بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبكراته
اما بعد،
وقف صاحبي اما موظف باحدى الادارات ، يريد الحصول على بعض الوثائق
الادارية، وكان على عجلة من امره، تقدم يسير سيرا رتيبا فهو اعرج ومساعده
عكازته، حالته تدل على فقره وسمته على عدم قدرته ، ما كاد يشخص امام
الموظف حتى نظر اليه بازدراء وقال له بكل فضاضة من قال لك ادخل قال انها ادارة قال وترد علي
الكلام ايها الاعرج الحقيرهيااخرج ،نكس صاحبناراسه وخرج، يجر رجله العرجاء والموظف يصيح
هيا اسرع ثم اردف قائلا اي قذارة هذه تسلطت علينا مع هذا الصباح...
اخذالموظف يتابع عمله والناس يدخلون يقضون اغراضهم وفق المعلوم ومن
لست في ذكره بملوم، وكلما اطل الاعرج عليه ليدخل يقول انتظر انتظر
حتى مرت ساعات وهو على ذلك الحال، ولم يمكّنه حتى من كرسي ليجلس
عليه فلما يئس دخل عليه المكتب فنهره الموظف وصاح في وجهه ، فلما قال له
انه مواطن مثله مثل باقي المواطنين ومن حقه ان يحصل على الشواهد
قام الموظف وبدون حياء فلطم الاعرج لطمة شديدة لم يملك معها المسكين
الا ان وضع يده على موضع الالم ونطقت نظراته حينماصمتت الكلمات
خرج يرج ذيول الهزيمة ذيول الانكسار ثم التفت وهو على عتبة المكتب
ونظرنظرة تحمل الكثير من التعابير الكثير من العبارات وكانت ابلغ من الكلمات
بينما حوقل من كان حاضرا ... لكنهم لم يزيدوا على الحوقلة ...فهمهم انفسهم وتلك الخسارة.
اماصاحبنا الاعرج فانه خرج من الادارة وجلس على الدرج تتدافع دموعه
قدم رجل طيب احس بحاله ساله وعلم الخبر واخذ بيده ودخل على الموظف
وما ان راه حتى قفز كالكلب يتبصبص قال مالك ولهذا الرجل بدأ يخترع الاكاذيب
لكن الرجل الطيب فطن له ثم قال سلمه شواهده واعتذر منه والا تعرف ما سافعل
سارع الموظف الحقير وقدم كرسي لصاحبنا الاعرج وعجل بتجهيز شواهده في دقائق
معدودة ثم صافحه مبتمسا ابتسامة صفراء لكن صاحبنا الاعرج لم يزد على ان نظر اليه
نظرة تكلمت وسكتت الكلمات فيها احتقار وازدراء لهذا الموظف الظالم.
حقا انها ماساة .. والاشد والانكى سكوت الناس على الظلم وعلى الظالم ...لك يوم ايها الظالم
ليلة 15/07/2011
وكتب حسام النصر