m
الموز من الفواكه المحببة للجميع , وذلك لما تحتويه الثمار من مواد غذائية هامة لازمة للنمو وبناء الجسم , والموز يُعد واحد من الأطعمة الأولى للإنسان , ومن أول النباتات المنزرعة , ويعتبر الموز مصدراً مناسباً لعناصر الكالسيوم والحديد وأيضاً يحتوي على النحاس واليود والمنجنيز والزنك والكوبلت , كما أنه غني بدرجة مقبولة في البوتاسيوم , المغنيسيوم , الصوديوم , الفوسفور ,, وتغدية الأطفال عليه يزيد من النسبة المئوية لإمتصاص عناصر النيتروجين , المغنيسيوم , الكالسيوم , الصوديوم , الفوسفور , الكلوريد , الكبريت ,, ويعتبر الموز مليّن , وله تأثير على مدى مقاومة الأشخاص للأمراض المعوية , كما له تأثير فعال في الثغلب على اضطرابات القولون , وفي حالات النقرس , كما يساعد في التغلب على الإرهاق والهزل , كما ينمّي الفكر وينشّط الذاكرة .
ويزرع الموز بمناطق كثيرة من العالم سواء الإستوائية , التحت إستوائية , والمناطق المعتدلة .
** نشأة وتطور زراعة الموز **
على الرغم من أن الموز يُعد واحداً من أهم محاصيل الفاكهة بالعالم , والذي تنتشر زراعته في الدول النامية خاصة في المناطق الإستوائية إلا أن هذا المحصول لم يلقى الدراسة الكافية حتى الأن .
ويبدو أن أندونيسيا وجنوب شرق أسيا هي مركز الإختلافات الكثيرة في أنواع الموز البرية وكذلك مركز نشأتها , كما أن استئناس هذه الأنواع حدث مبكراً في هذه المنطقة ,, ويبدو أن الإستخدامات الأولى للموز لم تكن بهدف الغذاء , فعلى سبيل المثال استخدمت أليافه في صناعة شباك صيد السمك , كما استخدمت سيقانه الطوافات المائية (القوارب البدائية) , أما الأوراق فقد استخدمت في بناء المظلات , وهنا سنشير بشيء من التركيز عن طرز الموز (موز التحلية وموز الطبخ) التي تطورت عن النوعين acuminata و balbisiana والتي تتبع الموز الحقيقي Eumusa الذي ينتمي إلى جنس الموز Musa , والتي تنتج ثماراً تستهلك بدرجة أو بأخرى عن طريق الحيوان انتشرت أساساً عن طريق البذور .
وفي حقيقـة الأمر فإنه في بورمـا يطلق على الموز اسـم "Nget-Pyaw" والتي تعني محاكـاة الطيـور أو التعلم عن الطيـور "the birds told" وذلك لأن الإنسان لم يتناول ثمار الموز إلا بعد مشاهدته للطيور تتغذى على تلك الثمار ,, ولازالت الهجن البذرية التابعة للمـوز الحقيقي Eumusa تستهلك ثمارهـا في بعض المنـاطق من العـالم ,, وفي الهنـد وجد أن الصنف الثنائي "Bhimkol" التابع للنوع balbisiana تحتوي الثمرة (الأصبع) على حوالي 50 بذرة , وهذه البذور يمكن فصلها , ويستخدم اللب بعد ذلك في تصنيع أغذية الأطفال ,, ولقد قدّم سيموندس (1962) simmonds شرحاً عاماً للخلفية الوراثية والسيتولجية التي أدت إلى تطور الأصناف المستأنسة , خاصة بالنسبة للتهجين بين تحت الأنواع التابعة للنوع M.acuminata والذي كانت نتيجته ظهور مدى واسع من الأصناف الثنائية الأساس الكروموسومي والتي يرمز إليها بالرمز (AA) ,, هذه الطرز الثنائية الأخيرة نشأ عنها (خلال الإنقسام الميوزي) طرز ثلاثية يشار إليها بالرمز (AAA) ,, وقد أدى التهجين بين الطرز الثنائية (AA) التابع للنوع السابق والطرز الثنائية (BB) التابعة للنوع M.acuminata إلى ظهور طرز ثلاثية عديدة موجودة الأن مثل AAB وBBA ,, هذه الطرز الثلاثية يمكن الحصول عليها بطرق عديدة في أي مكان وفي أي وقت طبقاً لطرق التقنية الحديثة ,, ولاشك أن الإختيار المفضل للطرز المنزرعة هي تلك التي تعطي ثماراً بكرية (عذرية) أي متكونة دون تلقيح او إخصاب , ومن ثم فإن مثل هذه الثمار تكون خالية من البذور , كما أن نباتات هذه المجموعة تكون أكثر قوة من ناحية النمو وكذلك أعلى انتاجية مقارنة بالطرز الثانية .
