرحنا بتخطي عادي جدا لدور ال 64 او دور ال 32 على سبيل المثال في حين اننا نطمح للقب هذه البطولة !!

أليس ذلك بغريب !!! اليس التصفيق الحاد للمجيد وقوفا داخل الميدان من الالاف سيجد صدى و تأثيرا و تحفيزا أكبر لدى هذا النجم او الفريق ليعلم قيمة هذا الجمهور العظيم و يحترمه و يخافه و يعمل على أداء الأفضل له بدلا من الاستقبال في اروقة المطارات بشكل غريب يقلل من قيمة الجمهور لدى بعض اللاعبين و تصلهم رسالة مغلوطة أحيانا بان هذا الجمهور ساذج يقبل بالقليل و يفرح به ..

نحن ايضا نفخر بكؤوس الذهب الودية المحلية و نكاد نعانق السحاب زهوا لألقاب لا تشكل اي شيء في خارطة لعبة كرة القدم و نرضي بذلك شغفنا نحو الانجاز الذي نراه بعيدا جدا لأسباب منطقية ..
نحن نستقبل المحترف الأجنبي في مكاتب الاتحاد العام و المطار بالمئات و نحمله على الأعناق فيكاد ينصدم من هول تقدير موهبته و يبدأ يراجع مسيرته الكروية في عجب ليستنتج سبب و سر استقبال الفاتحين و الملهمين المنقذين لـــه فلا يجد أي اجابة مقنعة ..


التحفيز و اظهار الحب لا يتم بهذه المبالغة الزائدة فهنا سنجني نتيجة عكسية و نزرع في دواخل هذا المحترف شيئا من التراخي وهو الذي يأتي و نفسه تواقه لإرضاء القاعدة الجماهيرية التي يفاجأ أنها راضية من قبل أن يقدم أوراق اعتماده حتى و غالبا ما تكون النتيجة فشل غير متوقع ..
و كذلك من مظاهر المبالغة في رد الفعل ما نراه في تقييم محترفينا الأجانب منذ الأسابيع الأولى و على سبيل المثال هذا الموسم الرياضي أقسم بفشل محترف المريخ العاجي اديكو نفر كثير جدا من النقاد و الصحفيين و الجماهير لظهوره بمستوى هزيل في أولى مبارياته و كذلك قبل عامين كادت جماهير الهلال و صحفييه ان تتوج ادوارد سادومبا كأفشل صفقة في تاريخ الهلال عند بداية عهده و كل ذلك نتيجة اعطاء ظهوره الأول او الثاني درجة اكبر من حجمها الطبيعي و لإغفال تأثير و دور حمى البدايات الطبيعية في التقييم الاجمالي للاعب ..

نفرح كثيرا جدا احيانا و لكن ليس هذا فحسب بل أننا عندما نخسر تتفجر في دواخلنا براكين غضب و نبدأ في تدمير كل ما بنيناه بقرارات متسرعة فنخلي خانة من نخلي و نتهم هذا المدير الفني الذي أوصلنا الى تلك الادوار المتقدمة بأنه رأس الفساد الفني و سببه الرئيسي و نقنع أنفسنا بقدر لا يستهان به من السذاجة بأن تغيير هذا المدرب المدمر لمواهبنا الاستثنائية و الغير موفق ابدا في استغلال مواردنا البشرية المنقطعة النظير هو الحل

و كذلك نبدأ في رحلة الابدال و الاحلال من البداية ضاربين بمفاهيم الاستقرار الفني عرض الحائط و تدور علينا الدوائر من جديد لأننا لا نحلل أسباب الفشل الحقيقي و ننساق وراء جنون الغضب و زهو النصر حتى و ان كان غير مستحق فنحن قوم يبطرنا النصر و تهزنا الهزيمة و يجب علينا معالجة
هذا السلوك ان ابتغينا الذهب و التقدم و التطور لأن ما نقوم به الآن مبالغة ( جد مبااااااااالغة)
ودمتم سالمين ،،،،،
فرصة للنقاش والمشاركة
س1/ ما سبب جنوحنا للإفتخار بنتائج هزيلة جدا سبق ان تم تحقيقها من قبل و اعطاءنا للمباريات حجما أكبر من حجمها على عكس منافسينا ؟؟؟
س2/ هل لا بد لأي هزيمة أو خروج غير متوقع من ضحايا و تبديل في العناصر أو ربما يمكن ان تعالج بعض الأمور اداريا و كجهاز فني و اداري لتلافيها مستقبلا، أو ليست الخسائر واحدة من النتائج المحتملة التي يجب التعامل معها بشيء من التعقل احيانا ؟؟
س3/ هل تظن أن استقبال اللاعبين المحترفين في المطار أمر جميل يتلقاه المحترف دائما بشيء من التقدير و الاحترام كما ننشد و نبتغي ؟؟؟
س4/ هل نجيد التعامل مع الهزائم و التأمين على الايجابيات و هل نجيد تحليل أداءنا عند النصر و وضع اعتبار للسلبيات ؟؟
س5/ هذا السؤال ملكك .... الفرصة لك لتضيف او تعلق أو تسأل المشاركين و معد الموضوع .. |