لما كان الإعلام الرياضي شريكا ً أصيلا ً في المناخ الرياضي العام في البلاد و قد شهد نقلات كمية في الآونة الأخيرة من حيث زيادة القنوات متمثلة في إذاعة رياضية متخصصة (أف أم 104) و قناة تلفزيونية رياضية متخصصة (قوون) كان لابد من نظرات نقدية و تقييم ذاتي يقوم به القائمون علي أمر تلك الأجهزة المعنية مضافا ً لها القسم الرياضي بتلفزيون السودان(الوطني) .. فالشاهد أن تلك الزيادة الكمية المقدرة في رقعة الفضاء البرامجي المـُـتاح لم تصاحبها أي تغييرات نوعية من حيث المادة المقدمة، فما زالت كل تلك الوسائل الإعلامية لا تقدم إلا الوجه التقليدي من عمل الإعلام الرياضي و أعني أنها لا تصنع الأحداث بل تلاحقها، فإذا جاء وقت توقف النشاط الكروي من دوري و خلافه دخلت تلك البرامج في سبات عميق تنفضه أحيانا بملاحقة الدوريات الأوربية و العربية دون أن تكلف نفسها البحث عن برامج من الممكن أن تقدم شيئا ً ملموسا ً في أي مجال كان من ضروب العمل الرياضي.
لا شك أن الرسالة الإعلامية أكبر من مجرد ملاحقة الأحداث و تحليل المباريات، فلماذا لا نشهد مثلا ً برامج توعوية عن إدارة أندية الشباب و السبل العلمية الحديثة في تطوير المواهب و صقل المقدرات الرياضية، أو إقامة ورش عمل تتناول جوانبا ً مثل الطب الرياضي و أساسيات اللياقة البدنية؟ هذا علي سبيل المثال لا الحصر، فالمجال الرياضي عندنا في السودان ما زال أرضا ً خصبة للتنقيب و بذر بذور التطور. بإمكان مقدمي تلك البرامج أن يستضيفوا الإختصاصيين و أصحاب الشأن في كل مجال و هم كـُـثر منهم من صـُـقل بالخبرات العملية أو العلمية أو الإثنان معا ً و هناك من يشغل درجات المحاضر بالإتحاد الإفريقي ناهيك عن إمكانية إستضافة الكفاءات من خارج الحدود (حتي و لو تلفونيا ً)، أما التحضير و التزود بالمعلومات الضروية لمثل هذه البرامج أو الورش او أيا تكون الأفكار فمن السهولة التامة بمكان في صارت فيه المعلمومة متاحة لكل من يبحث حقا ً عنها.
الإقتراحات و الأفكار في هذا المجال كثيرة جدا ً، أتمني أن لا نكتفي بالتعليق علي الأخبار و تحليل المباريات و أن نسهم دائما ً في ما من شأنه أن يعلو بالرياضة و يـُـملـِّـك المعلومة و طرق التطور للجمهور الرياضي الذي هو في أشد الحوجة إليها عـِـوّضا ً عن ما تفرضه عليه صحافة التهويل و التضليل الإعلامي التي لا تزيد الواقع إلا سوءاً و أزمات.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كل المحبة ،،، الأحترام ،، و الود