وتقدم الطرز الثلاثية (AAA) أصناف عديدة ذات ثمار حلوة الطعم , أما الطرز الثلاثية الأخرى مثل AAB و ABB فهي تعطي أصناف ذات ثمار أكثر نشوية تصلح للطبخ , ويتميز النوع M.balbisiana بان نباتاته أكثر تحملاً للعطش , كما أنها أعلى مقاومة للأمراض من النباتات التابعة للنوع M.acuminata مثل هذه الصفات توجد بالطرز التي دخل في انتاجها النوع الأول وهذا يرجع إلى وجود المجموعة (B) في تركيبها الوراثي ,, وتجدر الإشارة هنا إلى أن الطرز الثلاثية هذه تتصف بالعقم مما يتطلب اللجوء إلى الطرق الخضرية لإكثار وإنتشار مثل هذه الطرز , ويتم ذلك بإستخدام الفسائل .
ويشير سيموندس أن استئناس الطرز الثنائية (AA) والثلاثية (AAA) للنوع acuminata بدأ أساساً في ماليزيا ثم انتشر خلال جنوب شرق أسيا ,, وانتشار هذه الطرز إلى المناطق التي يوجد بها النوع الثاني M.balbisiana , خاصة في شبه القارة الهندية وربما الفلبين أوجد المناخ المناسب لحدوث التهجين وظهور الهجن الثنائية (AB) , وتلك الطرز الأكثر قوة مثل AAB و ABB , وكنتيجة لذلك يوجد في منطقة جنوب شرق أسيا مدى واسع من الطراز التابعة لجنس Musa نشأت منذ زمن بعيد خلال تطور الزراعة منذ ألآف السنين .
** تاريخ زراعة الموز **
لازال التاريخ الطويل والمتوغل في القِدم والمتعلق بزراعة الموز موضع تخمين أو إن صح القول لازال يخضع لنوع من الحدس ,, ففي قارة استراليا والمناطق المجاورة قد ترجع زراعة الموز هناك إلى حوالي 8000 عاماً قبل الميلاد ,, ففي هذه المنطقة تطورت أنواع الموز من السلسلة الأسترالية المنتشرة هناك , وقد يمثل طراز الموز Fehi بعض الأهمية ,, ويذكر كيرتيش (1978) Kirch أن أصل الموز في هذه النطقة جاء من منطقة بابوا بغينيا الجديدة عبر المحيط الهادي منذ زمن بعيد مضى ,, كما يذكر ين (1993) Yen أنه يوجد ارتباط زراعي بين جنوب شرق أسيا وجزيرة استراليا منذ حوالي 4000 سنة قبل الميلاد , وهذا الإرتباط تطلب بالضرورة تبادل الحاصلات الزراعية وبينها سلسلة من طرز الموز التابعة للموز الحقيقي Eumusa ,, تبع ذلك استجلاب الطرز الثلاثية من AAB و ABB من منطقة الفلبين وذلك عند حدوث الهجرة خلال الألفية الأولى من ظهور السيد المسيح عليه السلام ,, وبمرور الوقت استطاع المكتشفون الأوروبيون نقل طرز عديدة من الموز إلى تلك المنطقة . ويعتقد أن شبه القارة الهندية هي المركز الرئيسي لحدوث التهجينات بين النوعين M.acuminata و M.balbisiana , ولقد ثبت أن هذه المنطقة ينتشر فيها مدى أو نطاق واسع من الطرز الثلاثية وعلى وجه الخصوص الطرازين AAB و ABB . ويبدو أن إنتشار الموز ناحية الغرب يُعد حديث نسبياً , ولو أن مذكرات كيرفيجانت (1935) Kervegant تبين أن الموز قد استقدم منذ زمن بعيد إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ,, ويذكر البعض أن الرسومات المصرية القديمة توضح وجود الموز , أو الحضارة الأشورية , التي امتدت امبراطوريتها حتى النيل , قد تكون هي المسئولة عن إستجلاب الموز إلى الشرق الأوسط ,, وتجدر ملاحظة أن أول وصف واضح للموز ظهر بالكتابات اليونانية في عام 327 قبل الميلاد في حملة الإسكندر الأكبر بالهند .. إلا أن معظم المؤرخين والكتاب يعتقدون أن إستجلاب الموز من الهند إلى الشرق الأوسط وعبر شمال أفريقيا قد تم بواسطة العرب ,, ويذكر كل من كندر وهيلجمان (1974) Kinder & Hilgemann أنه خلال مائة عام من إنتقال المصطفى e إلى الرفيق الأعلى (633 ميلادية) انتشر تأثير العرب في جميع الإتجاهات من الهند إلى أسبانيا وإنعكس ذلك أيضاً في وجود الموز بتلك المناطق ,, ويعد الموز من النباتات المباركة التي ذكرت بالقرأن الكريم , إذ يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل :
]وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ & فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ & وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ[ w سورة الواقعة من الأية27 إلى الأية29 .
