أريد أن أتحدث في هذا الموضوع عن الكيفية والعقلية التي يتبعها المشجع السوداني مع فريقه المحبب
ودوره مع المنتخب الوطني في المباربات .
المشجع السوداني وحسب التجارب وما هو ظاهر في كثير من المباريات الحاسمة لفرقنا المحلية سوى
في الدوري الممتاز أو في المنافسات الخارجية أفريقياً هش التركيبة وضعيف المشاركة، كما لا يستطيع الصمود والتشجيع طيلة فترة المباراة، فنجده يثور بطريقة عارمة قبل بداية المباراة فنرى الأهازيج والضجيج العالي والأمواج الماخوذة من التشجيع الأوربي ونسمع الأناشيد التي تزيد من حماس اللاعبين، يستمر ذلك النمط حتى الربع أو التلت ساعة الأولى من المباراة ثم يبدأ في الإنخفاض إلى أن يصل
مرحلة العدم نهائياً، خصوصاً إذا ولج في مرمانا هدف عكسي من هجوم الخصم، المزعج في الأمر
أن هذه الحالات تنطبق حتى على مجموعات الأولتراس والتي تعتبر جهة متخصصة في التشجيع
ولا علاقة لها بنتيجة أو ما يحصل في المباراة إلا أنها تتأثر وتصبح مثلها مثل باقي الجمهور.
كثير من الحالات ينعكس فيها دور الجمهور إلى سلبي في سب وشتم اللاعبين والأجهزة الفنية وفي كثير من الأحيان يصيب الرشاش حكم المباراة ورجال خطوطه عندما يرى المشجع أنه قد عكس حالة مخالفة
أو إحتسب تسلل غير صحيح حسب نظرته.
هناك عامل نفسي مهم جداً للجمهور يجب تداركه وهو توفر الثقة في فريقه (لاعبين وجهاز فني)
وإلا فكان الأحرى له أن لا يحضر لمشاهدة المباراة في الملعب.
* هناك حادثة أعجبتني في الدوري الأوربي عن إحترام الجمهور للاعب :-
وهي إنتقال اللاعب الفرنسي تيري هنري من الآرسنال الإنجليزي إلى برشلونة الإسباني فهو لاعب
خلوق ومحترف للعلبة ويجيد مهامه الهجومية والتكتيكية وينفذ ما يطلب منه بالحرف الواحد كسب
بذلك إحترام الجمهور الإنجليزي ومن قبله الفرنسي ثم الإسباني وله قاعدة عريضة في الوطن العربي والأفريقي.
عند ظهور اللاعب مع فريقه الجديد برشلونة وفي أول مقابلة جمعت فريقه الجديد بفريقه السابق وعند دخوله للملعب وقف كل الجمهور الإنجليزي والآرسنلاوي تقديراً وتكريماً له ولما قدمه للآرسنال من
سنوات رائعة فكانت الأهازيج الإنجليزية والتصفيق للاعب وهناك من زرف الدموع وداعاً لأسطورة الآرسنال في زمانه، شجعه الجمهور الآرسنالي قبل جمهور
البرشا في ظاهرة نالت إعجاب الكثيرين وخصوصاً الأسبانيين وبالأخص جمهور البرشا وزادت
حبهم له وقدم بذلك الجمهور الإنجليزي درساً لكل المشجعين في العالم عن إحترام اللاعب
أينما كانت وجهته.