رحيل الاماني | | كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة | صاحب ردود قصصية متألقة | المشاركات: 36554 نقاط التميز: 7628 |  | معدل المشاركات يوميا: 5.6 | الأيام منذ الإنضمام: 6493 | |
أمتدت اشرعة الصمت تعانق فؤادي المكلوم وحنيني المنبجس من بين العيون ، كسحب الشتاء أغدق المطر ريعان الأرض ، فتكلم خريف صبري ، ليراوح الربيع في صدري مثل نسمات ندية تروي ظمأ الروح ،هكذا تقودني أقدامي كل يوم حيث مثواها ، في ذلك الثواء المعزول ، لا شيء سوى صوت السيارات العابرة ، ووقع أقدام العابرين ، تلوح ذكرياتي في آفاق شوقي المتأجج ، أشعر بنبض الألم كلما حملقت في تلك الجدران ، فيكون لمذاق الحسرة أبجدية أخرى ، وللدموع لذة غارقة ، لا أعلم فهل يجدي أن أضع قبعتي الصفراء ، لتمييز ملامحي .. أم أترك دموع روحي تناديك وتهفو عند مديات الأشتياق المكفوف ، فالناس تشتاق كي تحظى بوشيج الملتقى ، أما أنا فأشتاق كي اتألم واكتوي بنار العبرة ، دون أن أراك ، دون أن احتضنك وتمتزج أنفاسي مع ذراري أنفاسك .. ما زلت أسير في أروقة محلة الجزائر " العباسية " متلهفا ليحنو القدر على معالم انتظاري الموشاة بالعذاب .. مرة أخرى اذود عن بقايا روحي الهاربة في سماء الأمنيات كطير صحراوي زاحمته ظلمة الليل ،ثم تساقطت أوراق الأحلام ملعنة خريف وجودها وأنا أحدق في عيونك، كان وداع لم يحفل بالنظرات الطويلة والاختناق بالعبرات رحلت بصمت مطبق .. فنشبت في اعالي الروح مشاعل من الحرقة ، تأهبت لأن اكون صنديد اللقاء ، ولكن حينما غابت الشمس وطلعت اضواء قدومك ، رأيت بعين المستقبل ضمور الحاضر ، ووجدت المستحيل يناوش أروقة الأمل ، وهكذا تمر السنين وأظل هارب مع غربة الخيال ووحشة الانتظار ،كلما لمحت جدران بيتكم تهتز أوتار قلبي بنغمات من الحنين بعمر السنين الآفلة ، ليعلن العذاب عن عنواين الألم ...وأقف ولساني يعجز عن تبيان كلماتي ، لأنه كل ما تبقى من ذكرياتي ، حنين وسط غربة الاحتضار ، وقبعة صفراء يبلوها التلاشي .
بقلمي
قبعة صفراء 3
|
|