كما عُرف الموز بمصر وتونس وأسبانيا بحلول القرنين الثاني عشر والثالث عشر , كذلك انتشر هذا المحصول إلى الساحل الغربي لأفريقيا عن طريق المكتشفون الأوروبيون في أواخر القرن الخامس عشر ,, اما في الجانب الشرقي لأفريقيا انتشرت زراعة الأصناف AA و AAA , خاصة في المناطق المرتفعة , أما في منطقة خط الإستواء فقد انتشرت زراعة الطراز AAB لسد متطلبات غذائية ,, ويقترح فانسينا (1984 و 1990) Vansina أن الإستجلاب المبكر لهذا الطراز (AAB) إلى أعالي النيل - منطقة البحيرات العظمى حدث من منطقة الشرق الأوسط عن طريق شمال غرب أفريقيا ويذكر فاوسيت (1913) Fawcett أن الموز زرع في دلتا نهر النيل لقرون عديدة ,, وقد عُرف أن الرحالة الأندونيسيون كان لهم اتصال مباشر بمدغشقر وساحل أفريقيا منذ حوالي القرن الخامس ,, ويعتقد الكثيرون أن هذه الجزيرة لعبت دوراً هاماً في عمليات الإستجلاب سواء شبه القارة الهندية حيث الطرز والأصناف AAB و ABB هي السائدة ,, أو مباشرة من جنوب شرق أسيا حيث ينتشر وجود الأصناف AA و AAA ,, ولقد نشأت الأصناف الهامة بأفريقيا , خاصة AAA في شرق أفريقيا ,, وكذلك AAB كنتيجة للطفرات الجسمية , كذلك تكرر استجلاب الطرز المختلفة من الموز من الهند وأسيا , كما أن زيادة التبادل التجاري بين الدول أدى إلى وجود مدى واسع من الأصناف المختلفة على سواحل أفريقيا .
وقد استطاع الملاحون البرتغاليون في وقت أكثر حداثة عبر تجارتهم حول سواحل أفريقيا من الوصول إلى الهند , جنوب شرق أسيا ووصلوا إلى الصين بحلول عام 1516 , هذه الرحلة كان لها دوراً هاماً في إنتشار الموز ,, فالكثير من الأصناف مثل AAB والذي يسمى براتا "Prata" من أصناف التحلية المنتشرة بجنوب الهند وجد بالمناطق الساحلية لغرب أفريقيا ويرجع الفضل إلى البرتغاليون في إحضاره لهذه المنطقة .
ويمكن القول أن البرتغاليون والأسبانيون ساعدوا أو أفادوا معاً في الرحلة الأخيرة لإنتشار الموز ودخوله إلى الأمريكتين من مناطق عديدة من العالم , وكانت جزر الكناري هي أيضاً من أهم هذه المناطق , هذه الجزر أعيد اكتشافها في منتصف القرن الرابع عشر , وقصة دخول الموز إلى تلك الجزر مرجعه أنها كانت من أكبر مزراع قصب السكر في العالم والتي كان يعمل بها العديد من العمال المستجلبين من أفريقيا , ولسد الإحتياجات الغذائية هذا العدد الضخم من الأفواه كان لابد من إستجلاب الموز وزراعته بتلك الجزر .
