لست اعرف سر انجذابي نحو أضواء الشوارع والمنازل من بعيد ! تأسرني تلك الأضواء ببريقها, تشعرني بأني في ماض بعيد , أتوه في غيباتها في ذلك الإحساس بالأمان فجأة ! اني انا المخترق ذاك الذي يجد مسربه من خلال شعاع الضوء ! او همسة القى بها مار او عابرة سبيل.. يتتبعها عقلي المغلوب فيرسم لي كل تفاصيلها , حياتها , مسراتها وهمومها وكيف تعيش... وعندما استفيق اسمع نفسي تلك الجملة : انه ليس فضول بل هو احساس بالوجود حتى وانا اجول في كينونة بعيدة عن مداري..!
" حسين " انه ضحيتي الاخيرة ! ولست المذنب انه من لفت انتباهي اليه , ربما كان يشبهني او انه ادرك هوايتي فقرر بمحض ارادته ان يكون فريستي ! جعلني ببعض الغموض اتتبعه في حركاته وسكناته حتي حفظته عن ظهر قلب !
احتسي قهوتي عنده في كافيتيريا الجامعة واستمتع بيومياته وتفاصيلها ! انه ذو الساق الواحدة والابتسامة الدائمة المراوغة توهم كل الوجود بأنه البطل السعيد , لكنها لا تخدعني انا وان تفنن في رسمها ! كنت في كل مرة اراه فيها يخدع الوجود اشتعل غضبا واود لو اذهب اليه امسكه وارجه بعنه واصرخ في وجهه ان على من تكذب ؟ تكذب على نفسك ايها الاحمق ؟ انك الى الان تنزف وتتلوى من الالم ! خمدت نار الحرب التي ذهبت بساقك وبرأت كل الجروح- وقبل ان اكمل المشهد تقاطعني نظراته الصارخة بالقول : تقول ذهبت بساقي ؟ اجلي عينك جيدا وانظر انها ذهبت بعمري كله ..!
يجعلني من جديد اقع في رصده ! اغرق في نظرته الى تلك الفتاة التي أحبها فتصم أذني صرخات جوارحح وهي تقول : احبك احبك احبك لكن لستي لي ! يسمعني جملته تلك فأخذ مى تبقى من فنجال قهوتي المرة في رشفة واحدة وانصرف هربا منه...
اعود الى بيتي وسكينتي الي يشغلها هو , اعيد الشريط من اوله ,اتساءل واحلل , اعزم وابطل..ثم اعود الى حيرتي من جديد ! تراه يدرك انه مثله ؟ اصرخ دوما احبك جدا ولستي لي ! تراه هو من اخترقني وعلم ما لدي ؟ نظرته اليها وهو تمزقه الغيرة حتى يغيب وهو يردد ليتني اعمي كل العيون حتى لا يراك غيري..! ليتني اسحق وانمحق مع ذرات الهواء حتى اسري في داخلك مع انفاسك...! ليتني اعيش النهار بلا ليل والليل بلا نهار واوقف مرور الزمن حين انظر اليك او تتغمدني نظرة من عينيك...! وليت كل الحروف توحد في كلمة يكتب بها اسمك ويختفي بعدها الكلام...! انها جملي فلما يرددها ؟؟؟؟
احداث الحكاية مستمرة حتى نهاية الاجل
