نشأنا في مجتمعنا الرياضي وكل فرد منا له لونية محددة وميول لاحد الفرق بالبلاد ، ارتبط بيها ارتباط وثيق واصبحت تمثل له جزأ اصيلا من حياته ووجدانه ، هذا الكيان العظيم الذي ينتمي اليه اي فرد منه يعشقه بلا حدود ودون مقابل ، يفعل كل ما بوسعه من اجل ان يري فريقه في القمة دائما لا ينازعه في ذلك اي طرف آخر..
وبمختلف قطاعاتنا سواء مشجعين ، او اداريين ، او اعلاميين ، فاننا نسعي الي رفعة شأن الكيان ، المشجعين يقفون مع الفريق في كل الاوقات مؤازين ومشجعين ، يتحملون كل المصاعب والمشاق وهم يقفون خلف الفريق عند النصر والهزيمة ، لا يثنيهم عن ذلك شئ ، والاداريين يبذلون كل الجهد من اجل استقرار الفريق ، وينفقون الاموال الطائلة من اجل التعاقد مع افضل الكوادر سواء لاعبين او مدربين وغيره ، اما الاعلاميين فانهم لا يألون جهداً في اظهار صورة الفريق كأبهي ما يكون ، وحتي في نقدهم يكون بصورة مهذبة جميلة تعالج سلبيات الاداء وليس اكثر من ذلك ، كان الجميع يداً واحدة يعملون من اجل الكيان واصلاح شأنه...

كنا نسمع في السابق باحزاب المعارضة ضد الانظمة السياسية في مختلف بلدان العالم سواء كانت معارضة داخلية او خارجية ، ونسمع بأحزاب التحالف ضد نظام محدد ، وذلك نسبة للاختلاف في الافكار والسياسات والمذاهب ، ولكننا لم نسمع يوما من الايام بمعارضة داخلية في احد الاندية الرياضية ، هذه الظاهرة الغريبة تفشت وبصورة مزعجة جدا في الآونة الاخيرة ، واصبحنا نسمع بهذه النغمة بشكل متكرر ، اصبحت هناك فئة تنشق من داخل الكيان وتشكل جبهة معارضة رافضة لنظام الادارة بصورة او بأخري ، ولكن الاسوأ في الامر ان هذه الجبهة المنشقة تعمل علي خلق الخلافات والمشاكل داخل اروقة الكيان الواحد ، من اجل افراد تصبح هناك معارك خفية تسعي الي نسف النظام السابق لاخذ مكانه ، وللاسف نجدها تنسف معها الكثير من القيم والموروثات وتنسف استقرار الكيان بهذه الصورة ، وللاسف كل طرف يعتبر انه يفعل ذلك حباً في الكيان وخوفه علي مصالحه..

جبهات المعارضة اصبحت اكثر ضررا وخصما علي الفريق من كل المشاكل الاخري ، المعارك الخفية بين الاداريين اصبحت تقضي علي كل جميل ، الخلاف والشقاق حتي بين المشجعين اصبح يشكل خطرا علي الفريق ، لان بعض المشجعين الذين ينتمون لطائفة المعارضة ربما يقومون بأفعال تضر الفريق كثيرا اثناء المباريات ، اما الاعلاميين والصحفيين بصورة خاصة نجد اكثر حظاً ونصيباً في هذه المعارك ، فيكتبون ما لا يكتبه الخصم في الفريق ، يتصيدون كل الفرص والثغرات من اجل اثارة المشاكل وخلق البلابل بين صفوف الفريق ، فينشق الصف ، وتختلف الآراء ، ويصبح كل الكيان في مهب الريح ، والخاسر الاكبر هو الرياضة في البلاد..

اي عشق هذا الذي يجعل انسان يكتب ضد مصلحة الفريق ، اي انتماء هذا الذي يجعل المشجعين يختلفون علي الفريق بسبب لاعب او اداري او كاتب نشر بعض الاشياء التي تدعو الي شق الصف الواحد ، اي ولاء هذا الذي يجعل اعلامي او صحفي يقوم بتصوير ما يدور داخل الكيان بانه حرب داحس والغبراء ، ويسعي الي اشعال فتيل الحرب اكثر واكثر من اجل بعض الافراد علي حساب الكيان ، اي حب هذا الذي يجعلنا نعصف بالكيان ونرمي تاريخا عريضا وراء ظهورنا بسبب بعض المصالح الشخصية؟؟
للاسف هذا هو الحال الذي وصلت اليه بعض انديتنا السودانية الان ، وكل فرد في المنظومة الرياضية يفعل ذلك ويقول فعلته لانني اعشق الكيان واسعي الي مصلحته.. اهكذا يكن الانتماء؟؟!!..