ويقترح الكثير أن الموز كان موجود بالأمريكتين منذ زمن بعيد مضى , ويبدو أن اول إستجلاب لهذا المحصول كان عن طريق الكاهن توماس دو برلانجا "Thomas de Berlanga" الذي نقله من جزر الكناري إلى سانتو دومنجو في عام 1516 ,, ومع تطور تجارة الرقيق إزدادت حركة إنتقال الحاصلات الزراعية عبر المحيط الأطلسي , وكان الموز بلا شك من بين تلك الحاصلات ,, وفي هذا الصدد كان للبرتغاليين من خلال تجارتهم في أسيا وأفريقيا , بالإضافة إلى مستعمرتهم الكبيرة بالبرازيل تأثيراً كبيراً على إنتشار الموز ,, وأكبر مثال على ذلك صنف موز براتا "Prata" والذي يسمى بموز التحلية AAB نشأ أساساً بجنوب الهند ثم إنتقل إلى غرب أفريقيا وجزر الكناري (ومن هناك صُدّر إلى بريطانيا في القرن التاسع عشر) ,, وإنتشر الموز بسرعة في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية بحلول عام 1607 ,, وخلال قرن واحد أصبح موز الطبخ من أهم الثمار في بنما .
وأكثر حداثة أصبح تجميع سلالات الموز يخضع لأسس علمية , وبمواصفات نباتية , ومن ثم ظهرت أصناف منه تنتشر بصورة واسعة في الكثير من مناطق العالم ,, ولعل الموز الكافندشي AAA يُعد أفضل الأمثلة على ذلك , فقد اُحضر من الصين في عام 1826 , وتم إكثاره ومضاعفته في أوروبا تحت ظروف البيوت الزجاجية المحمية , ثم أعيد تصديره مرة أخرى للحدائق النباتية ومحطات البحوث والمشاتل التجارية المهتمة بذلك ,, هذا الصنف يزرع الأن في مناطق عديدة , ويُعد من أشهر الأصناف .
** مناطق إنتاج الموز في العالم **
يقدر إنتاج العالم من موز التحلية بحوالي 59 مليون طن وبالنسبة لموز الطبخ والبلانتين فيقدر هذا الإنتاج بحوالي 29,5 مليون طن ,, وفي المناطق الإستوائية وتحت الإستوائية يمثل الموز بصفة عامة جزءاً هاماً من الغذاء وذلك لرخص سعره وطاقته العالية ,, وفي أجزاء من شرق أفريقيا يمثل الموز جزء أساسي من الغذاء حيث يقدر متوسط استهلاك الفرد بحوالي 100 كيلوا جرام في العام ,, ويحتل الموز المرتبة الثانية بعد الموالح من الناحية التسويقية والتجارية العالمية .
وكما بين جدول الإنتاج العالمي للموز في عام 1997 والذي يقدر بحوالي 59 مليون طن وذلك لإحصاءات منظمة الزراعة والأغدية التابعة للأمم المتحدة , وينتج أكثر من 26 مليون طن بأسيا ,, كما يقدر الإنتاج العالمي من موز الطبخ بحوالي 29,5 مليون طن , أكثر من 21,6 مليون طن تأتي من أفريقيا , وأهم دول إنتاجه هي أوغندا ورواندا ,, وتمثل البيانات المدونة بذاك الجدول تقدير إنتاج الموز بمناطق مختلفة , ويظهر به أهم الدول المنتجة .
ولو أن زراعة الموز تنحصر في المناطق الإستوائية وتحت الإستوئية , إلا أنه يزرع على نطاق محدود في بعض المناطق الأخرى مثل قبرص و جزر الكناري و المادييرا واليونان ,, إلا أن المنطقة الرئيسية لزراعته هي أسيا والتي تنتج حوالي 44,4 % من الإنتاج العالمي (حسب إحصاء 1997) , وتنتج أمريكا الجنوبية حوالي 26,2 % من الإنتاج العالمي , ويمثل إنتاج أفريقيا حوالي 12,2 % , كما يبلغ إنتاج أمريكا الشمالية والوسطى حوالي 14,9 % , ويبلغ إنتاج أوروبا وأستراليا حوالي 2,3 % من الإنتاج العالمي .
كما توضح البيانات المدونة بذاك الجدول أن أهم القارات المنتجة للموز هي قارة أسيا و وتمثل الهند مركز الصدارة في الدول الأسيوية في إنتاجها للموز والذي بلغ 9,935,000 طن , أي ما يعادل 16,85 % من الإنتاج العالمي , تليها أندونيسيا ثم الفلبين ثم الصين ثم تايلاند ثم فيتنام ,, وفي قارة أمريكا الجنوبية تحتل البرازيل قائمة دول القارة بإنتاج 5,779,000 طن , ثم الأكوادور ثم كولومبيا ثم فنزويلا ,, أما بالنسبة لدول قارة أفريقيا فيبدو جلياً أن بوروندي تحتل المركز الأول ثم تليها تانزانيا ثم أوغندا ثم مصر ثم الكنغو الديمقراطية (زائير) ثم مدغشقر ثم كينيا وجنوب أفريقيا على الترتيب وذلك حسب إحصاءات 1997 ,, يأتي بعد ذلك الترتيب قارة استراليا والدول التابعة لها , ثم أخيراً قارة أوروبا .
** القيمة الغذائية للموز **
تتكون الثمرة الناضجة من 20 % سكر وأكثر قليلاً من 1 % نشأ , ولقد وجد أن 96-99,5 % من الكربوهيدرات الموجودة في الموز تُعد صالحة أو سهلة الهضم ,, وهذا ينطبق على ثمار الموز الناضجة أو المطبوخة , حيث يكون محتواها من السكر مرتقع أو حدث تحول للنشا أثناء عملية الطبخ إلى سكر , وفي الثمار غير الناضجة تكون نسبة النشا مرتفعة , وهو أقل قابلية للهضم , عالية بمقارنتها بالثمار الناضجة والعكس صحيح بالنسبة للسكر , وهذا هو السبب في أن الثمار الناضجة هي التي تكون مفضلة ,, ومع أن محتوى ثمار الموز من البروتين يُعد منخفضاً إلا أن قابلية هذا البروتين للهضم تعتبر عالية مما يزيد من الإستفادة به ,, كذلك يُعد الموز مصدراً مناسباً للكالسيوم والحديد , كما يحتوي أيضاً على النحاس واليود والمنجنيز والزنك والكوبالت ,, كما أن الموز غني بدرجة معقولة بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والفوسفور ويمكن الإستفادة بحوالي 100 % من الحديد والفوسفور الموجود بالثمار ,, كذلك فإن تغذية الأطفال (عمر 5-7 سنوات) يزيد من النسبة المئوية لإمتصاص كل من النيتروجين والمغنيسيوم والكالسيوم والصوديوم والفوسفور والكلوريد والكبريت .
والموز مليّن نظراً لإحتواء الثمار على البكتين الحر والتانين , كذلك يعمل على تواجد بعض البكتيريا المعوية نتيجة للتغذية بثمار الموز , لذلك فله أيضاً تأثير على مدى مقاومة الأشخاص للأمراض المعوية ,, ويذكر إبراهيم خليف (1998) أن للموز تأثيراً فعالاً في التغلب على اضطرابات القولون , وأيضاً في حالة الإصابة بأمراض الكلى وزيادة نسبة البولينا في البولينا في الدم وفي التخفيف من حالات النقرس ,, كذلك تتضح أهميته بالنسبة للضعفاء وفي التغلب على الإرهاق والهزل ,, وتناول ثمار الموز ينمي الفكر وينشط الذاكرة , لذلك أطلق عليه قديماً "طعام الفلاسفة" .
وبحلول الجزء الأخير من القرن العشرين أصبح الموز الحلو (موز التحلية) مشهور ومعروف جداً للكثيرين في أقطار المناطق المعتدلة , كما يمكن مشاهدة الموز النشوي أيضاً في أسواق الدول الأوروبية ولا شك أن الموز يشكل أهمية كبرى من الناحية الغذائية في مناطق زراعته حيث يُعد مصدراً غذائياً هاماً في أوغندا وأجزاء من تانزانيا كما يشكل الموز مكون غذائي أساسي في مناطق وسط وغرب أفريقيا وأجزاء من أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية .
B |